آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:23:35:06
انتصر الموساد في شواطئ عدن
نجيب يابلي

الثلاثاء 02 نوفمبر 2020 - الساعة:21:19:29

مشهد من مشاهد إلفريد هيتشكوك في شواطئ عدن المتاخمة للمملاح - وهي من شواطئ الحي السكني المعروف بحي ريمي بمديرية المنصورة، مساء الجمعة الفاتح من جمادي الأولى 1441هـ الموافق 27 ديسمبر 2019م - أصمت خلق الله هناك، بل وأصمت خلق الله في كل مكان، وهذا المشهد الهيتشكوكي أتى آكله في مناحٍ مختلفة منها أن حياة المواطن ولا سيما في هذه الواقعة أن الرجل المختطف كان برفقة زوجته وأطفاله وهو يقود سيارته ليتناول العشاء في أحد مطاعم شواطئ عدن وأوقف سيارته ثلاثة خاطفون فحاول الهروب من داخل سيارته إلا أنهم أطلقوا رصاصات تحذيرية تراجع على إثرها وسلّم نفسه وأخذوه معهم ثم لاذوا بالفرار إلى جهة غير معروفة تاركين خلفهم زوجته والأطفال وهم يبكون ويستغيثون.. يستغيثون بمن؟ يستغيثون بضعفاء مثلهم!

هذا المشهد الهيتشكوكي سيترك آثارا سلبية على نفسيات أفراد أسرته وسيلعنون ثورة 14 أكتوبر وكذا الثلاثين من نوفمبر؛ لأن الأوضاع مرت بمنعطفات وكانت سيئة منها القتالان الأهليان وقتال الجيش مع خصوم الجبهة القومية يوم 6 نوفمبر 1967م وسقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح وأسير ضاقت بهم زنازين الاعتقالات ونزح الآلاف من السكان إلى تعز أو بقاموس اليوم (تعيييز).

من المنعطفات السيئة أيضا أحداث يناير 1986م، ودخول النفق المظلم في 22 مايو 1990 و7 يوليو، 1994م السيء الصيت.. إلا أن الأعوام الأخيرة يوليو 2015م وحتى اليوم هي أخطر وأقذر الأعوام، حيث تعددت مسميات الجماعات المسلحة وتعددت الجهات الخاطفة بفعل فاعل استجابة لمخطط "حدود الدم" القائم على استباحة العرب تمهيدا للشرق الأوسط الجديد أو قل سايكس بيكو (2) .. لم تنحدر القيم والأخلاق والأمن كما انحدرت هذه الأيام .. لم تتم أعمال بسط وبيع للأرض كما حدثت ولم تتم عمليات قتل بدم بارد كما تتم هذه الأيام، وأصبحت تنفذ داخل الشوارع، ولا أقصد الشوارع العامة بل الشوارع الداخلية، ولم تحدث أو تمارس تجارة المخدرات كما تمارس هذه الأيام، فمعظم من يجوبون شوارع وميادين عدن سواء الراجلين أو الراكبين للدراجات النارية تجدهم إما متعاطين للمخدرات أو يبيعونها أو الاثنين في آن واحد.

كل البلاطجة المنتشرين على الأرض في عدن ينعمون برعاية جهات معروفة؛ لأن كل الأعمال التي تجري في عدن خاصة تجري في سياق مخطط استخباري دولي يعمل من خلال قوى استخبارية إقليمية ومحلية وللأمريكان جهاز استخباري في اليمن من صنعهم.

واقعة الجمعة الماضية أحدثت خوفًا كبيرًا في نفوس أسرة المختطف وفي نفوس كل من كان موجودًا في شواطئ عدن في حي ريمي، بل وفي كل نفوس السكان، ولم تتحرك المنظمات المعنية بالمجتمع المدني ولم يعتصم أي مكون مدني في الساحات وترفع اللافتات التي تتعاطف مع أسرة المختطف والتي تدين وتستنكر الصمت المطبق والتفاعل السلبي لكافة الجهات الأمنية بمختلف المسميات. وبالعربي الفصيح: منذ مساء الجمعة الماضية عمّ الصمت كل أرجاء البلاد وكأن شيئا لم يكن، وبتين لنا أن الموساد الإسرائيلي الذي يشرف على مخطط حدود الدم موجود على الأرض ولم يعد حضوره خافيا على أحد لأنه موجود (أي الموساد) هنا وهناك وما الغريب إلا الشيطان.

لا يسعنا في الأخير إلا أن نتمنى الخير لأسرة المختلف ولا يسعنا أيضا أن نجدد الصرخة التي أطلقها السفير والأديب السوداني أحمد الحردللو "ملعون أبوكي بلد".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل