- الضالع.. مقتل بائع متجول على يد موظف بمكتب اشغال دمت
- قوات الشرطة العسكرية الجنوبية تضبط عدد من الأسلحة غير المرخصة في مديرية المنصورة
- خبير اقتصادي يصف الحكومة بالفاشلة ويحذر من أزمة اقتصادية عميقة تهدد بوقف الدورة الاقتصادية تمامًا
- تحقيق يكشف تفاصيل جهاز "الأمن الوقائي" وأبرز قيادته وتركيبته وطبيعة تنظيمه
- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. تدشين 10 مشاريع في قطاع المياه بمديرية المحفد أبين
- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. تدشين 10 مشاريع في قطاع المياه بمديرية المحفد أبين
- المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية
- مصدر حكومي: رئيس الوزراء يغادر الى السعودية للتشاور حول الدعم الاقتصادي
- وزير النقل يلتقي سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية
- وزير الخارجية يؤكد على اهمية دعم الحكومة وايجاد آلية عمل مشتركة لضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر
الاربعاء 11 نوفمبر 2024 - الساعة:17:33:28
بزغ فجر الثامن من مايو 2023 كشعاع أمل على مسار القضية الجنوبية، واشعل النور في جنباته وحفر نفسه في سجلات التاريخ باعتباره اليوم الذي ولد فيه الميثاق الوطني الجنوبي بعد ان اجتمعت فيه شخصيات ومكونات سياسية وثورية بارزة وقيادات وطنية كبيرة وممثلو المجتمع المدني الجنوبي ليوقعوا التزامهم بهذه الوثيقة المحورية، التي تمثل علامة فارقة على طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة وعاصمتها عدن.
وباعتباري احد اعضاء اللجنة، المكلفة بمسؤولية صياغة هذا الميثاق التاريخي والتي انبثقت عن اللقاء التشاوري الجنوبي ، فقد شهدت على التفاني الكبير والحماس الشديد والخبرة العميقة التي تمتع بها زملائي المشاركون في اللجنة الذين انحدروا من خلفيات قانونية وتشريعية وسياسية وإقضائية وحقوقية وإعلامية عالية، إلى جانب المفكرين والمثقفين الجنوبيين الذين مثلوا الطيف الواسع لشعبنا، حيث صاغوا بدقة وعناية بالغة وثيقة تلخص تطلعات وأحلام شعب يتوق إلى استعادة امجاده بعزيمة لا تقهر..
وبلور الميثاق الوطني الجنوبي في صورته النهائية المبادئ والأسس الأساسية التي تقوم عليها الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة. ورسم بدقة الخطوط العريضة لهيكل الدولة ونظام الحكم الديمقراطي، وتضمن على رؤية وطنية شاملة للمستقبل، شملت كافة الجوانب الجغرافية والسياسية والاجتماعية والادارية والمالية والثقافية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والعلاقات الخارجية والخ. إن هذه الوثيقة، التي ولدت من اللقاء التشاوري الجنوبي الذي عقد في عدن، العاصمة الأبدية للجنوب خلال الفترة من 4 ـ 8 مايو 2023، بمثابة قوة موحدة للعناصر المتباينة للعمل السياسي والثوري والوطني تحت راية المصير المشترك.
وشكل انجاز هذا المشروع خطوة هائلة نحو الشراكة الوطنية واستعادة السيادة الجنوبية، وتوحيد القيادة ومختلف مكونات الجنوب تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي. حيث أشعلت الوثيقة التاريخية، التي صيغت بدقة وتم التوقيع عليها رسميا، شرارة الأمل والتفاؤل بين أبناء الجنوب المتشوقين إلى الاستقلال.
وبعد مرور عام كامل منذ التوقيع على الميثاق، ظهرت المخاوف بشأن استدامته وتنفيذه. وعلى الرغم من التطلعات والمبادئ النبيلة المنصوص عليها فيه، فإن التقدم الملموس الذي تم إحرازه كان ضئيلا جدا، الأمر الذي جعل كثيرين يشككون في جدوى المبادرة. وبدون اتخاذ إجراءات جدية لترجمته إلى واقع ملموس فإن شبح التفكك يلوح في الأفق، مما يهدد بتقليص هذه الوثيقة التاريخية إلى مجرد لفتة رمزية مجردة من الأهمية العملية والوطنية.
إن الخوف من أن يتلاشى الميثاق الوطني الجنوبي، ويصبح بناء نظريًا على رفوف التاريخ، يؤكد الحاجة الملحة إلى بذل جهود متضافرة لبث الحياة في أحكامه ونصوصه. وبدون اتخاذ خطوات تطبيقية ذات معنى نحو التنفيذ الحقيقي، فإن الميثاق قد يتحول إلى مصدر للخلاف والانقسام بدلاً من أن يكون قوة موحدة للجنوبيين. ومن الضروري اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لضمان عدم إهدار وعد الميثاق واهميته الوطنية والسياسية حتى يتحول الي حافز للتغيير الإيجابي والتقدم في تحقيق تطلعات شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال. إن آمال وأحلام شعب يتوق إلى تقرير المصير تتوقف على تحقيق رؤية الميثاق الوطني الجنوبي، وقد حان الآن وقت العمل.