آخر تحديث :السبت 21 ديسمبر 2024 - الساعة:19:53:10
شبوة.. بوابة النصر الجنوبي
ناصر التميمي

السبت 05 ديسمبر 2020 - الساعة:19:50:57

بما أن الجنوبيين يسيرون بخطى ثابتة من أجل استعادة دولتهم المسلوبة فهم حتماً على أهبة الاستعداد لتحرير ما تبقى من أرض الجنوب بما فيها شبوة ووادي حضرموت التي مازالت تحت أيادي الاحتلال اليمني الذي يعبث بها ويتخذها ملاذاً آمناً لاستقرار قياداته التي هربت خوفاً من بطش الحوثيين وتركت أهلها بين جحيم وصولجان الحوثيين واكتفت بالنوم في نعيم الجنوب من خلال ما تحصل عليه من أموال طائلة من ثروات الجنوب التي تنهبها دون وجه حق قانوني، هم اليوم يتباكون على الجنوب وتركوا الحوثي الانقلابي المجوسي يتجول في منازلهم ويغتصب نساءهم ويرتكب الجرائم بشعبهم، وانشغلوا بالانتقالي الذي بات شوكة حادة في نحورهم؛ لهذا تركوا ما يفعله بهم الانقلابيون الروافض وسخّروا كل جيوشهم لمحاربته وغزو الجنوب بحجج واهية الهدف منها حرف مسار التحالف العربي وإفشال اتفاق الرياض الذي أعطى للجنوب الحق في إدارة مناطقهم، وهو ما لا ترغبه بعض القوى في شرعية الفنادق المارقة.

وتحت ذريعة مليشيات المجلس الانتقالي تحاول قوات إمبراطورية مأرب التي تقدر بالآلاف استباحة شبوة على طريقتها الإخونجية، فما يحدث في شبوة من حرب إبادة تشنها هذه القوات على الأبرياء من الأطفال والنساء الآمنين في بيوتهم من قبائل لقموش تعتبر جريمة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هذه الجيوش الجرارة التي عجزت عن تحرير ولو حتى محافظة شمالية واحدة ها هي اليوم ترسل مجنزراتها وسلاحها الثقيل والخفيف إلى شبوة الحضارة والتاريخ والشهامة، لماذا لا يوجه هذا السلاح لقتال الحوثيين بدلًا من توجيهه إلى الأبرياء؟! والطامة الكبرى أن هذه القوى المتغطرسة في عباءة الشرعية التائهة في عالم الشتات تدّعي أنها تعمل لصالح التحالف العربي، وهذا بهتان وكذب ودجل يتم به استغفال التحالف الذي يتوجب عليه أن يتخذ ما هو مناسب مع من يعرقل تنفيذ اتفاق الرياض.

 نحن اليوم أمام منحى خطير يستهدف قضية الجنوب عبر أجنحة الشرعية الهالكة المتصارعة الذين باتوا يتلقون الدعم العلني والواضح من قبل بعض الدولة التي تحمل العداء ضد الجنوب وشعبه مثل قطر وتركيا وإيران، ينبغي على الجنوبيين أن يوحدوا صفوفهم لمواجهة هذا الخطر الذي بدأت أجراسه تدق من شبوة التي باتت ساحة حرب مفتوح لهذه القوى الحاقدة على الجنوب والتي تعتبره ملكًا من أملاكها، لهذا تستميت من أجل السيطرة عليه بشتى الوسائل، وهذا لن تحصل عليه مهما استخدمت من قوة فإنها ستفشل حتماً، فقد سبقها علي عفاش وأرسل مئات الآلاف من الجند فهُزِم هزيمة نكراء، وبصدور عارية استطاع أبناء الجنوب تفتيت وإجهاض نظام صالح، وعاود الكرة الحوثي الفارسي الذي يملك الصواريخ المحرمة دولياً والجيوش الجرارة التي يقولون عنها إنها لن تهزم وعندما اتجهت جنوباً كانت المفاجآت تأتي من أرض الجنوبي العربي الذي سحق هذه الجحافل وهزمها شر هزيمة بدءاً بالضالع وانتهاءً بشبوة التي أفشلت مخططات الحوثي الذي كان يريد السيطرة عليها وعلى منابع النفط، لكنه تفاجأ بمقاومة شرسة من قبل الأهالي، ولعبت بالذات قبائل لقموش دورًا بارزًا في الحرب مع الانقلابيين في شبوة، حيث استشهد من أبنائها الشجعان العشرات مع رجال شبوة الأوفياء الذين فضّلوا الوطن على المال المشبوه.

 ونتيجة للمواقف التي قدمتها هذه القبائل ها هي اليوم تتعرض لهذه الهجمة الشرسة من قبل قوات مأرب اليمنية الغازية التي لا ترحم بشرًا ولا حجرًا ولا شجرًا، ناهيك عن السجون التي تمتلئ بالمعتقلين.

يحاول إعلام الشرعية الهاربة تشويه دور المقاومة الجنوبية من خلال الترويج بأن ما يحدث في شبوة على أنه عمل مليشيات وقطاع طرق، رغم أنهم يعلمون يقيناً أن أبناء لقموش والمقاومة الجنوبية يدافعون عن الأرض والديار التي لم تُراعَ حرماتها من الغزاة، لكن أحياناً الحماقة والحقد يجعل الإنسان لا يميز بين الصح والخطأ.

يجب أن يعلم الغزاة أن شبوة ليست حجور التي خذلتها الشرعية وتركتها فريسة سهلة للحوثيين، فأين كان جيش التباب عندما كانت حجور تتعرض للقصف الصاروخي من قبل الحوثيين؟! صرخت النساء بأصواتهن حتى بحّت ولم يتحرك جيش القبيلة الذي يتكدس في مأرب، وهذا عار على الشرعية التي حركت ألويتها إلى شبوة محاولين إخضاع أهلها بالقوة بعد أن تخلوا عن واجبهم الوطني الحقيقي، لكنهم لن يفلحوا، وسوف يهزمون مثلما هزموا في أحور والضالع وعدن، ستنتصر شبوة ورجال المقاومة وقبائل لقموش على القوات الغازية التي تستبيح دماء الأبرياء من النساء والأطفال، شبوة تنادي الجنوبيين وتقول لهم: المدد المدد، ولن يكتمل تحرير الجنوب إلا بتحرير شبوة؛ لأنها العمق الاستراتيجي للجنوب، فتحريرها يعني تحرير الجنوب، وبقاؤها تحت مظلة الاحتلال يعني أن الجنوب مازال في خطر، فتحريرها واجب على كل جنوبي شريف.

 ألف تحية لرجال المقاومة الجنوبية وقبائل لقموش الذين يسطرون ملاحم بطولية عظيمة سيخلدها التاريخ وستكتب بأحرف من نور في صفحاته وسيدرسها أبناؤنا في المستقبل، فشبوة بوابة النصر الجنوبي فلا تتركوها وحيدة.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص