آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:02:14:06
"الاصلاح" يحكم قبضة احتلاله لـ"عدن" أرضاً وفضاءاً
ماجد الداعري

الاحد 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

بدءاً بموقع "عدن أونلاين" و"عدن فويس" و"عدن بوست"، ومرورا بدكاكين "خليج عدن" موقعا وصحيفة، و"عدن نيوز" "وعدن الآن"" وعدن كوم"  و"عدن تمباكي" وعدن الماضي وعدن الحاضر، وانتهاءاً بالكارثة الكبرى " بندر عدن"، وغيرها الكثير من الأبواق التي تعتبر اليوم، خير شاهد- لدى أي متابع لتطورات الوضع السياسي لحال المدينة العريقة الموغلة في المدنية والحداثة والتقدم، وما آلت اليه نتائج "النصف ثورة يمنية" من تجليات ظلامية معتمة على أهلها- على ان حزب الاصلاح، ذو التوجهات الاسلامية المتقلبة، قد تمكن مؤخرا، من إحكام قبضة "احتلاله الاصلاحي الناعم" لمدينة عدن، وبسط سيطرته الحزبية، على كل فضاءآتها الجغرافية والإلكترونية في آن واحد، سيما ّإذا ماعرفنا انه مايزال، يعد اليوم عدته لإطلاق اول قناة فضائية حزبية باسم المدينة ومن بين هوائها وثنايا جغرافيتها المسالمة، التي أحكم اليوم قبضته عليها بصورة كاملة، منذ نجاحه في انتزاع ذلك القرار الجمهوري "المشفر" بتعيين الاصلاحي وحيد رشيد محافظا لعدن، وسط صدمة وذهول كل كائن حي وجماد في المدينة، و دون مراعاة لأي معايير علمية او إدارية أو حتى كفاءة واقتدار ومزايا قيادية، من شأنها ان تضع شخصا مقيدا مثله، في مهام المسؤول الاول على مدينة مهمة بحجم "عدن" عاصمة اليمن الاقتصادية ومهوى أفئدة كل اليمنيين ومواطني دول الجوار.
 فإلى  جانب التحكم الموجه للمحافظ الاصلاحي وحيد علي رشيد، بكل قرارات المحافظة، حرص الاصلاح على تكوين اكبر امبراطورية اعلامية له، في هذه المدينة التي غدت اليوم تحت سيطرته ورحمة سياساته "الربانية كما يدعي"، بعد ان اخرج كل مافي جعبته من اموال مكتنزة بطرق مختلفة، وشرع من خلالها، بجمع أكبر قدر ممكن من الزملاء الصحفيين المغلوبين والمقهورين من نار البطالة وجحيم الحاجة بالمدينة،واستثمار دخلاء المهنة، ممن يمكن تسميتهم "ببلاطجة المهنة المقدسة" لإدارة مواقع إخبارية وهمية ومدونات ومنتديات وتخصيص آخرين منهم، وبصورة سرية، لتولي مهمة كتابة تعليقات داعمة له، في المواقع الاخبارية وكذا إدارة حسابات وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتجميل الصورة المسودة لوجهه الحقيقي المسود لدى الغالبية العظمي لاهل المدينة بصورة خاصة، بعد ان رأوا منه مالم يروه من مرارة النظام الدموي السابق، بعد أن رأوا جنود حاكمهم المبجل الجديد، وهي تقتل أبناءهم وإخوانهم وأخواتهم في عقر ديارهم وأمام أطفالهم وأسرهم.
وحتى لا أتهم بالتحامل على المحافظ الاصلاحي لعدن، فإنني قد أجزم بطهر نواياه الذاتية في الكثير من المواقف المحسوبة له، في إدارة المحافظة، كمحافظ لها، لا كوكيل "مركوز" كماكان في السابق، إلا أن مشكلته الأمر، تكمن في أنه لم يصدق إلى اللحظة انه محافظا لكل أبناء "عدن" وأهاليها وأحياءها،حتى يتصرف كمحافظ للجميع، لا كحاكم "اصلاحي" للمدينة بأمر الله، ووفقا لقناعات وأوامر وتوجيهات مرشده الإخواني بصنعاء، كحال الايراني احمدي نجاد ومرشده الخمنائي بطهران، حتى لا يشعر اهالي عدن أنهم وقعوا في فخ وقبضة ذلك الحزب الذي طالما حشد "بشمرجته ومن يطلق عليهم "ببلاطجته الحزبيين" من كل مكان، لمواجهة مظاهرة سلمية للحراك، خرجت بالمعلا او كريتر، تهتف للجنوب ألما ومن شهدة الظلم ووطأة القهر، النابع من ضياع الوظيفة ولقمة العيش والمسكن، وأدنى درجات العيش بحياة  ربع كريمة لاكريمة كلها. بعدما تذوق ساسة ذلك الحزب، حلاوة ونشوة السلطة التي حرموا منها عقودا من الزمن، ولم يتوقعوا يوما ان يتربعوا على نعومة تلك الكراسي، التي طالما راودهم حلم الجلوس عليها منذ زمن طويل، ليشرعوا اليوم مع الأسف، في تبنى أكبر حملة تشويه اعلامية للحراك الجنوبي، من خلال تسخير ساسة الحزب، لأكبر ميزانية مالية في تاريخه السياسي، لانشاء اكبر قدر ممكن من الأبواق والمنابر الاعلامية الوهمية والمفرخة،  وشراء أكبر قدر ممكن من الولاءآت الصحفية والأصوات والوسائل الاعلامية ، سيما ممن يحسبون على ديموجرافيا الجنوب وغيرهم، وبصورة أقبح مما كان يقوم به نظام الرئيس المخلوع في آخر أيام حكمه، لتنفيذ تلك السياسة الاعلامية الهجومية الهدامة للسلام والتوافق والوئام الذي عرفته تلك المدينة العزيزة على كل قلب عرف للحب والامن والسكينة يوما عنوان.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص