آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:01:45:00
وجهة نظر
محمد سعيد الزعبلي

الثلاثاء 14 ابريل 2020 - الساعة:13:42:05

كل ما قلناه "لعل وعسى أن تصلح الأوضاع" فإذا بها تزداد الأمور سوءاً وتتفاقم معاناة الناس في عدن خاصة والجنوب عامة نتيجة غياب الخدمات بجميع أشكالها، وفي مقدمتها انقطاع الكهرباء والمياه وتأخير صرف المرتبات وانهيار العملة المحلية، وما ترتب على ذلك من غلاء فاحش في المعيشة نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في كافة السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية المستوردة منها والمنتجة محلياً على حدٍ سواء، مع غياب دور الرقابة التام وتفشي الفساد وتفسخ القيم وانتشار الفوضى هنا وهناك، ويوجد من يغذيها لأهداف سياسية دنيئة مستغلاً غياب مؤسسات الدولة الفاعلة على الأرض ولا مجيب لمن ينادي، ولذلك وصلت معاناة المواطنين اليوم إلى حدٍ لا يطاق، وهذا من صنع حكومة الشر اليمنية وسياستها القذرة المبنية على حقدها الدفين لغرض إذلال وتركيع شعبنا الجنوبي الأبيّ إن استطاعوا، ولكن هيهات لأولئك الأقزام، فهمها عانى شعبنا فهو لن يخضع ولن يركع إلا لله الواحد الجبار، وما من شك إذ نقول بأن السياسة - فن الممكن - ليس فيها عداء دائم ولا صداقة دائمة، فالمصالح هي التي تحدد مستوى تطور العلاقة أو عدمها مع أي جهة كانت وهي الطريقة التي سارت عليها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وأظهرت كفاءتها وحنكتها السياسية في العمل والتعامل مع الآخرين داخلياً وعربياً وإقليميا ودولياً إدراكاً منها بصعوبة المرحلة وجسامة المسؤولية أمام شعبها وبما يحيط بشعبنا الجنوبي الأبي وقضيته العادلة والمشروعة من مؤامرات الأعداء متعددة الأشكال والألوان داخلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، إلا أن ما يعانيه شعبنا الجنوبي اليوم - كما أسلفنا - قد تجاوز حدود المناورة السياسية وهو ما يتطلب من المجلس الانتقالي الجنوبي البسط على كافة المؤسسات والمرافق الخدمية والإيرادية في عدن وبقية المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرته لتطهيرها من الفساد والمفسدين وتقديم الخدمات للمواطنين كما يجب وتسخير الإيرادات المالية لخدمة الوطن والمواطن وفقاً للنظم والقوانين المالية والإيرادية بدلاً من التسول، وإذا لم يستطع المجلس الانتقالي القيام بذلك فماذا يعني تحرير عدن وأخواتها في الجنوب؟ ومن يتحمل مسؤولية معاناة المواطن في عدن وأخواتها أيضاً؟ صارحوا شعبكم حتى لا تكونوا عرضة لسوء الظن، هذه هي مجرد وجهة نظر لا غير، والله من وراء القصد.
 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص