الجمعة 06 ابريل 2021 - الساعة:20:30:40

أقف أمام عدد من الأيام حصرتها بين الأربعاء 28 يوليو 2021م والاثنين 2 أغسطس 2021م، فأشفقت على المدينة عدن وما تواجهها من أعمال خارجة عن القانون وسلوكيات غريبة عليها منذ عقود طويلة، وأشفقت على حال المجلس الانتقالي الجنوبي وهو يواجه هذا الواقع العفن الملغوم وهو موجود على الأرض، فأحسست بالحاجة الملحة لمواجهة الموقف على قاعدة "نكون أو لا نكون".

الأربعاء 28 يوليو 2021م:

11:45 صباحا، قرب جولة القاهرة في الشيخ عثمان، وقفت أمام مشهد من مشاهد الفريد هتشكوك.. سيارة كورولا مسرعة تقف فجأة، ودارت أربع مرات حول نفسها، ثم تحرك سائقها الأرعن بمنتهى الحرية.

11:15 مساءً: موكب عرس في قسم A  في الشيخ عثمان، والذي يقع فيه بيتي ومقر منتدى الفقيد محمد أحمد يابلي، زخات طويلة من الرصاص وسلسلة مفرقعات (طماش) لدقائق طويلة جنبا إلى جنب مع الرصاص، أزعجوا سكينة السكان، واسيقظ النائمون وخاف الأطفال والنساء من مشهد قريب من مواجهات مسلحة.

بين التوقيتين المذكورين عشرات من الدراجات النارية (معظمها لامبريتات) تنطلق مسرعة في الطرقات الداخلية، نساء وأطفال ورجال يمشون في الطرقات وفي الليل تزداد الأوضاع سوءا، ذلك أن الدراجات النارية في غالبها إن لم تكن كلها بدون إضاءات (سراجات) وما يضاعف السوء أن معظم ساعات الليل بدون كهرباء والدراجات النارية بدون سراجات ولكم أن تتصورا وضعا محفوفا بالمخاطر!

 مواطنون في الشيخ عثمان وعموم عدن يشترون حوت باغة لشويه في المخبازة وسعره ألف ريال! ويتنفس هذا المواطن برفع صوته وهو يخاطبني: يا أستاذ هذا الحوت الباغة بألف ريال! وأتذكر أن الباغة عندنا في عدن كانت رخيصة جدا (عشر حبات بشلن واحد) والباغة الوجبة المفضلة عند الفقراء وهي عالية بالبروتين.

زيادة انقطاعات الكهرباء والماء وترتفع معها معاناة وسخط الناس بهذا الوضع المفتعل وهم يعانون لساعات ويرتفع التذمر والسخط وتتسع مع ذلك دائرة التذمر وتضيق دائرة شعبية النظام (الشرعية) لتصبح في دائرة عنق الزجاجة.

الاثنين 2 أغسطس 2021م:

من العاشرة حتى الثانية عشرة ظهرا، اجتماع الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القياديين الدكتور أنيس لقمان ولطفي شطارة، وكان الاجتماع حافلا بالمناقشات ومقترحات وتوصيات حدد معها جسامة سوء الأوضاع وسبل مواجهتها.

الأوضاع سيئة للغاية وعدن هدفها والانتقالي الموجود على الأرض وعليه أن يعمل على نزع الألغام للمساعدة في الإعلان عن عودة دولة الجنوب على الأرض وارتفاع عملَه فوق مباني الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة وسائر سفارات الجنوب في العالم.