آخر تحديث :السبت 14 سبتمبر 2024 - الساعة:10:51:27
حكومة الشرعية.. كيف يستقيم الظل والعود أعوج
عادل المدوري

السبت 04 سبتمبر 2020 - الساعة:13:54:37

كما كان متوقعاً، سقطت محافظة الجوف بحدها وحديدها تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ولم يسقط جندي واحد من جنود المنطقة العسكرية السادسة المتواجدة في الجوف التي تتكون من أكثر من ستة عشر لواء، وقبل الجوف بأيام سقطت نهم بنفس الطريقة التي أسقطت فيها الجوف، صدور أوامر عليا بالإنسحاب لوحدات الجيش ثم إنسحاب تكتيكي وتسلم متفق عليه بين الحوثيين والحكومة الشرعية.
ما يحز في النفس أن أعلان كتيبة عسكرية في سقطرى ولائها للمجلس الإنتقالي قد تقيم الدنيا ولم تقعدها الحكومة على أبناء الجنوب، فبوصلة الحرب لدى الحكومة الشرعية دائماً تتجه جنوباً، على الرغم من توقيع لإتفاق الرياض الذي من المفترض أن يوحد الهدف لمواجهة الحوثي، لكن وكما هو معروف أن الحكومة اليمنية لم توقّع يوماً إتفاقاً سياسياً مع الجنوبيين وألتزمت به، لذلك كان إتفاق الرياض بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الشرعية الموقع في نوفمبر 2019 قد أستخدم من قبل الأخيرة لأجل كسب الوقت ومحاولة تمرير قوات إلى عدن لتحقيق مكاسب على الأرض ليس إلا، ومن يعتقد بأن الحكومة ستلتزم بإتفاق الرياض وستعمل مع التحالف والإنتقالي فهو واهم وستين واهم، والأعمال العدائية المستمرة كل يوم من قبل قوات حزب الإصلاح "الحكومية" ضد أهلنا في شبوة وأبين وحضرموت تؤكد كلامي.
الحكومة مشغولة تماماً في الجنوب وستستمر بحربها على الجنوبيين، ولن تتغير سلوكياتها تجاه أبناء الجنوب، إلا في حالة واحدة فقط، وهي عندما تتبدل موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح أبناء الجنوب، في هذه الحالة فقط ستتغير الحكومة سلوكياتها وستجلس على الطاولة وستنفذ وتحترم الإتفاقات، فعندما طردت من عدن وخرجت وهي تجر أذيال الهزيمة جلست للمفاوضات مع الإنتقالي الجنوبي ووقعت إتفاق الرياض، لكن وبسبب إنها ماتزال مسيطرة على مناطق جنوبية في حضرموت وشبوة النفطية أستمرت بالمناورات ولم تجنح للسلم.
هذه هي الحقيقة المرة، ونحن ندركها منذ ماقبل توقيع إتفاق الرياض وقد أرتأينا الصمت إلتزاما ببنود الإتفاق التي تدعو للتهدئة الإعلامية، وتركنا المجال للسياسيين يشتغلوا شغلهم، وتركنا التحالف العربي الذي كان يثق بالحكومة، حتى يكتشف من هي هذه الحكومة صاحبة التركيبة الغريبة والمخترقة، وبالفعل أنكشفت عورت الحكومة أمام التحالف وأثبت الإنتقالي بأنه جدير بالثقة وعلى النقيض من ذلك أثبتت الحكومة بأنها غير جديرة بالثقة، وأنها ببساطة مسلوبة القرار وتتحكم بها أجنحة متطرفة مدعومة من أعداء الأمة العربية.
ظهرت الحكومة اليمنية كما لو إنها نسخة مكررة من حكومة الوفاق الليبية، وما قامت به حكومة السراج من إتفاقات علنية مع الأتراك وأعداء المشروع العربي تقوم به الحكومة اليمنية الشرعية سراً، وتنفذ مايملي عليها الباشا التركي أردوغان بلا تردد، وبالتالي أدرك التحالف العربي متأخراً خطورة الوضع، وهرع إلى المهرة على الأقل المحافظة على الجنوب، وتمكين قوات النخبة المهرية الجنوبية، بعد أن بلغ السيل الزبى وتحول منفذ شحن الدولي إلى بوابة عبور للسلاح الإيراني ولعناصر المخابرات التركية التي عاثت في الأرض فسادا.
نحن لا نثق بحكومة الشرعية لأننا نعرفها ونعرف كيف تفكر، ولا يمكن أن تحقق نصراً على الأرض لأنها تمثل حزب الإصلاح فقط وتنفذ أهدافه ومخططاته، وما سقوط الجوف إلا نكاية بمحافظ الجوف الذي يرفض أوامر حزب الإصلاح ويتقرب من المملكة العربية السعودية، ونكاية برئيس هيئة الأركان العامة الجديد صغير عزيز المقرب من تيار حزب المؤتمر الشعبي العالم الموالي لأحمد عفاش.


 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص