آخر تحديث :الجمعة 01 نوفمبر 2024 - الساعة:02:16:28
صحافيو الحنين إلى باب اليمن.. وحكاية الزوجة (الحانقة)!
فتاح المحرمي

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يحكى أن رجلًا تخاصم (تشاجر) مع زوجته، وعلى إثر هذا الخصام بالغت المرأة في زعلها ساعة الغضب، وأصرت أن تذهب إلى بيت أهلها - ما يسمى بـ "الحنق" - فما كان من الرجل إلا أن يقول: "ما دام تصري على ذلك اذهبي وتأكدي أنني لن ألحق بكِ إلى بيت أهلكِ لأستجديكِ كي تعودي"، ومع ذلك حملت نفسها وذهبت بيت أهلها.

وعقب أسابيع قليله حنّت الزوجة إلى زوجها، وتمنت أنها لم تأتِ لبيت أهلها، وحين أطال زوجها في الغياب وأيقنت أنه لن يسعى لوصاها، دفعت بها الأشواق لتطل من شرفة المنزل تقتفي أثر زوجها لعلها تلمحه لا سيما وهو يعيش بجوار منزلها.

فلمحت ذات ليلة بأن زوجها لم يعد ينام في حجرته بل ينام في فناء منزله (الحوش)، وسمعته في إحدى الليالي - قبل النوم - يسأل (يتضرع) للولي الذي كان يُقدّس في مدينتهم بأن يعيد له زوجته، وفي نفس اليوم التالي، سمعت نفس الدعاء وبصوت أعلى من اليوم الأول، وكذلك الأمر في اليوم الثالث وبصوت أعلى أيضاً.

وما بين فقدها لزوجها واشتياقها له، وسماعها لدعواته رقّ قلبها وتخلت عن مكابرتها وسألت نفسها: "لماذا لا أعود إليه بنفسي الآن ، والحجة (المبرر) واضحة وهي أن الوليّ استجاب لدعوته وأعادني إليه؟!".. فأحببت الفكرة وخرجت بهدوء من منزلها، وتسللت من باب منزل زوجها، وكانت كل ما تقترب من منام زوجها، تقول : "يا ولي (تنطق باسم الولي) أعدني إليه بهدوء خطوة خطوة لا تستعجل، (بلا مداهفة ليش مستعجل)!!! حتى وصلت إليه، وقالت "استجاب لدعوتك الوليّ وأعادني إليكَ"!.

وبهذه الحجه عادت إلى زوجها.

يبدو لي أن هذه الحكاية تشابه إلى حد كبير كثيرًا من المكابرين والحانقين الجنوبيين، لا سيما الصحافيين والإعلاميين الذين يتخذون مواقف معادية تحن بهم إلى باب اليمن وأقاليمها، المشروع الذي عفى عليه الزمن، وتجعلهم يحيدون بمواقفهم عن أهداف شعب الجنوب وقضيته العادلة، ومشروعه التحرري، وذلك من باب المكابرة والمناكفة العصبية والابتزاز بحثًا عن المصلحة لا غير.

ومن وجهة نظري أن هذا التخندق والمنطق العصبي والمكابرة والحنق لن تطول، وقريبًا سيعودون إلى جادة الصواب، وإن كان على طريقة الوليّ!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص