آخر تحديث :الخميس 28 نوفمبر 2024 - الساعة:01:01:13
الحرب الزيدية وخيانة حزب الإصلاح
ياسر اليافعي

الاربعاء 19 نوفمبر 2020 - الساعة:20:14:58

اولاً نسأل الله الرحمة والمغفرة لشهداء حادث استهداف معسكر الاستقبال في مأرب والذي راح ضحيته أكثر من 80 شهيد من أبناء الجنوب، خسارة كيرة جداً وكارثة إن يساق شباب الجنوب إلى الموت بهذه الطريقة ومن اجل إرضاء رغبات شخصية وحزبية ليس لها علاقة بالوطن ولا الوطنية ولا الوحدة ولا الثوابت التي يتحدثون عنها .

والحقيقة التي لا يحب الكثير سماعها مع انها هي الواقع بعينه، ان الحرب الدائرة في اليمن هي حرب زيدية على كل ما هو شافعي، أي هدفها إخضاع الشوافع والسيطرة على مناطقهم ومن يرفض سيتم قتله، على قرار ما يحدث في العراق بعد استخدام إيران أدواتها في المنطقة لتوسيع نفوذها ضمن أجندة مشتركة تجمع ايران مع هذه الأدوات .
هذه الحقائق تجلت منذ بداية الأحداث التي شهدتها البلاد في العام 2014 وتحديداً انقلاب مليشيا الحوثي على الرئيس هادي لكونه شافعي يحد من نفوذ رغبة الزيود في السيطرة على البلاد بعد دعم إيران لهم .

لا يحتاج ذلك لشواهد كثيرة وبراهين، وما سقوط صنعاء خلال ساعات وهي المدينة الأكثر تحصيناً في المنطقة إلا خير دليل على رغبة الزيود تجنيبها الحرب وتسليم الجمل بما حمل للحوثي من قبل القيادات الزيدية في السلطة، وتخليهم عن الرئيس هادي ونقل الحرب للجنوب الشافعي السني .
وما حادث استهداف القوات الجنوبية في مأرب إلا دليل آخر، حيث سعت السعودية الى إعادة ترتيب الجبهات بهدف الضغط على مليشيا الحوثي ضمن الضغط الذي يمارس على أدوات إيران في المنطقة، من خلال تحريك جبهة نهم، فكان الرد باستهداف القوات الجنوبية في مأرب كرسالة واضحة إن محيط صنعاء خط أحمر .
لا أحب الحديث بهذا المنطق ولكن هو الواقع الذي فرض نفسه علينا وندفع ثمنه غالياً كل يوم وما حادثة مأرب الأخيرة إلا احد شواهد استهداف أبناء الجنوب الشوافع بغض النظر عن موقفهم من الوحدة التي يتغنى بها الزيود للحفاظ على نفوذهم ونهب ثروات الجنوب .
خيانة حزب الاصلاح :
من اكبر العقد التي واجهت أبناء الجنوب والتحالف العربي وكل شرفاء اليمن الذين يتصدون للمد الحوثي، هو خيانة قيادة حزب الإصلاح الذين ينتمون للمذهب الزيدي ووقوفهم مع مليشيا الحوثي بالسر والعلن ومساندتهم له من خلال اختراق الشرعية والتحالف العربي وهو ما تسبب في إطالة امد الحرب في المناطق الشمالية .
كان احد أهم عوامل القوة بالنسبة لمليشيا الحوثي في مواجهة التحالف العربي هو اختراق الشرعية والتحالف على مستوى القيادات الرفيعة التي تدير الحرب، حيث ساهمت هذه القيادات في إطالة امد الحرب واستنزاف التحالف مادياً وحرف الحرب عن مسارها الحقيقي بتشكيل ألوية عسكرية للسيطرة على الجنوب المحرر مستخدمين غطاء الدفاع عن الوحدة والشرعية .
وما يحدث اليوم ليس بجديد التاريخ يعيد نفسه، والصراع الدائر اليوم هو صراع قديم متجدد بين الزيود وقبائل الجنوب، التي وقفت طوال الحقبات الماضية ضد التمدد الزيدي ودخلت في صراع طويل معه لمنعه من بسط نفوذه على مناطق الجنوب .
لقد استخدمت القيادات البارزة في الشرعية التي تنتمي الى المناطق الزيدية، أوراق عديدة لحرف الحرب عن مسارها، وكانت ابرز الاوراق المستخدمة هو موضوع الدفاع عن الوحدة والشرعية و التحذير من عودة النظام القديم وغيرها من المسميات التي تكذب بها على بعض المغرر بهم في الجنوب والشمال.
تمكن هذا اللوبي من تجميد جبهات الشمال، وإشعال حروب وصراعات في المحافظات المحررة، وكان الهدف الرئيسي إغراق التحالف في الفوضى وإطالة امد الحرب واعطاء الحوثي مساحة واسعة لتهريب الاسلحة وخاصة النوعية منها بعد اتفاق السويد الذين مكن الحوثيين من الاستمرار بالسيطرة على سواحل الحديدة .
استخدم هذا اللوبي الإعلام للتحريض على دولة الإمارات وهي الدولة التي كان لها نصيب كبير من الانتصارات في الجنوب والشمال، وكان الهدف من هذه الهجمات إضعاف التحالف العربي من خلال استهداف الدور المحوري والكبير للإمارات .
واليوم هذا اللوبي يستخدم الاعلام للتحريض على السعودية وتواجدها في الجنوب وما تبثه قنواتهم سواء كانت الحوثية او التابعة للاخوان من تحريض على التواجد السعودي في المهرة وعدن خير دليل على وحدة الهدف المشترك للوبي الزيدي سواء كان ضمن الشرعية او تابع لإيران.
هذه هي الحقيقة وعلى التحالف العربي وتحديداً السعودية إدراك هذه اللعبة وتبادل الأدوار الذي هدفه اغراق السعودية في الملف اليمني لصالح ايران وتركيا .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل