- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حُكم إعدام بحق 3 أشخاص بينهم يمنيان
- توقيع اتفاقية لبناء أكثر من 100 منزل للأسر المتضررة من السيول في حضرموت بدعم سعودي
- وضع حجر الأساس لمشاريع تطوير مستشفى الجمهورية في عدن
- "الحوثي" منظمة إرهابية بنيوزيلندا.. ما تأثير القرار على المليشيات؟
- خطوات عملية لمحاسبة الفاسدين في الحكومة اليمنية.. وقف العقود المشبوهة
- مياه السيول تجرف سيارة مواطن بمضاربة لحج
- أمريكا تعرب عن قلقها من ظروف احتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها وموظفي المنظمات
- محافظ حضرموت يبحث مع منظمة نداء جنيف تعزيز بناء القدرات حول القانون الدولي الانساني
- أسعار الذهب اليوم السبت 23-11-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت في الجنوب واليمن
السبت 05 نوفمبر 2024 - الساعة:20:32:28
إنها حقيقة محزنة أنه في العديد من المجتمعات، أدى الاحجام عن المشاركة النشطة والمعارضة الصريحة للفساد والظلم إلى ثقافة القبول وحتى التواطؤ في نفس الأفعال التي تضر المجتمع. واذا كان المثل الشائع في اوساط الناس ان "المال السائب يعلم السرقة" فأن الشعب الساكت عن فساد الحكومة وإساءة استخدامها للسلطة لا يعلمها السرقة فقط بل انه يشجعها عليها وعلى مزيد من النهب والسطو على الاموال والثروات والحقوق في وضح النهار وعلى رؤس الاشهاد.
عندما يفشل مواطنو دولة ما في محاسبة قادتهم ويبقون شهودًا سلبيين على نهب مواردهم وحقوقهم بينما يكتفون بالفرجة عليهم، فإنهم يساهمون عن قصد او غير قصد في تآكل القيم المجتمعية وتطبيع بل وشرعنة السلوك العبثي وغير الأخلاقي هذا. إن الفشل في التحدث علنًا ضد المخالفات لا يشجع من هم في مواقع السلطة فحسب، بل يبعث أيضًا برسالة مفادها أن مثل هذه التصرفات مقبولة وطبيعية ولا ينبغي الحرج منها.
ومن الضروري أن يدرك الصامتون أن صمتهم لا يؤدي إلا إلى تمكين أولئك الذين يسعون إلى استغلالهم وسرقة ثرواتهم وحقوقهم. ومن خلال غض الطرف عن الفساد، فإنهم يصبحون متواطئين بل وشركاء في نفس الأفعال التي تقوض رفاهيتهم وازدهارهم. إن عواقب صمتهم لا تظهر في الحاضر فحسب، بل لها أيضًا آثار بعيدة المدى على الأجيال القادمة.
لقد حان الوقت للشعب أن يخرج عن صمته ويستعيد صوته. ومن واجبه ومسؤوليته الجمعية أن يطالب قادته بالشفافية والمساءلة والحوكمة الأخلاقية. وعليه أن يدرك ان لم يكن قد ادرك بعد أن قوته الجماعية تكمن في قدرته على رفع صوته ضد الظلم وايقاف المسؤولين المفسدين في السلطة عند حدهم.
وعلى الصامتين أن يتعلموا أن صمتهم ليس علامة قوة بل هو ناتج عن ضعف يسمح للفساد بالنمو والتوسع. وان يفهموا أنهم ببقائهم سلبيين، فإنهم متواطئون في سرقة مستقبلهم وتدمير حاضرهم. ولن يتمكنوا من إحداث تغيير إيجابي وحماية حقوقهم ومواردهم إلا من خلال المشاركة النشطة والدعوة والالتزام بدعم المبادئ الأخلاقية.
وقد حان الوقت لينهضوا ويتحدثوا ويشاركوا بنشاط في تشكيل مجتمع يدعم النزاهة والعدالة والمساواة ويرفض السرقة والنهب ويقول لا للفساد لا للاهمال لا للفقر . عندها فقط يمكنهم التحرر من قيود الذل واستعادة مكانتهم الصحيحة كأوصياء على ثرواتهم وحقوقهم وممتلكاتهم.