آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:14:31:06
عودة عسكرة المدن الجنوبية
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

لقد جربوا كافة الوسائل والطرق في الماضي القريب، حاصروا المدن بتلك القوات التي رابطت على مشارف المدن والقرى مع ممارسة استفزازاتها بحق الأهالي، نهبوا النقاط ومارسوا القتل بدون سبب وها هم اليوم يعيدون الكرة بنفس سيناريو الأمس.. بداية بمداهمات غير قانونية وإلقاء القبض على النشطاء في الحراك الجنوبي ممارسات مستخفة لم يكن الهدف منها سوى تغطية إخفاقاتهم وفشلهم في تمهيد الطريق للدولة الفاضلة التي يحلم بها البعض.

 حال الفشل التي يعانونها واضحة للعيان, فلا خطوات نقل السلطة تمت كما ينبغي ولا الهيكلة تجاوزت بيادق النظام السابق المنقسم على نفسه بصورة تبعث على الرثاء والحيرة والضحك ربما, في حين أن المضي باتجاه عملية الحوار مثقلة بعقبات عدة لا شيء أثمر في مختلف الجوانب ولو بحد أدنى والآن كل شيء يراوح في مكانه وكلٌ متمترس خلف قواته ووحداته وقبائله ومليشياته، فلم تجد مثلثات النفوذ العبثي سبيلا من الاتجاه جنوبا كلٌ بحساباته ونواياه وهي بمجموعها تبطن الشر والكره والمكر بسبل اجتياح قديمة جديدة .

من هنا لم تجد الأطراف المتصارعة إلا رمي ثقلها صوب الجنوب لتبرير فشلها الذريع والتنفيس عن مستوى احتقانها الداخلي الحاد والنأي عن تحقيق استحقاقات الثورة الشمالية التي وئدت في مهدها .. الجنوب من وجهة نظر الفرقاء طوق نجاة, لذلك تمضي العودة باتجاه عسكرة المدن واستفزاز المشاعر الجنوبية عبر ما يتم استحداثه من نقاط عسكرية على الطرقات, والدفع بعناصر مليشيات الإصلاح المرتبطة بمركزها الأم في صنعاء لإحداث الخلط الواسع في كافة المحافظات الجنوبية. بل والمضي باتجاه البحث عن ثغرات اختراق للمكونات الجنوبية ولو بنجاح نسبي يهلل من خلاله الفاشلون بتحقيقهم انتصارا كاسحا ربما يضاهي ما يقبضون من أموال من قبل مراكز النفوذ في صنعاء.

 سعار وتخبط لن يحصدوا من ورائهما سوى مزيد  من خيبة أمل والعودة بخفي حنين بعد أن بذلوا الكثير من المال في الأشهر الماضية للإعلان عن مكونات مفرخة تابعة لمراكز النفوذ القبلي.

 كان سعيهم محموما بهدف احتواء تيار الجنوب الهادر فعبر مجموعة من البائسين، الذين لا يحظون بأدنى قبول اجتماعي حاولوا مرارا وتكرارا إظهار مشاريعهم الهزيلة في الجنوب إلا أن فشلهم كان مدويا وحين أيقنوا بذلك لم يعد أمامهم إلا بعث الفوضى وأعمال السلب والنهب والتقطع والقتل وصولا إلى مواجهات مع ساحات الحراك الجنوبي.

وما عسكرة المدن الجنوبية ومحاصرتها إلا عمل  باتجاه ممارسة الغلظة في التعاطي مع الجنوب وثورته السلمية العارمة غير أن عاصفة الجنوب المستفزة بكل ما في التعبير من معنى والتي يسعى هؤلاء لإخراجها في هذا الوقت لا يمكنها إلا أن تمضي بقوة وإرادة شعبنا العملاق باتجاه تحقيق الحرية والاستقلال لأننا ننشد وطنا يؤمن مستقبل أجيالنا ولا مجال للمساومة أو الانكفاء, كما لم يعد لدينا ما نخسره.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص