آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
انسحاب قوات العمالقة من بيحان
نصر هرهرة

الاثنين 30 ابريل 2022 - الساعة:14:55:47

أثار انسحاب محدود لقوات العمالقة من مديرية بيحان واستمرار وجودها في مديريات عسيلان وعين وحريب بعد أن حلت محلها قوات دفاع شبوة في مديرية بيحان اهتمام الكثيرين، وكانت أكثر التصريحات من خصوم الجنوب وقضيته العادلة. تحدث البعض أن هذا الانسحاب عبارة عن تراجع من قبل الإمارات بعد أن طالت أراضيها صواريخ الحوثيين، والبعض اعتبر أن ذلك يأتي في إطار التمركز على الحدود الجنوبية في إطار عملية استعادة الدولة الجنوبية، أما البعض الآخر فقد ذهب بتحليلاته إلى أن ذلك يعني تمرد قوات العمالقة على التحالف.

وفي تقديري الشخصي أن هذا التشخيص غير دقيق فلا الإمارات ستثنيها الاعتداءات الحوثية وتهديداته ولا أي دولة من دول التحالف الأخرى أيضا؛ لأنها دخلت في التحالف وهي تدرك أنها داخلة في حرب وليس في نزهة، وهي مستعدة لتقديم التضحيات من أجل تحقيق أهداف التحالف ومتوقعة من الحوثي كل شيء.

كما أن الحديث أن العمالقة توقفوا عند الحدود الجنوبية في إطار نضالهم من أجل استعادة دولتهم غير دقيق، فقد سبق وأن  توغلوا في محافظة الحديدة ومحافظة تعز ومحافظة إب ودخلوا مديرية حريب اليمنية في مأرب.

أما القول بأن ذلك يأتي في إطار خذلان التحالف من قبل العملاقة فهو قول أكثر من الساذج؛ لأن الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي  جزء من التحالف وماضٍ معه  حتى تحقيق كامل أهدافه كما أكد على ذلك قيادته، وكان آخرها تأكيد رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية مع قناة الحدث، فدور الجنوبيين المتميز في إطار التحالف العربي نابع من حقيقة أن أهداف هذا التحالف تتطابق تماما مع أهداف الجنوبيين في رفع معاناتهم من الاحتلال اليمني ونضالهم لاستعادة دولتهم والحفاظ على هوية المنطقة العربية والدينية والحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة الملاحة الدولية وهذا موقف ثابت لشعب الجنوب. 

وهناك نظريتان أكثر عمقا تحتمل الخطأ وتحتمل الصواب هما:

- أن إعلان قوات العمالقة انسحابًا محدودًا لقواتها هو عمل سياسي ربما يأتي ضمن تحركات سياسية إقليمية ودولية ربما   لأن النجاحات التي تحققت في مديريات بيحان ومديرية حريب قد كانت كافية لكسر الحوثي فيما كان يتطلع إليه بأن الحرب تمنحه فرصة للسيطرة على مناطق أخرى وخصوصا مأرب وغيرها من مناطق الثروة  بحيث غيرت العمالقة ذلك الطموح لدى الحوثي وتحول إلى أن يحافظ على ما تحت يده لأن الحرب ماضية باتجاه خساراته لمناطق أخرى لهذا ربما تعدل موقفه والانفتاح على العملية السياسية والاستجابة للمبادرات التي ظل يرفضها لفترة وأن ذلك الإعلان من قبل  العمالقة عبارة عن رسالة سياسية قد تجعل الحوثي يعلن عن الجنوح للسلم والعودة  للمفاوضات السياسية.

-  النظرية الأخرى عسكرية بحتة، حيث يعزو الانسحاب من مديرية بيحان لأن قوات العمالقة هناك كانت منتشرة في مناطق المديرية  بعد تحريرها بهدف تأمينها فقط ولا توجد لها مواقع ثابتة، وقد أصبحت قوات دفاع شبوة جاهزة للقيام بهذه المهمة واستلمت المديرية فعلا من قوات العمالقة، ومن ناحية عسكرية لا يجوز تكديس القوات في منطقة محدودة  لأنها ستكون عرضة لتهديدات العدو، وفي نفس الوقت فقد تم إنشاء لواء جديد للعمالقة من البناء مديرية حريب والمقاومة هناك وسيقوم بنفس الدور إضافة إلى أن قوات العمالقة في بيحان كانت قد خاصت حربًا ضروسًا وقدمت الكثير من التضحيات وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل بشري ومعدات  وأميل لهذه النظرية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص