آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:23:35:06
هذا ما كنت سأقوله لإذاعة عدن المستقلة
نجيب يابلي

الثلاثاء 08 نوفمبر 2019 - الساعة:07:58:22

كان لي الشرف الكبير أن أقول شيئا في الذكرى الـ 48 لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عندما اتصلت بي إذاعة عدن المستقلة مساء الاثنين الماضي 2 ديسمبر 2019م، ويافرحة ما تمت، فإن ظرفًا فنيًا قاهرًا حال دون إجراء اللقاء معي على الهواء مباشرة، وكان الحديث مطلوبا حول العلاقات بين الجنوب ودولة الإمارات العربية المتحدة UAE وكانت الدماء هي القاسم المشترك.

احتقن الموقف بين إمارة أبوظبي والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان حول البريمي عام 1955م، وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكما على البريمي فيما كان شقيقه الأكبر شخبوط حاكما على أبوظبي، وكان محبو الشيخ زايد من متقاعدين عسكريين في جيش محمية عدن الغربية المعروف بـ "الليوي" levies قد نذروا حياتهم للقتال مع الشيخ زايد، وكانت نقطة تركزهم في جزيرة صلالة، وكانت القوة الجنوبية بقيادة حيدرة السعيدي من قرية الجوف بدثينة المجاورة للسلطنة الفضلية ومن أفراد القوة الجنوبية: محمد سالم اليافعي، وحسن السعيدي باحلة، وقاسم الزومحي، وعوض أحمد الفقير (الشقيق الأكبر لحبيبنا حسين أحمد الفقير) وقاتل أفراد جيش الليوي الجنوبي وحدث ما حدث ولا يتسع المجال لخوض الملابسات التي حدثت فاقترحت على الفرقاء بتقسيم واحة البريمي بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وإمارة أبوظبي وأشرفت بريطانيا على عملية التقسيم وكبرت الدماء الجنوبية التي سالت مع دماء أبوظبي.

عاش الجنوبيون من أفراد جيش الليوي مع إخوانهم من إمارة ابوظبي (في واحة البريمي) وشكل الجنوبيون فرقة تمثيل وكان يؤدونها على الرمال، وشكلت المشاهد التمثيلية متعة لا تضاهيها متعة عند الشيخ زايد بن سلطان، وبعض المشاهد كانت ضاحكة يضحك عليها الشيخ زايد، وحضرت تلك الذكريات في ذاكرة الجنوبيين ومن أهل ابوظبي يتقدمهم الشيخ زايد.

عند زيارة الشيخ زايد لعدن في منتصف سبعينيات القرن الماضي 2015م، وكانت كل دول المنطقة تناصب عدن العداء إلا أبوظبي ممثلة بالشيخ زايد. سأل الشيخ زايد مضيفه الرئيس سالمين: "هل لايزال حيدرة السعيدي على قيد الحياة؟". وجاءت الإجابة: "نعم لايزال على قيد الحياة"، فأرسل الرئيس سالمين بسيارته إلى دثينة لإحضار السعيدي لأن الشيخ زايد قد قال أنه لن يغادر عدن إلا ومعه السعيدي.

نقل الشيخ زايد كل أفراد أسرة حيدرة السعيدي وكل من يأنس له السعيدي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وبنى لهم مساكن وسهل إقامتهم ومعيشتهم ومنحهم الإقامة ثم الجنسية، وهذا غيض من فيض رواه الفقيد عوض أحمد الفقير لشقيقه الأصغر حسين أحمد الفقير الذي روى بدوره الحكايات لي.

تدور السنين والأيام وشاءت المقادير أن يفد إلى عدن قوة عسكرية من الإمارات للدفاع عنها وسالت الدماء الإماراتية في عدن مع دماء جنوبية في عدن وجبهات أخرى دفاعا عن عدن والجنوب وكما كان هناك شهداء للجنوب في أبوظبي فإن للإمارات شهداء في الجنوب وحاضرته عدن ومنهم: ملازم أول عبدالعزيز سرحان الكعبي، جمعة الحمادي، خالد الشحي، خليفة عبدالله الصويدي، عبيد خليفة الشامسي، علي حسن البلوشي، عبدالله الجابري، يوسف حسن العبيدلي، محمد سعيد الخاطري، طنون سيف الحبسي والقائمة طويلة...

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل