آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:11:23:13
الحكومة المنسجمة التي لا يراد لها أن تنجح
د . عبدالناصر الوالي

الجمعة 26 نوفمبر 2021 - الساعة:21:14:24

ولدت هذه الحكومة بعد مخاض عسير شارك في تسهيله كل قابلات وأطباء العالم.. من وجهة نظري هناك من لديه قناعة أن هذه الحكومة مجرد (محلل) إلى أن تعود حكومة الدولة العميقة التي تعتقد أن لها حقاً حصرياً في قيادة الوطن واستثمار مقدراته.

استُقبلت بحفاوة لم تسبقها إليها حكومة من قبل، صواريخ عابرة للحدود موجهة بعناية لوأدها في المهد لولا حفظ الله وعنايته.. سقط ضحايا محليون وأجانب لا ذنب لهم إلا أنهم إما وجدوا بالصدفة أو فرحة التوافق وتباشير السلام هي من ساقتهم بإرادة الله إلى جناة الخلد بإذن الله.

قُطع الماء عن سكان عدن وقطعت الكهرباء.. اختفت المحروقات والوقود، ارتفاع جنوني للعملة، واختفى الغذاء والدواء وإن وجد فقد بلغت أسعاره من العلو ما لا يستطيع أن يتحمله المواطن البسيط أو حتى الميسور.

اختفت الرواتب والتغذية عن الأجهزة العسكرية ولا ميزانيات، اختفى دعم الأشقاء والأصدقاء فجأة دون سابق إنذار، تقرير دولي يهز مصداقية البنك المركزي ليهز ثقة المانحين ضربة موجعة في توقيت حساس.

إعلام مغرض موجه.. صديق مشاكس لا يعي خطورة المرحلة أو عدو جاهل لا يرى في الوطن إلا غنيمة وفيد .. استهدفوا الحكومة بشكل وحشي وهمجي، وتحمل أعباء هذا الهجوم شعبنا المغلوب على أمره الصامد الصابر المقهور ولكن بإباء وكبرياء.

تماسكت الحكومة وأخرجت برنامجها بروح ونفس موحد قصدت منه مراعاة الأمانة الملقاة على عاتقها أمام الشعب، ولم تخضع الحكومة ولم ولن تغادر، زاد الغيظ والغضب من أعداء الشعب ففجروا حرباً ضروسًا في مأرب والضالع ولحج والحديدة.

أدارت الحكومة ظهرها للحملة الشرسة ضدها وانهمك أعضاؤها كلٌ بما يستطيع نحو محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه.

وضعت الحكومة أمام أعينها أولويات:

  • تماسك الحكومة وعملها كفريق واحد كان أولوية.
  • البقاء في عدن وجلب العالم كله إلى عدن.
  • فتح وتنشيط الوزارات والمؤسسات ولملمة شتاتها، يجب أن تكون عدن عاصمة وتظهر فيها كل عناصر ومقومات العاصمة.
  • إنصاف العمال والموظفين والنظر في مظالمهم وتصحيح أوضاعهم قدر المتاح وبالتدريج.
  • تجميع وزيادة الموارد وتحصيل الإيرادات وإقفال نوافذ الفساد وتجميع كل الأموال في سلة وطنية واحدة مع الحرص أن تحصل كل محافظة على حصتها العادلة من إنتاجها ودخلها وعلى حصتها العادلة من الدخل الوطني العام.
  • العمل بكل الحلول الاقتصادية الممكنة للسيطرة على تذبذب وارتفاع أسعار العملة والسلع التجارية الهامة منها بالذات، وتوفير الوقود والمحروقات بالاعتماد على الذات والذات فقط، وهي المعركة الأصعب ولكنها ممكنة وستقتحم بإذن الله.

 

كل هذا يصاحبه العمل الجاد على إعادة تنظيم وتأهيل جميع القوات العسكرية والأمنية وبنائها بناءً وطنياً لتتمكن من تنفيذ مهامها بيسر واقتدار، وهي أيضاً معركة من أصعب المعارك وتعمل الحكومة على تسخير كل جهودها في هذا الجانب.

ستتخذ الحكومة قرارات صعبة وسنتعرض جميعاً لأيام قد تكون صعبة.

 نحتاج أن نتكاتف جميعاً ونعمل معاً بكل إخلاص وتفانٍ. نحن على متن سفينة واحدة مليئة بالثقوب وعلى كل واحد منا أن يسد الثقب الذي يليه فقط.

لا تملك هذه الحكومة حلولاً سحرية ولكنها تعرف جيداً حجم المشكلة وهو بداية الحل. سنطلب العون من الله فقط الذي لا نركع ولن نركع إلا له، ومن شعبنا الذي سمح لنا أن نتحمل هذه الأمانة.

سنتحكم في استخراج وبيع النفط والغاز وسنعمل على الاستفادة القصوى من الموانئ والموقع الاستراتيجي لبلدنا.

 سنشجع الزراعة والثروة السمكية، وأهم شيء سنساعد العقول والخبرات على أن تتقدم الصفوف، ونحن نملك هذه العقول والخبرات.

سنشجع رأس المال الوطني وندعمه فهو قاطرتنا نحو النمو ونحو المستقبل.

يجب أن نتوقف عن الاستمرار في لعن الظلام وآن الأوان أن يشعل كلٌ منا شمعة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص