آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:11:58:55
الانتقالي مفوض شعبيًا وفتح الحوار للم الشمل وليس خوفًا
عبدالله الصاصي

الخميس 17 ابريل 2021 - الساعة:20:26:22

فتح باب الحوار سنة أزلية ونهج سليم يسلك طريقه العظماء، والمجلس الانتقالي عندما شكل لجنة الحوار المكلفة بالذهاب والتقصي لأي جنوبي أبعدته الصراعات السياسية السابقة أحرمته من العودة إلى وطنه، اليوم الرئيس الزبيدي بهذه الخطوة يثبت أن زمن الإقصاء ولّى والوطن ملك لكل جنوبي هدفه الوفاء لوطنه لا لزعزعة أمنه واستقراره. الزبيدي أثبت أن سياسته عكس من سبقه في قيادة الجنوب، بسعة صدره ورحابة فكره ونظرته الثاقبة للمستقبل، الحوار الذي أنشده له أبعاده السياسية والاجتماعية، أما السياسية فهي أن ممارسة العمل السياسي حق مكفول لكل جنوبي قادر على العطاء لخدمة أرض الجنوب سواء من الجنوبيين داخل الوطن أو من كان في الخارج وأراد العودة، فالباب مفتوح، يعود معززا مكرما إلى بيته مواطن جنوبي، وعند اختياره وتزكيته من قبل الشارع الجنوبي فلا أحد يستطيع الاعتراض، أما شخص يستغل طيبة ورحابة صدور إخوانه ليفرض شروطه فهذا ضرب من الخيال لا يمكنه من الوصول لمآربه، فكل من خرج من أرض الوطن كان بفعل أسباب وعودته تلزمه التوضيح لسبب الخروج ورجوعه تلزم القائمين على الأرض معرفة التوجه أو الانتماء لمن يريد العودة إن هي منسجمة مع نهج الانتقالي الرامي إلى قيام الدولة الجنوبية، أما من يتكلم بلسانه بأنه مع الجنوب  ومع أهله وولاؤه لا زال معلقا بالغير فعليه أن يفك هذا الرباط بأفعال تثبت صدق التوجه، وهذا النوع مرحبا به، وأما بغير ذلك فلن يكون له شأن، فالجنوب اليوم ليس جنوب الأمس، العقلية التي تقود الجنوب اليوم متفتحة ولا تريد من ينقل عنها في يوم ما أنها متحجرة وإقصائية، وفتح الحوار اليوم حبا وإشفاقا، فالجنوب لديه كل العناصر القادرة على تحمل مسؤولية قيام الدولة. الصادق الذي يريد بناء وطن لا يفك الباب لنقل الصراعات القديمة، وهو من شارك في إذكائها عندما كان في السلطة حينها، ولم ينكر ذلك الخطأ أو يساهم في إخماد تلك الفتنة ويحد من سفك دماء إخوانه ،اليوم أسمع من بعض السياسيين السابقين النغمة المشينة وهي النبش لماضي هم جزء من ذلك التاريخ الدموي، لا أدري أحقدا هذا على النجاح الباهر الذي حققه الانتقالي أم تذكير (أننا هنا فلا تنسونا الحقونا قبل أن يفوتنا القطار، فأشركونا في نجاحكم وصنيعكم البديع بفنه وإتقانه لقيادة دولة الجنوب الفتية، وقد كنا قيادة سابقة للجنوب، ولكنا لم نكن على هذا القدر من الفطنة والفطنة والسماحة التي تفردتم بها في القيادة يا ساسة الانتقالي، وأنتم تأتون بما لم نستطع إنجازه في ظل حكمنا السابق).

 ورسالتي لمن ينبش في الماضي ألا تحاولوا، فالصغير من هذا الجيل الجنوبي قد عانى الكثير من الويلات جراء سياساتكم القديمة، ولن تنطلي عليه أفكاركم البالية التي تشق الصف الجنوبي، وستمر وكأنه لم يسمعها، وسترون أن كل ما ذكرتم من أحداث مرت سابقا ستبقى ذكرى ليس لها تأثير في الحاضر العامر بمنجزات الانتقالي، وستظل ذكرى لتاريخ أشخاص لم يكونوا على قدر المسؤولية في درء الفتنة قبل وقوعها، واليوم يتبجحون بذكر ماضيهم الأسود، فيا هؤلاء، دعوكم من إشعال نار الفتنة على آخر أيامكم، وقولوا بما يفيد وينفع أهلكم وناسكم في أرضكم وإلا فاصمتوا ودعوا غيركم يعمل طالما ودعاكم ولم يدير ظهره لكم، فاحترموه مثلما احترمكم وذهب إليكم حبا وإكراما لكم، وابعدوا نغمة الاستعلاء التي حكمتمونا بها ولم تفلحوا أما آن الأوان لنبذها وقد ورثت لنا الويل وقصمت ظهر الجنوب فيما مضى وعندما برز الرجال لتضميد جروحكم السابقة تحاولون الوقوف أمامهم! ما هذه العقلية التي تريدون منا أن نفقه ما تقولون؟ فعودوا إلى رشدكم فالعجلة دارت ولن تعود وما نريده منكم العودة والمشاركة في بناء الوطن الجنوبي وإلا فكفوا أذاكم والجنوب فيه من الكوادر من يقوم بالمهمة.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص