آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:15:30:50
كيف ذلك و"الجمهورية اليمنية" أخرجت الرئيس البيض منها ؟!
د. عبيد البري

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في عام 1994م أخرجت القوات العسكرية اليمنية بالقوة القيادة السياسية لجمهورية اليمن الديمقراطية ممثلة برئاسة الدولة وأعضاء الحكومة وقادة وضباط القوات المسلحة وقيادات الحزب الاشتراكي وقيادات مدنية ، إلى أكثر من منفى ، بالإضافة إلى مئات المفقودين ، وأعلنت حينها قيادة الجمهورية اليمنية سيطرتها على دولة الجنوب وإقصاء كل من تبقى من قيادات الدولة الجنوبية في الأجهزة العسكرية والمدنية لتستبدلها بالقيادات العسكرية والمدنية التي غزت كل أراضي الجنوب .. وحيث أنها قد أنهت بعد الغزو كل ما كان له علاقة بدولة الجنوب في وضعها السابق لإعلان الوحدة  أو ما بعد إعلان فك ارتباطها عن الجمهورية اليمنية ،  واستباحت كل ما على الأرض الجنوبية  وما تحتها .. فهل للاحتلال معنى آخر غير ذلك الذي جرى لدولة الجنوب ؟!.

وأثناء الحرب على الجنوب ، كان للوسيط الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي دوراً  مهماً جداً في خدمة السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية على حساب الدولة الجنوبية الضعيفة التي فكت الارتباط عنها في ظروف حرب غير متكافئة وموقف إقليمي عربي منحاز بشكل واضح ، فلعب الإبراهيمي في الميدان الذي وُضع فيه بعيداً عن مصلحة شعب واقع تحت نيران الحرب وقيادة لم تكن جاهزة حينها للإمساك بسلطة الدولة الجنوبية ، ولم يكن لديها من المال ما يمكن لاستخدامه في تحسين موقفها وصورتها على المستوى الدولي . واليوم يأتي السيد جمال بن عمر كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة ليقوم بدور لا يختلف عن ما قام به الإبراهيمي سابقاً ، حيث نراه  يلعب هو الآخر مع نفس الجهات التي كانت ولا زالت على عداء مع الجنوب ومع الرئيس البيض شخصياً  .

صحيح أن الموقف الدولي من قضية دولة الجنوب لا يقتصر على تقارير أي من مبعوثي المنظمة الدولية إلى اليمن .. ولكن ، لو أن الأمانة العامة للأمم المتحدة بعثت شخص آخر غير عربي  لقام  بدور عادل وجاد في البحث عن جذور القضية ، بحيث يضع أمام عينيه وفي ذهنه  وضميره قضية دولة  تعرضت لمؤامرات إقليمية ودولية دون أن يكون لشعبها ذنب ولا علاقة ولا معرفة بما يحاك ضد تلك الدولة وقيادتها التي اختارت لنفسها نهجاً ثورياً مغايراً لنهج الأنظمة الإقليمية العربية .. وأيضاً - لو أنه  غير عربي - لكان أخذ في اعتباره كل القرارات والمواثيق الدولية التي تؤكد على حق شعب الجنوب في تحرير أرضه واستقلاله عن الدولة التي يثبت الواقع بكل شواهده ، أنها  احتلت الجنوب بطريقة همجية ليس لها مثيل .

إن الحقيقة التي لا غبار عليها هي أن الجمهورية اليمنية بنظامها وسلطتها العصبوية القبلية العسكرية المتخلفة في صنعاء قد تنكرت لإعلان الوحدة عام 1990م  بين قيادة دولة الجمهورية العربية اليمنية وقيادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد إخراج الرئيس علي سالم البيض وقيادة الدولة  من على أرض دولة الجنوب إلى المنفى ، ثم الإعلان – بزهو واحتقار واستهتار - عن عودة ما أسموه الفرع ( دولة الجنوب العربي ) إلى ما أسموه الأصل ( الدولة السبأية – الملكية – المذهبية – القبلية - الهمدانية اليمنية ) .. وهذا ما لا يمكن أن ينساه أو يتغاضى عنه أبناء دولة الجنوب على مدى التاريخ إلا إذا اعتذر شعب الجمهورية العربية اليمنية عن أخطاء تلك القيادة المتخلفة التي أساءت إلى تاريخ الشعبين الشقيقين .

فلماذا تطلب الجمهورية اليمنية ومعها مجلس الأمن الدولي من الرئيس الجنوبي علي سالم البيض الدخول في مؤتمر الحوار بعد أن أخرجته من بلاده ما يقارب 19 عاماً ؟! .. وما هي صفته من وجهة نظر اليمن  أو مجلس الأمن ؟! .. ألا يقود البيض  ثورة جنوبية ضد الاحتلال من الخارج ضد الجمهورية اليمنية ، أم أنه في نظرهم  يمثل شيخاً قبلياً لــ " الفرع الجنوبي " من اليمن ؟! .. وهل الحراك الشعبي الثوري الجنوبي يطالب باستقلال دولته الجنوبية  أم أنه مجرد شعب يمثل  أحدى  منظمات المجتمع المدني في الجمهورية اليمنية ؟! .

ولكل ذلك ، فإن على الجمهورية اليمنية ومجلس الأمن الدولي الاعتراف أولاً بشرعية الرئيس علي سالم البيض والثورة الجنوبية قبل أي دعوة للحوار مع الجمهورية اليمنية .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص