آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:12:23:22
الجنوب.. هل من ثمة أمل في حل سياسي؟
عبدالله ناصر العولقي

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

مرت سنون والحرب تحرق وتدمّر وتقتل وتفتك وتجرح وتعوّق، وعلى ظهر مآسيها الموجعة صعد القليل من الناس درجات متفاوتة من سلم الثراء بينما هبط الأغلب دركات من منحدر قعر الفقر، وقد فتحت تلك الحرب المدمرة لشباب الجنوب باب السلك العسكري الذي كان قد غطى الصدأ قفله بعد أن كان الالتحاق بالسلك العسكري حكراً في غالبيته على أبناء الشمال، فدخلوه وانخرطوا في ألويته، وقد القت الحرب الطويلة والتحشيد المستمر لها بظلال سلبية على مدن شباب الجنوب التي تحررت منذ سنوات خلت، وعلى وعي الشباب حيث صاغت لهم ثقافة جديدة مستمدة من تفاعلات ساحات القتال ونيران فوهات البنادق وغواية غنائمها وسلاحها الناطق.
كما مثلت هذه الحرب للجنوبيين مفارقة عجيبة حين جددت إحتلالهم بينما هم  رازحون تحت نفس الإحتلال منذ ربع قرن حين سلم  قادتهم معصم وطنهم لقيد الاحتلال تحت مسمى الوحدة، وبعد اربع سنوات ادركت قيادة الجنوب تسرعها في هذه الشراكة الكاذبة فحاولت تصحيحها وكسر القيد ولكن الشمال كان قد استعد لهذا اليوم فوضع في هذه المرة قيد المحتل قسراً على معصم الجنوب وبرضا اقليمي ودولي.
 وبالرغم من ذلك خاض شعب الجنوب الحرب لتحرير أرضه من المليشيات الحوثية بدافع عقائدي واستطاع تحرير جميع محافظاته وقدم قافلة من الشهداء وكان لمساندة قوات دول التحالف العربي الدور الأبرز في تحقيق ذلك النصر، وعليه بقى شعب الجنوب مشدود برابط الواجب تجاه قيادة التحالف، فشارك معها في محاربة المليشيات الحوثية في انحاء مختلفة من الساحل الغربي وصعدة ومناطق أخرى، ولكن الحرب طالت وفاق استمرارها كل التصورات وبدأت ملامح واضحة للتسويف المتعمد في حسمها، وأحتار الجنوبيون من موقف المملكة السعودية ودولة الإمارات تجاه إطالة مدى الحرب، ومع ذلك استمروا في مواجهة تلك المليشيات  تحت مظلة قيادة دول التحالف العربي وعلى خط موازي ومن اجل استعادة وتشييد الوطن الجنوبي المستقل، تم تكوين المجلس الانتقالي الحامل السياسي للقضية الجنوبية، وبدعم إماراتي فشكلت الوية امنية تابعة للمجلس الانتقالي، ولكن ذلك خلق انقسام في القوى الامنية الجنوبية، واتسعت الفجوة في وحدة الصف الجنوبي ولسوء الحظ أن ذلك يحدث على مرأى ومسمع من المملكة السعودية ودولة الإمارات، فهما شريكان في إحداث هذا الشرخ الجنوبي، كون السعودية تقدم دعمها  لحكومة الشرعية والويتها العسكرية بينما الإمارات تدعم الانتقالي، ومع أن كلاً منهما يدرك مدى خطورة نقطة التماس في الوضع العسكري الجنوبي المتناقض، ولكن يبدو انهما واثقان من إمتلاك زمام الأمور، وهما في حقيقة الأمر على وفاق تام فيما بينهم.
وفعلاً حين شبت نار الصراع في يناير 2018م بين قوات المجلس الانتقالي وقوات الحماية الرئاسية تم إخمادها سريعاً بفضل مالكي زمام الأمور ولكنهما لم يضعا حلاً جذريا للخلاف المخيف بل تركوا الطرفان على حالتهما المتناقضة وكأنهما في حالة هدنة مفتوحة لا أحد يعلم متى تنهار، وقد انهارت بالفعل بعد مقتل الشهيد القائد ابو اليمامة، ودخلت  عدن في صراع دموي جديد، سرعان ما تمكنت قوات المجلس الانتقالي من بسط سيطرتها على محافظة عدن وتلتها أبين ولحج، ولكنها لم تفلح في محاولاتها للسيطرة على محافظة شبوة بل توقفت وحدث ذلك حسب رغبة وقياسات مالكي زمام الأمور وضابطيها .
وبحسب التقديرات تصب نتائج توازن القوى وسيطرت كل طرف على بعض من محافظات الجنوب في التمهيد لحل واتفاق سياسي على طاولة  الحوار في المملكة العربية السعودية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص