آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
للتفاصيل .. بقية..!
ماجد الداعري

الاحد 29 ابريل 2020 - الساعة:19:16:25

 كنت أعمل كنترول تحرير في موقع مأرب برس، بعد أيام من حادث تفجير جامع النهدين ومحاولة اغتيال الرئيس اليمني الراحل وكبار رجال نظامه، وكان يومها، ذلك الموقع الإخباري، في عز شهرته ومهنيته وأيامه الذهبية وتصدره كأول المواقع اليمنية الأكثر متابعة على خارطة تصنيفات موقع الكسا لتحديد انتشار المواقع على مستوى الدول والعالم، وبينما أنا استقبل ايميلات البريد الإلكتروني للموقع،ذات نهار صنعاني لاينسى ولايمحى من ذاكرتي المزدحمة بالذكريات،كحال بريد ذلك الموقع المزدحم يوميا بعشرات ومئات الرسائل والأخبار ومقالات الرأي التي تصل من أغلب المحافظات اليمنية والعديد من دول العالم أيضا لنشرها.

فجأة.. وردت رسالة من بريد مجهول الهوية نوعا ما، او لم أتمكن من تحديد هوية الجهة التي أرسلته بالضبط من خلال الايميل، لأنها حرصت على إخفاء هويتها، نظرا لأهمية وحساسية وخطورة التقرير المرفق والمعزز بصور واضحة ومقطع فيديو او مقطعين مؤلمين جدا، تظهر فيهما، أشلاء ممزقة ودماء متطايرة وإجزاء جثث متناثرة هنا وهناك،بينها أيدي واصابع واقدام مع بيادات عسكرية في لحظات مابعد انفجار هائل مايزال دخانه يتصاعد من بين الجثث والاشلاء المتطايرة على جدران وأركان مكان مفروش بسجاد أحمر وتتوسطة عددا من الأعمدة،وتسمع منه أصوات أنين وصراخ وتوسلات تدمي القلب ويشيب من هولها العقل والوجدان
ولايمكنني وصفها الآن اوالمقدرة على الإحاطة ولو ببعض اهوالها الدامية التي وصلت درجة عدم مقدرتي على مواصلة استكمال مشاهدة كافة الصور والمقاطع المرفقة مع التقرير، نظرا لفضاعة المشاهد وفداحة الجرم الذي سفك كل تلك الدماء والاشلاء المتناثرة في أنحاء المكان، ونتيجة عجزي وعدم مقدرتي على تحمل رعب الموقف ومقاومة مشاعر الألم الانساني التي انتابتني وانا أشاهد بعض بشاعة تلك المذبحة الدموية غير المسبوقة في حياتي والتي ماتزال آثارها النفسية المؤلمة عالقة في ذاكرتي وعقلي إلى اليوم، وأكثر من أي شيء آخر تألمت لها في حياتي، بما فيها صور ومشاهد ضحايا حرب صعدة من أطفال ونساء وشيوخ نتيجة قصف منازلهم بمنطقة ضحيان بجولة الحرب السادسة،والتي كان يرسلها يومها،وباستمرار، المكتب الاعلامي للحوثي، على بريد ذات الموقع وغيره مع تقرير يومي لمستجدات تلك الأحداث من وجهة نظر الحوثي وجماعته الحريصين كل الحرص، من يومها، على تصويرها وتوثيقها إعلاميا بهدف اطلاع الرأي العام والعالم، على حجم المأساة والجرائم التي يقول انها ترتكب بحق أهالي صعدة من قبل الجيش،ويعمل على إرسالها لكل المواقع الإخبارية المستقلة والقليلة جدا يومها، وفي مقدمتها "مأرب برس" الذي كان يومها الاشهر والأكثر متابعة واستقلالية إضافة إلى تفرده بخدمة"مأرب فيديو" التي مكنته من نشر مقاطع الفيديو بشكل مستقل عن اليوتيوب وهذا ما كان يتيح يومها لكثير من القنوات الإخبارية ومنها الجزيرة والعربية للاستفادة من تلك الفيديوهات التي يبثها الموقع، في إعداد تقاريرها المتلفزة عن اليمن وحروب صعدة خصوصا.
أعرف أن الكثير ممن قرأ منشوري هذا يسألني الان، عن تكملة قصة الصور وفيديوهات المجزرة الدموية وفحوى التقرير المصاحب لها والجهة التي تقف خلفه وماذا قال عن الحادثة ومن نفذها وخطط لها،وحقق فيها وغيرها الكثير من التفاصيل الصادمة للرأي العام ولي شخصيا يومها، وغيرها من المعلومات المتعلقة بمصير ذلك التقرير، لكني سأضطر الآن للعودة لمواصلة نومي، على أن ألقاكم للحديث في منشور آخر بإذن الله، إن كان في العمر بقية أحبتي.
#ماجد_الداعري

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص