آخر تحديث :السبت 21 ديسمبر 2024 - الساعة:19:19:54
من لم يأتِ اليوم سيأتي غدًا
ناصر التميمي

السبت 11 ديسمبر 2023 - الساعة:16:49:36

قلنا لهم "الجنوب سينتصر" استكبروا، وقلنا لهم "ساعتكم قرب أجلها" ما صدقونا وتغابوا، وقالوا "لا يمكن للجنوبيين أن يكونوا رجال دولة، ومستحيل أن يجلسوا على طاولة واحدة ويتحاورن"، فدحضنا كل أكاذيبهم وخرافاتهم عندما تصالحنا في أكتوبر 2006م، في أول خطوة كانت على طريق التقارب الجنوبي في جمعية ردفان التي حاصرتها قوات الاحتلال اليمني حينها بمئات الأطقم والدبابات وراجمات الصواريخ، أزعجهم لقاء أخوي كان البذرة الأولى للتصالح والتسامح الجنوبي، لكن أبناء العربية اليمنية لا يعجبهم تصالح الجنوبيين بأي شكل من الأشكال وفي أي مكان وزمان؛ لأنهم يرون في ذلك نهاية لمشروعهم الاحتلالي القذر الذي دنس أرضنا واستباح ثرواتنا.

صحيح هم قاموا باقتحام الجمعية واعتقال القيادات التي كانت بداخلها واقتادوهم إلى سجونهم المتوحشة وأغلقوا الجمعية، واعتقدوا بعملهم هذا الهمجي القادم من عصور التخلف بأنهم سيقضون على إرادة شعب الجنوب التواق للحرية من خلال تصرفاتهم الغوغائية، فخرج المارد الجنوبي الذي لم يكن في حساباتهم ليعلن عن ميلاد عهد التصالح والتسامح على طريق استعادة الدولة.

اليوم الجنوبيون يجنون ثمار ما زرعوه خلال السنوات الماضية من النضال من خلال جمع الكلمة وتوحيد الرأي في ظل المتغيرات الحاصلة في الداخل والإقليم والعالم، الجنوبيون التقطوا هذه الفرصة التي لن تتكرر وفتحوا قلوبهم لبعضهم البعض ورموا بكل مخلفات الماضي المليئة بالمآسي خلف ظهورهم، ووضعوا نصب أعينهم الجنوب أولا، فجاءت المبادرة الكريمة والخطوة الشجاعة من قبل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بإصدار قرار بتشكيل فريقين للحوار الجنوبي كبادرة من المجلس الانتقالي للانفتاح والجلوس مع جميع المكونات الجنوبية لصناعة عهد جديد على طريق استعادة الدولة.

الجميع على يقين بأن الأخوة في العربية اليمنية، لم يعجبهم ما يحدث في العاصمة عدن اليوم وسخروا كل إمكانياتهم وأبواقهم المشحونة مسبقًا لإفشال هذا العرس الجنوبي الكبير ففشلوا، نحن نقول لهم "سخروا جهودكم وإمكانياتكم لتحرير أرضكم من المليشيات؛ لأن قطار الجنوب قد مضى ولن يتوقف إلا باستعادة الدولة، وأنتم بقبقوا وزعقوا وفرخوا بعض المكونات الهلامية هنا أو هناك هذا شأنكم ولا شأن لكم بنا، وسيخرج الجنوبيون من هذا اللقاء أكثر قوةً وتماسكًا وتعاضدًا من أي وقت مضى".

لقد تابعنا أحداث هذا المؤتمر الذي يعول على مخرجاته شعب الجنوب وينتظرها بفارغ الصبر، وما بعد 4مايو ليس كما قبله، وهذه الرسالة يجب أن تصل إلى لغالغة الشمال الذين لا زالوا يضربون في حديد بارد ونقول لهم "اذهبوا إلى يمنكم الذي يناديكم، بلاش تضيعوا وقتكم في أرض ليست أرضكم، وستطردكم منها زرافات مثل ما فعلنا بالبرتغاليين والبريطانيين، إذا لم تقرؤوا التاريخ فاقرؤوه جيدا ستعرفون أين سيكون مصيركم أيها الحمقى".

يتغنى الإعلام اليمني المعادي لقضية شعب الجنوب بالنفر الذين لم يحضروا اللقاء التشاوري، وما زال يعزف على أوتارها، نحن كجنوبيين واثقون أنه من لم يأتِ اليوم للحوار الوطني الجنوبي حتما سيأتي غدا وسيجلس مع إخوانه جبنا إلى جنب وعلى طاولة واحدة وتحت راية الجنوب وفي عاصمتنا عدن، عندها ماذا سيقول أعداء الجنوب الذين أزعجهم الحوار الجنوبي الجنوبي وهز عروشهم العاجية، وأسقط خرافاتهم البلهاء، وأثبتنا للعالم أننا نحن رجال دولة وشعب حضاري، أما أنتم فلن تستطيعوا إقامة أي دولة على مدى القرون الماضية فكيف بكم اليوم وما زلتم تعيشون كالوحوش في الغابة، القوي يأكل الضعيف، وإذا لم تصدقوا انظروا ماذا يحدث في بلدكم ؟وستعرفون حقيقة ما نقول .

إنه الجنوب إذا قال كلمة نفذها، وإذا ثار سيحرق كل عدو يقف في طريقه، الجنوب اليوم يصنع لوحة جميلة ويفتح صفحة جديدة، نعم تصالحنا ثم تحاورنا ورسمنا خطوط دولتنا الجديدة بأيادٍ جنوبية بحتة، لم يكن حاضر بيننا هذه المرة يمنيا واحدا، مثلما حصل في الحوارات السابقة التي دسوا لنا فيها السم وأكلته قيادتنا السابقة، الكل حاضر من المهرة إلى باب المندب وكلهم شعارهم الجنوب أولا، فموتوا بغيضكم وشركم غير مأسوف عليكم.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص