- الحالمي يستنكر جريمة مقتل الحاج مساعد الماس ويطالب الأجهزة الأمنية بسرعة التحرك للكشف عن الجناة
- عبدالعزيز الجفري يرثي فقيد الوطن الشيخ محسن محمد بن ابوبكر بن فريد .. الفقدان العظيم
- هل هناك إمكانية لتحسن سعر العملة المحلية أمام الدولار والريال السعودي؟ خبير إقتصادي يجيب
- الانتقالي يحيي الذكرى التاسعة لاستشهاد اللواء علي ناصر هادي بعدن
- العميد نائف الحميدي يناقش تأخر رواتب متقاعدي الداخلية والأمن السياسي
- انتقالي لحج يحتفي بذكرى إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي بحفل خطابي وفني
- وزير النقل يلتقي رئيس شركة فالار المعنية بتنفيذ مشروع تعزيز أمن الطيران المدني بمطار عدن
- النيابة العامة تنفذ حكم الإعدام قصاصاً بحق مدان بجريمة قتل بشبوة
- 188 منظمة تطلق نداءً عاجلًا لجمع 2,3 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن
- نائب محافظ عدن يرحب بإعادة فتح القنصلية الهندية
الاثنين 05 مايو 2020 - الساعة:19:53:51
هي كذا الحياة بعض مواقفها وأحداثها بسيطة وصغيرة في نظر البعض, إلا أنها كبيرة وجميلة عند متلقيها وصاحبها, ولا تقاس بحجمها ومرودها المادي والحسي, لما تحمله من أثر ومفعول ايجابي في نفس الإنسان, عندما يقوم ويقدم عليها شخص ليس بينك وبينه أي معرفة أو لقاء سابق, إنما ضميره واخلاقه الرفيعة النبيلة, حتمت عليه تقديمها في لمسه ولحضه إنسانية عابرة وغير محسوبة ومتوقعة.
لا أطيل عليكم حكى لي صديقي وهو معاق حركي بشلل رباعي, قال قبل أيام تحركت على دراجتي الكهربائي, من خور مكسر الى كريتر لزيارة والدتي المريضة في مستوصف بابل, وعند الجولة بعد عدن مول مرت سيارة عرفت أنها عسكرية من الوانها الزرقاء والبيضاء, وسمعت صوت رجل يصدر منها مع توقفها بالقرب مني حينها توقعت وأيقنت وانتابني خوف وقلق أني عملت شيئا مخالف او تجاوز في خط سيري أجهله ولا أعلمه, المهم نزل شاب منها بلباس رجل المرور يمتلئ وجهه بالنشاط والحيوية, فقلت في نفسي أكيد سينبهني ويرشدني الى ما هو واجب اتابعه وسلوكه في الخط العام, فقال لي لحظة من فضلك وفتح باب سيارته الخلفي يبحث عن شيئاً ما وسط كومة من الملفات واوراق المتناثرة فيها, وأنا في حالة استغراب عن ماذا يبحث ويريد مني !! سائلاَ : اليس معك عاكس على دراجتك؟ قلت : للأسف لا فكرت محاولا أيجاد أي حجه وعذر أقوله له فبادرني وأخرج لباس المرور جديد عاكس لأضواء السيارات في الليل, قائلا هذا لك لعله يجنبك حوادث الطريق, وحاول جاهداَ تطبيقه على دراجتي من الخلف, فكانت مفاجئة سارة ولطيفة منه أثلجت صدري وعلت الابتسامة على محياي, متمما في سري وخاطري كم أنتِ جميلة وطيبة يا عدن, وأنتِ تنجبين ويترعرع بين ثناياك مثل هكذا شاب, لم يمر أمام إنسان معاق دون أن يصنع موقفا ومعروفا إنسانيا راقيا, سيدونه متلقيه ومن عايشه في دفتر يومياته وذكريات حياته,
يقول صديقي المعاق, لجمال موقفه وعفويته معي, خطرت ببالي أفكار وأسيلة كثيرة تداخلت وتشابكت بفكري كنت أود أبوح وأحدثه حينها بها’ بين شكر وثناء عليه ومن أنت ؟ وأين تسكن ؟ والى آخر, ولان الموقف كان سريعا وفي الطرق العام, وكان على ما يبدو في عجلة من أمره ومستعجل, لم يصدر مني ومن أعجابي وارتباكي إلا سؤال يتيم, مرتبك وخجول في أي موقع بالمرور تعمل ؟ قال أنا مسول عن م /كريتر, فتركني وغادر في سبيله مع دعواتي وأمنياتي القلبية له بالصحة والسعادة, وموقف طيب ترك بالغ الأثر في نفسي لا يعادله ويدانيه عامل مادي ومعنوي آخر, ممن ينظرون للحياة والأفعال بمنظر الربح والخسارة في كل قول وفعل, قلت لصديق المعاق :" يا للخسارة كم من أيام وأعوام ترحل من حياتنا, ونحن في غفلة وتهاون شديدان نتجاهل ونتخاذل عن القيام بحسن صنائع الأعمال والمعروف ومساعدة الناس والمحتاجين, فنحرم فيها من رضاء وسعادة المبتلى وأجر ومثوبة الله سبحانه وتعالى".
فألف ألف تحية وسلام لرجل المرور صاحب كريتر نيابة عنك يا صديقي وعن كل مقصر ومتغافل من أمثالنا.