آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
عَلَمُ الشرفاء عهد و ولاء
محمد علي محمد احمد

السبت 17 نوفمبر 2019 - الساعة:06:08:42

حين نرى العلم الجنوبي يرفرف في كل أرجاء وطننا الحبيب الجريح نشعر بكياننا ونحس بأماننا وبأن الخير سيعمنا جميعاََ بعد عقود طويلة حافلة بالألم والتهميش والحرمان ..
لكن واقعنا يكذب أحلامنا وتطلعاتنا التي خابت وخبنا
لا نقول ذلك يأساََ وقنوطاََ بل إن ما يحمله شعبنا في الجنوب من إيمان بعودة حقه تعانق السماء ..
لكنها الأهواء وغياب الحكمة والتخبط الذي ساد بعد النصر الذي تحقق وكان البوابة لشروق شمس الحرية وقوس قزح يملئ السماء ، لكنهم أضاعوا كل أحلامنا الجميلة بغباء ولجهلهم في السياسة إذ لم يستمر فرحنا سوى ليلة ولم تكن فرحة وطنية بل فرحة سلامة الرأس وعودة كل لداره لتبدأ معاناة كل مواطن وتزداد آلامه التي فضل الصمت والموت جوعاََ و مرضاََ على أن يتسول معاشه لإطعام اولاده
كل ذلك يحدث والأرض تحررت والمحتل اندحر ، وأعلام دولتنا المغتصبة تعود لترسم في كل جبل وحائط وفوق كل مبنى وكوخ وخيمة مكلوم ..
مالذي يعنيه العلم لكم حين يرفع فوق منزل جياع أهله ؟!
فوق أرض مغترب جنوبي دفع فيها شقى عمره ليعود وقد تم اغتصابها من قبل آخر !!
لا يحمل وطنية لا شجاعة ولا نزاهة ولا خلقاََ فقط لديه العلم!!!

واستوقفني اليوم منظر لعلم موطني الغالي فوق بوابة محكمة استئناف عدن وامامها عمال وموظفو شركة النفط عدن وبعض من المواطنين محتجون لا يطالبون بمطالب خاصة لا والله بل بعودة الحق والسيادة للشعب و وقف الفساد والنهب والتلاعب بثروات الجنوب التي لازالت تلك الشرذمة تعبث بمقدراته ..
فأين هم الذي يحرصون على رفع العلم الجنوبي الذي استبسل وهو يحمله مئات الشهداء والجرحى لاستعادة كرامتنا وعزتنا بل وتخضب بدمائهم الطاهرة الزكية !!
أي إهانة هذه لهذا العلم الذي أصبح يرفع ويرفرف عالياََ وشعبه مهان مقهور مظلوم محروم من أبسط حقوقه الدنيا ..
وتحت رايته تنتهك القيم والأخلاق و تغتصب سيادة الجنوب ويذل شعبه وتنهب ثرواته وتباع بل وتسلم للمحتل من جديد عبر اذنابه العملاء !!
عار عليكم يا من تدنسون علم الأحرار والشرفاء ..
ألا تخجلوا وتوفوا بالعهد لأولئك الرجال العظماء !!
من لازالت رائحة دمائهم تفوح وأجسادهم أشلاء !!

الوطن و الوطنية أيها السادة ليست شعارات تردد صباح مساء ..
 والعَلَم نعم وألف ألف نعم
هو راية مقدسة وعزة وكرامة لمن صان العهد و الولاء ..
لا أن يختزل في مجرد قماش تحركه الأهواء ..
والجريمة التي لا تغتفر أن نجعله شاهد زور في حرم القضاء !!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل