آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
مــن ســـيـــوقـــظ زيـــنــب يــا عــبــدالــلــه ؟!
بلال غلام حسين

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 

ذهب عبدالله العمودي ليقابل ربه بعد أن نالت منه رصاصة الغدر والخيانة وأردته قتيلاً, لم يعلم القاتل حينها بأن عبدالله نال الشهادة بإذن الله!!  أما القاتل فسوف يقبض عبدالله عليه بكلتا يديه يوم القيامة ويسأله فيما قتلتني؟؟؟   في ذلك اليوم الدامي خرج الحبيب عبدالله من بيته كعادته ليقضي حوائج أسرته وليصلي الظهر في مسجد أبان في عدن.   وفي غمرة الدربكة والضرب العشوائي بالرصاص الحي على الشباب العُزل وقع من عبدالله تلفونه الجوال وهو يحاول الإختباء, وبينما حاول النزول لالتقاط تلفونه فإذا بذلك الجندي القاتل يصوب رصاصة قاتله الى جسده لتنال منه وترديه صريعاً بدم بارد بعد أن نطق الشهادتين.

وعندما أخبرني صديقي ياسر بالذهاب معه لنرى عبدالله في ثلاجة مستشفى الجمهورية قبل أن يوارى الثرى لم أتردد بالذهاب معه لألقي نظرة الوداع الأخيرة على ذلك الوجه السمح الممتلئ بالنور غير مصدق بأنني لن أرى أخي أو أسمع صوته مرة أخرى !! .. وفي تلك اللحظات المهيبة إذا بشريط الذكريات الجميلة يمر من أمامي وأسترجع لحظاته التي لا تنتس حينما كُنا نلتقي في مسجد أبان كل يوم عقب صلاة الفجر مع أولاده لتناول إفطار الصباح .. أتذكر أبنته زينب ذات الأربعة أعوام وهي تقول له ببراءة الأطفال: " يا بابا أني أشتي خبز وشاهي!!"  فأقول لأخي عبدالله: " يا عبدالله لا تقيم زينب الفجر ونحن با نأكل عليها الخبز والشاهي." فترد علينا بصوت طفولي : "يا بابا حسك تخليني راقدة وتروح تصلي بنفسك!!" 

كثيرة هي الذكريات الجميلة معك أيها الحبيب عبدالله, ولكن أجملها هي التي كنا نلتقي فيها معاً في نسمات الفجر الأولى في بيوت الله عندما يخترق صوت الأذان سكون الليل ليفزع المحظوظون بخطوات مأجورة الى بيوت الرحمن ليطلبوا رحمته وغفرانه, وأنت كُنت أحد أولئك النفر المحظوظين الذي نالوا رحمته بإذنه ...

هي كلمات مقتضبة حاولت من خلالها أعبر ما يجيش به صدري من ألم يعتصرني بفراقك, ولكن اللحظة مهيبة وأليمة تتحشرج فيها الكلمات في حنجرتي.   ولكن هُناك سؤال لازال يراودني ولا أجد له إجابة هو: "من سيوقظ زينب يا عبدالله  بعد اليوم؟!"

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل