آخر تحديث :السبت 21 ديسمبر 2024 - الساعة:19:53:10
لن ننسى ما قدمته دولة الإمارات لنا
ناصر التميمي

السبت 00 ديسمبر 0000 - الساعة:00:00:00

خلال السنوات الماضية التي سبقت عاصفة الحزم كان الجنوبيون قد اختطوا طريقهم إلى استعادة دولتهم بأيديهم منذ ما بعد حرب صيف 1994م المشؤومة التي اجتاحت فيها جحافل صنعاء الهمجية الجنوب وسيطرتهم على ثرواته التي وزعت على كبراء القوم الذين لم يقبلهم الجنوب منذ أول يوم دخلوا فيه أرض الجنوب الطاهرة وظل يواجه هذا الطغيان والاحتلال القذر الذي أصاب أرضنا في غفلة من الزمن.

رغم أن الجنوبيين يعرفون أن الطريق أمامهم ليس سهلاً أو مفروشا بالورود في ظل وجود احتلال متخلف قادم من الكهوف وعصور التخلف والانحطاط، فأعدوا العدة في كل الجوانب؛ لأنهم أمام شعب لا يعرف إلا لغة السلاح فقط، لأنهم عاشوا على مدى قرون من الزمن في اللا دولة وباتوا أشبه بوحوش جوعى تأكل كل شيء يعترض طرقها دون حسب أو رقيب، فهنا كان لزاماً على الشعب مواجهتهم بشتى الوسائل المشروعة، فبدأ الجنوبيون ثورتهم السلمية في العام 2007م.

ونجح شعب الجنوب في مواجهة نظام الاحتلال اليمني بثورته السلمية التي أرعبت رأس النظام مما جعله يستخدم كل أنواع الأسلحة لإخمادها، فلم يستطع، ناهيك عن قيامه باعتقال المئات من قيادات ونشطاء الحراك الجنوبي حينها، وهو ما زاد الطين بلة، وزاد من وتيرة الثورة التي وصلت إلى كل قرية ومدينة ومنطقة في عموم أنحاء البلاد، مما أدى إلى إرباك قوى الاحتلال اليمني البغيض الذي استخدم كل الوسائل القمعية للقضاء عليها بما في ذلك شراء الذمم ولم يفلح في ذلك.

وتمكن شعب الجنوب من السير بقضيته من مرحلة إلى مرحلة أخرى، متجاوزاً كل العقبات والعراقيل التي وضعت أمامه بكل تحدٍ وعنفوان غير آبه بها ولا يرى أمامه إلا هدفه المنشود المتمثل في الحرية واستعادة الدولة كاملة السيادة. 

ومع بداية عاصفة الحزم هب الجنوبيون من ساحات الشرف والنضال السلمي إلى ميادين القتال مدافعين عن الأرض والعرض وحياض الأمة العربية والإسلامية في وجه المد الفارسي؛ ومعهم التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وكانوا عند عهدهم الذي قطعوه، فاستطاعوا قطع أيادي إيران في المنطقة في فترة وجيزة، وتم دحرهم من أراضي الجنوب وهم يجرون وراءهم ذيول الهزيمة النكراء التي تعرضوا لها، ومعها تبخر حلم إيران وحلفائها الذين انكسرت شوكتهم عند أسوار الضالع الإبية، ولعبت دولة الإمارات على وجه الخصوص دوراً بارزاً في دعم المقاومة الجنوبية والجيش الجنوبي؛ لأنهم كانوا صادقين مع التحالف، ناهيك عن جيش التباب الذي لم يبارح أسوار مأرب ونهم منذ حوالي خمس سنوات ونيف، حيث ساهمت الإمارات في تشكيل ودعم القوات الجنوبية في الأحزمة والنخب وكان لها الشرف في تأسيس نواة الجيش الجنوبي قاهر الأعداء الذي يدافع عن الجنوب والأمة الإسلامية ضد المجوس الغزاة بدعم التحالف العربي.

وعندما رأت شرعية الفنادق أنها عاجزة عن تحقيق أي تقدم في المحافظات الشمالية بدأت تصطنع الأعذار والأكاذيب وبدأت حملتها المسعورة، والممولة قطرياً وتركياً، ضد الأشقاء في دولة الإمارات، وذلك لإخفاء فضائحهم وألاعيبهم القذرة التي يحيكونها ضد التحالف العربي، محاولين ضرب السعودية مع الإمارات لإفشال جهود التحالف في اليمن.

اليوم شرعية الفنادق تحاول فبركة الأخبار وتروّج بأن الإمارات انسحبت من اليمن لأنها استطاعت قصقصة أياديهم وأذرعهم التي كانوا يستخدمونها لتنفيذ أجنداتهم، ولإثارة الفوضى والقلاقل داخل الجنوب، لكنهم لقوا من يردعهم بالقوة، وهو ما زاد من عويلهم ونواحهم وباتوا كالكلاب المسعورة، كل ذلك بسبب أن الإمارات وقفت إلى جانب شعب الجنوب وقضيته وهو مالا يريده أعداء الجنوب داخل الشرعية الساقطة في وحل الفساد والفوضى.

الإمارات قدمت الكثير للجنوب ولا يمكن نحن كجنوبيين أن ننسى ما قدمته دولة الإمارات ولم تبخل بشيء حتى دماءهم اختلطت بدماء شعب الجنوب، بينما حزب الإصلاح يصرخ في أبواق مشروخة محاولاً إرباك المشهد السياسي وإدخال التحالف في صراع من نوع جديد، لكن كانت المملكة والإمارات على يقين بخبث هذه القوى الكهنوتية. 

 

نحن كجنوبيين لا يهمنا بكاء وعويل القوى المتنفذة التي ارتفعت صيحاتهم مع اقتراب نجاح التسوية السياسية مع المجلس الانتقالي، وبدأوا ينشرون الأخبار المفبركة التي تسيء لدولة الإمارات وقيادتها الحكيمة. في الحقيقة حتى وإن انسحبت الإمارات لن نفرط في جنوبنا أبداً، ولن نسمح لقوى الشر المساس به، ومثلما قاومنا المحتل بنضالنا السلمي نظام صنعاء، سنقاومهم بكل ما نملك من قوة، سنقاومكم ولن نترك لكم حتى ولو شبراً من أرضنا الطاهرة، والميدان سيكون الفاصل بيننا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص