آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
قراءة في اسرار حرف مسار الحرب جنوبا
د. يحيى شائف الشعيبي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

بعد قراءة مت?نية ل?سباب إجماع قوى الإرهاب الزيدية المهيمنة في الداخل والخارج على حرف مسار الحرب جنوبا تم التوصل إلى ثلاث قراءات انكشفت من خلالها ال?سرار الخفية لهذه الحرب الهادفة إلى إعادة احتلال الجنوب ، إذ تجلت تلك القراءات على النحو الآتي  : القراءة ال?ولى : وتشير إلى ?ن السبب الرئيس يعود إلى محاولة هروب الشرعية من ?زمتها الداخلية ولاسيما بعد ?ن شعرت بقرب الحل الدولي وخروجها من الخارطة السياسية و?رادت الدفع بهذه الحرب بهدف خلط ال?وراق وإطالت ?مدها إلى مرحلة ?فضل .    وهذه القراءة على ما فيها من معقولية إلا ?نها لا تمثل ال?سباب المنطقية لقيام حرب بهذا الحجم كما ?نه من الصعب عليها بوضعيتها المثقلة بالفساد ?ن تشارك بقوة في الحرب المشتعلة على طول الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب . القراءة الثانية : ومفادها ب?ن الحوثي يعيش وضعا خانقا وحالة حرجة بفعل حرب العاصفة ولهذا حاول بهذه الحرب ?ن يصدر ال?زمة إلى الخارج بهدف الوقاية من ?ي انتفاضة شعبية بفعل تصاعد ال?زمة المعيشية ?و خوفا من تدهور جبهاته لعدم التفاعل من قبل القوي اليمنية الفاعلة .    وهذه القراءة على ما فيها من المنطق إلا ?نها لا تحدد ال?سباب وال?هداف الحقيقية لهذه الحرب كما ?ن الحوثي لا يعيش ?زمة خانقة وإلا ل?نهار قبل الحرب كما ?نه مطم?ن لوضعه في السيطرة على ال?رض في المحافظات الواقعة تحت قبضته . القراءة الثالثة :   وهي القراءة المنطقية بالحجة والدليل لكشف حقيقة ال?سباب التي دفعت بقوى الهيمنة الزيدية إلى حرف مسار الحرب جنوبا ، إذ تكمن تلك ال?سباب الفعلية في إدراك القوى الزيدية المهيمنة ((قبليا ودينيا وعسكريا وتجاريا وسلطويا وحزبيا )) في الداخل والخارج للمخاطر التي ستؤول على مشروعها ال?سري وحقها الإلاهي بعد ?ن تمكن المجلس الانتقالي من كسر حاجز العزلة الدولية ولاسيما بعد الزيارات الرسمية التي قام بها وفد المجلس الانتقالي برئاسة القايد عيدروس إلى كل من بريطانيا وروسيا وتوجيه الدعوة ال?ميركية للانتقالي بزيارتها ثم زيارة فرنسا والصين .       لهذا ?جمعت القوى الزيدية الإصلاحية والحوثية وغيرها ب?ن الانتقالي يمثل خطرا على حقها الإلاهي في الجنوب واليمن ، ولاسيما بعد ?ن ?دركت ?بعاد الاختلاف بين مجلس ال?من القديم والجديد فالقديم كان كل معسكر يحمي مصالحه لنفسه ?ما مجلس ال?من الجديد فقد ?نشاءت دوله الخمس ما يسمى بشركات متعددة الجنسيات وفي حالة ?ن يحدث صراع في ?ي منطقة توجد بها الشركات المتعددة الجنسيات تقوم كل دولة في مجلس ال?من بإنشاء كيان يمثلها في منطقة الصراع وبعد فترة تتفق الدول الخمس على تحديد الكيان ال?قوى لتمكنه من تلك المنطقة حتى يتمكن من حماية مصالح الدول الخمس مما يعني ب?ن مجلس ال?من سيوكل للانتقالي مهمة حماية مصالح الدول الخمس في مجلس ال?من بالجنوب وخاصة بعد ?ن ?صبح مجلس ال?من مقتنعا ب?ن الانتقالي هو الكيان الجنوبي ال?قوى سياسيا وشعبيا وعسكريا، مما يعني ب?ن مصالح الحق الإلاهي للمذهب الزيدي في الجنوب ستزول وبعدها سيزول ذلك الحق في اليمن ذاته . ال?مر الذي جعل كل قوى المذهب الزيدي المهيمنة في الداخل والخارج  تتداعى(( متشرعنيين ، وانقلابيين ، قبايل،  وعساكر ، وتجار ، وحكام ، ومنظمات ، وشخصيات مستقلة  و?خوان، وحوثة وغيرهم )) سرا وعلنا لإنقاذ حقهم الإلاهي من الخطر الجنوبي القادم لهذا قرروا وقف الحرب في كل الجبهات اليمنية اليمنية  وحرف مسارها جنوبا من ?جل تحقيق إحدى الخيارين الآتيين : 1 ـ تكثيف كل الجهود لإسقاط المجلس الانتقالي وإبعاده من الخارطة السياسية وبهذا تتمكن كل القوى الزيدية من الحفاظ على حقها الإلاهي في اليمن والجنوب. 2 ـ في حالة ?ن فشلت تلك القوى الزيدية من إعادة احتلال الجنوب تدخل في عملية تفاوض مع المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس العيدروس ك?مر واقع وتحت إشراف دولي يفضي إلى تسليم اليمن لتلك القوى الزيدية والجنوب للمجلس الانتقالي . وتعمل اليوم تلك القوى الزيدية بكل طاقاتها لتحقيق الخيار ال?ول المتمثل في إعادة احتلالها للجنوب وإنهاك الانتقالي وإفشاله وذلك من خلال اتباعهم لعدة خطوات تسهل من عملية إسقاط الجنوب على النحو الآتي : 1 ـ العمل على تحقيق تعاطفا شعبيا في الجنوب من خلال اتباعهم لعدة ?ساليب ماكرة توهم العامة ب?ن الوحدة الوهمية لا زالت موجودة وذلك من خلال الآتي : ? ـ  الدعوة لعقد جلسة لمجلس نواب القبيلة اليمنية المعطل منذ عدة سنوات وفي ?راضي جنوبية بهدف إيهام الر?ي العام الداخلي والخارجي ب?ن شرعيتهم المنهارة لا زالت موجودة . ب ـ الدعوة لعقد ما يسمى مؤتمر الإلتفاف على المشروع الجنوبي من قبل قوى الإصلاح المهيمنة على الشرعية وفي عدن بالذات لتوصيل رسالة مخادعة للشعب الجنوبي بالإلتفاف حوله وترك الانتقالي . 2 ـ تجييش العامة في المناطق اليمنية الشافعية المستعبدة والاشتغال على حالة الإفقار فيها من خلال تطميعهم بالفيد والغنائم الجنوبية من جهة وبالترهيب والقتل من جهة ?خرى . 3 ـ اتباع خطة الالتحام بالقوات الجنوبية والتوغل بقرى الحدود الجنوبية بهدف تعطيل الضربات الجوية . 4 ـ الاستماتة في القتال بهدف تحقيق انتصارات في الجبهات الحدودية ولاسيما في الضالع بالذات بهدف إسقاط رمزيتها من جهة ولإسقاط ردفان ويافع بسقوطها تلقائيا من جهة ?خرى مما يؤدي إلى رفع معنويات قواتهم المنهارة في كل الجبهات وإحباط المعنويات الجنوبية المرتفعة في كل الجبهات ، ال?مر الذي سيؤدي إلى تسهيل مهمة الوصول إلى عدن. 5 ـ توسيع الجبهات وتعددها استفادة من عامل الكثرة البشرية في اليمن واستغلالا لظروف القلة البشرية في الجنوب وذلك بهدف إجبار الانتقالي على سحب القوات الجنوبية من الساحل الغربي والجوف وصعدة حتى تتاح الفرصة لهم في إعادة الهيمنة عليها ، ووكذلك سحب المقاومة الجنوبية من عدن بهدف إتاحة الفرصة لقوات الإصلاح الإخوانية للهيمنة عليها ومحاصرة الانتقالي فيها . 6 ـ. اعتماد النفس الطويل اتباع حرب العصابات في كل الجبهات الحدودية للجنوب بهدف إرهاق واستنزاف قوات الانتقالي المنظمة من جهة ولتعطيل تنفيذ خطة الانتقالي والتحالف في تحرير الصحراء والوادي من قبل النخبة الحضرمية وتوقيف خطة تسليم المهرة للنخبة المهرية وسقطرة للحزام ال?مني السقطري . 7 ـ توقيف المعارك في جبهة الحديدة والساحل الغربي والجوف وصعدة ، وتوقيف حرب العصابات على المملكة ضنا منهم ب?ن ذلك سيؤدي إلى تغاضي التحالف عن حرف مسار الحرب جنوبا . 8 ـ توقيت حرف مسار الحرب جنوبا بما يخدم الصالح الإيراني من خلال محاولة إحراز تقدم باتجاه باب المندب بهدف الضغط على ?ميركا للتراجع عن تطبيق قرارها الخاص في محاصرة تصدير النفط الإيراني إلى الخارج . 9 ـ مزامنة حرف مسار الحرب جنوبا مع التهديد ال?ميركي في إدراج ال?خوان المسلمين بقائمة الإرهاب بهدف توصيل رسالة لكل من تركيا وقطر للمزيد من الدعم من ?جل إنجاح خطة إعادة احتلال الجنوب بهدف الضغط على ال?مريكان ودول التحالف للتراجع عن خطة إدراج ال?خوان ضمن قائمة الإرهاب الدولي. 10 ـ التصميم على إعادة احتلال الجنوب بهدف إفشال المشروع الجنوبي وإعلان سقوط الشرعية الوهمية وإفشال دول التحالف العربي في اليمن والجنوب ولتقديم ?نفسهم للقوى الإقليمية والدولية ب?نهم القوة الوحيدة المهيمنة على ال?رض في اليمن والجنوب معا وإنهم القوة الوحيدة القادرة على حماية المصالح الدولية في المنطقة . ولكي نتمكن من إجبارهم على التعامل مع الخيار الثاني المتمثل في عجزهم عن إعادة احتلال الجنوب وإعترافهم بالانتقالي ك?مر واقع ب?نه الممثل الشرعي للمشروع السيادي للجنوب بحكم التفاف ال?غلبية الشعبية حوله وسيطرته على ال?رض سلميا وعسكريا وسياسيا ينبغي علينا ?ن نتبع الخطوات الآتية : 1 ـ تقوية الجبهة الجنوبية الداخلية والحفاظ على النسيج الاجتماعي الجنوبي وتفوية الفرصة على الاحتلال اليمني وحلفائه الفاسدين من خلال إشراك شعبنا الثائر في مهمة التصدي بكل ?شكاله لمحاولة إعادة الاحتلال اليمني للجنوب المحرر والقضاء على مشروعهم الشيعي الإخونجي في عقر دارهم . 2 ـ تعزيز العلاقة العميقة بحلفائنا في دول التحالف وتقويتها وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وعدم السماح ل?ي جهة تحاول المساس بهذه العلاقة المرصعة بالدم . 3 ـ الحفاظ على ضرورة إبقاء الحرب في المحافظات اليمنية لتجنيب الجنوب المنهك من ويلات الدمار ولضمان بقاء الضربات الجوية ضد قوى الإرهاب اليمنية . 4 ـ تعريف الشعب الجنوبي ب?ن مجلس ال?من لم يتعامل مع الانتقالي من فراغ وإنما ل?نه وجد فيه الكيان ال?قوى سياسيا وعسكريا وشعبيا ويعول عليه في حماية مصالح الدول الكبرى في الجنوب مما يتطلب منا جميعا تحقيق المزيد من الالتفاف الشعبي حول الانتقالي الذي يتعرض لحملة شرسة من قبل الاحتلال اليمني وحلفاؤه الفاسدين ولاسيما بعد ?ن كسر حاجز العزلة الدولية المفروضة على المشروع الجنوبي بوصوله إلى داخل ?روقة دول مجلس ال?من رسميا. 5 ـ العمل على إعلان التعبئة الشعبية العامة للتصدي وملاحقة قوى الإرهاب اليمنية حتى لانفقد القوة المنظمة للمقاومة والجيش وال?من الجنوبية في المراحل ال?ولى للحرب . 6 ـ. التمسك في الانتصارات المحققة في صعدة والبقع والساحل الغربي وفاء لدعم التحالف المستمر وك?وراق ضغط في لحظات التفاوض ال?خيرة . 7 ـ الاعتزاز بالثبات الجنوبي الذي حصل في الحدود ولاسيما في ال?يام ال?ولى حتى تم إسقاط مراهناتهم في إنقاذ العقوبة على إيران من خلال الضغط على التحالف و?ميركا فيما إذا تمكنوا من إسقاط الضالع وردفان ويافع وصولا إلى العاصمة عدن. 8 ـ العمل على تفعيل الر?ي العام العربي والعالمي وتصعيده بهدف إدراج ال?خوان المسلمين في قائمة الإرهاب الدولي . 9 ـ التمسك بالفعل الثوري السلمي وتحريكه في كل الظروف التي تخدم المشروع الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي وحلفائه . 10 ـ تعزيز العلاقة بدول مجلس ال?من الدولي من خلال الاستمرار في مشروع الشراكة ضد الإرهاب ولاسيما الإرهاب الذي يصنعه الاحتلال اليمني من ?جل استمرار هيمنته على الجنوب بهدف تهديد ال?من والسلم الدوليين. 11 ـ تبني الخطاب الذي يحقق ال?هداف الثلاثة الآتية : ? ـ جذب التحالف وتطمينه ب ـ تفعيل الشارع الجنوبي وتنويره ج ـ إحراج المحتل اليمني وتقييده . 12 ـ تبني خطاب سياسي بآليتين كالآتي : ? ـ خطاب علني نركز فيه على كلما هو إيجابي بهدف الحفاظ على المعنوية العامة وتفويت الفرص على المحتل اليمني . ب ـ خطاب سري داخلي صريح ومقنع ومبرهن وشفاف لتقييم بعضنا والخروج بحلول لكل التعثرات وتعزيز النجاحات .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص