آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:23:56:25
كم هي المؤامرات والاختراقات التي تعرض لها الجنوب؟
عادل العبيدي

السبت 05 نوفمبر 2021 - الساعة:21:45:21

حالة الفوضى والبلطجة التي أحدثت في مدينة كريتر عاصمة محافظة عدن بقيادة الإرهابي إمام الصلوي ، المستهدفة زعزعة أمن واستقرار المدينة ، وخلق حالة من الخوف والرعب بين أبناء المدينة ، لم تكن هي المؤامرة الأولى ولن تكون الأخيرة ، وما على أبناء الجنوب قاطبة بمختلف فئاتهم المدنية والأمنية والعسكرية إلا أن يشحذوا الهمم في توحدهم  والاستعداد لمواجهة أي من تلك المؤامرات والاختراقات والتي بعد اليوم لن تكون بحجم وخطورة تلك المؤامرات والاختراقات التي تعرض لها الجنوب سابقا ، التي وبفضل من الله استطاعت قوات الأمن والدفاع الجنوبية وبمساعدة عامة الناس في القضاء عليها وإفشالها والكشف عن خلاياها والداعمين لها داخليا وخارجيا ، إلا أنه ومن باب أخذ الحيطة والحذر يتوجب على كافة أبناء الجنوب الاستعداد لأي من مثل تلك المؤامرات السياسية والعسكرية والأمنية ، التي تأتي بأشكال خبيثة كالإرهاب والإجرام والبلطجة ونشر الذعر والخوف بين عامة الناس .

 لماذا كل هذا الكم من المؤامرات والاختراقات التي يتعرض لها الجنوب؟

الموقع الاستراتيجي الهام الذي يتمتع به الجنوب كمنطقة وسط بين مختلف دول العالم ، وكممر لطريق التجارة العالمية جعل الجنوب يتعرض لكثير من صور واشكال الاحتلال الأجنبي التي تم طرد جميعها بمقاومة شرسة كان ينظمها ثوار الجنوب عبر مراحل تاريخهم .

ثم ومن بعد طرد الاستعمار البريطاني من عدن دخلت بعض الدول العربية الخط إلى جانب الدول الأجنبية طامعة في احتلال أرض الجنوب ومحاولة السيطرة عليه ، أو حتى محاولة جعل نظامه السياسي تابعا لها بسبب ما تزخر به باطن الأرض الجنوبية من ثروات نفطية وثروات معدنية هائلة ، فكانت الدولة أو الدولتين أو مجموعة من الدول العربية يجمعهما التآمر ضد الجنوب ونظامه واستقلاله ولمحو هويته ، غير أن هذا الأمر لم يكن على طلاقته ، فهناك كثير من الدول العربية التي كانت على علاقة محترمة مع دولة  الجنوب ، التي مازالت إلى اليوم وهي على نفس ذات العلاقة ، تقدم دعمها الجليل والسخي للانتقالي الجنوبي وللجنوب عامة وباستمرار  .

 الشمال عنوان كل تآمر على الجنوب: الشمال أو ما كان يعرف سابقا بالجمهورية العربية اليمنية أو ما يعرف اليوم بالشرعية اليمنية الهاربة في الخارج أو ما يعرف بجماعة الحوثيين، دائما والشمال كان هو عنوان الدخول في أي تآمر أو اختراق ضد الجنوب وشعبة ودولته وقضيته ، أكان ذلك بذاته أو بمساعدة دولة أو دول أخرى ، فجميع المشاكل والأحداث العسكرية والأزمات الاقتصادية والسياسية التي كانت تحدث في الجنوب سابقا والتي مازالت تحدث إلى اليوم نجد أن الكثير من أبناء الشمال كانوا هم على رأس تلك المؤامرات و الأحداث ، وبتوافق جميع  فئاتهم السياسية والعسكرية والدينية والقبلية والتجار ، الذين وباسم اليمننة وتحقيق الوحدة اليمنية ، ثم باسم الدفاع عن الوحدة اليمنية استطاعوا أن يخترقوا الجنوبيين في كل مراحلهم ، وبسببهم تعرض الجنوب لكثير من المؤامرات البشعة .

 علاقة الحرب ضد الانتقالي بالجنوب: إن الحرب السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية وما يتخللها من مؤامرات واختراقات وأعمال إجرامية وإرهابية التي تستهدف كيان المجلس الانتقالي الجنوبي لها علاقة كبيرة بمحاولة السيطرة على الجنوب واحتلاله ، إلى درجة أن ما تسمى الشرعية اليمنية وبدعم دول عربية وإقليمية تأمروا في تسليمهم للحوثيين جبهات قتال هامة بما تحتويه من مناطق ومحاور وألوية عسكرية بعدتها وعتادها من أجل تسهيل عودة الحوثيين إلى الجنوب مرة أخرى واحتلاله من جديد ، وكل ذلك من أجل القضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي .

ولكن لماذا؟ لأن الجنوب وعبر تاريخه السياسي قبل الاستعمار البريطاني ومن بعد الاستقلال إلى ما بعد الوحدة المشؤومة  إلى الوضع السياسي والعسكري الحالي  لم يشهد أن تم فيه تأسيس كيان سياسي جنوبي حر وخالص من الجنوبيين كالمجلس الانتقالي الجنوبي ، لم  يستطيعوا اختراقه ، ولم يستطيعوا شراء ذمم قادته ، ولم يقبل أن يساوم بقضيته المطالب فيها استعادة دولة الجنوب بحدود عام 1990 ، ليكون المجلس الانتقالي الجنوبي بمنهجه النضالي  السياسي وبتشكيله قوات عسكرية وأمنية كبيرة وقوية ، وبما يتمتع به من شعبية جنوبية كبيرة جعلت جميع المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب تهزم وتفشل في أول خطوة من خطواتها العدوانية .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل