آخر تحديث :الاربعاء 12 فبراير 2025 - الساعة:01:17:01
المنطقة الأثرية بزنجبار.. وصمت المحافظ عن الباسطين عليها!
عفاف سالم

الاربعاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

ما زالت محافظة  أبين وتحديداً مدينة زنجبار تشهد المزيد من التوافد لأفواج من مهمشي تعز الذين قاموا بالبسط عل المنطقة الأثرية وأوشكوا على الإجهاز عليها تماماً في ظل صمت و تخاذل الجهات المعنية والسلطة المحلية الممثلة بمحافظ المحافظة.

 وكما هو الشأن بالبسط على الكثير من المرافق و المؤسسات الحكومية من قبل أشخاص بحجة التضرر من الحرب  والمطالبة بالتعويض اللازم،  وهي الحجة التي يلجأ إليها هؤلاء لتبرير فعلهم المشين بحق مباني أعدت للمصالح العامة رغم تعرض غيرهم لأسوأ مما تعرضت له منازلهم.

  فضلاً عن ادعاءات باطلة لبعض الأفراد الذين وفدوا إلى العاصمة زنجبار من مديريات أخرى تابعة لأبين تلبيةً لإشباع شهية الفيد وأعقب ذلك أيضاً التوافد من قبل جماعات للقيام  بالبسط، وامتدت المطامع إلى العاصمة عدن وبنفس الحجج الواهية، مستغلين نكبة المتضررين.

ولم يتوقف الأمر على أبناء المديريات التابعة لمحافظة أبين فحسب؛ بل تجاوزه، حيث تم البسط على المنطقة الأثرية الواقعة شمال زنجبار  بالكامل من قبل أفواج تعز الذين تداعوا - و مازالوا - وتم الإجهاز عليه تمامًا وما (حد أحسن من حد).

 

وكنا قد أشرنا في مقال سابق أن المسألة كانت قد بدأت بنصب العشش المؤقتة للراحة من شعثاء السفر ومشقته تلاها قيام بعض المنظمات بتسجيل هؤلاء الوافدين على أنهم من النازحين العائدين وبالتالي تعهدتهم بتوفير منازل خشبية (صنادق)  لهم لتصبح الإقامة دائمة، وتم عدهم مؤخراً من المقيمين وأعطوهم الأولويات على حساب أبناء المديرية نفسها، وهو ما أسهم في جلب المزيد من نازحي تعز ومهمشيها؛ متسبباً في ذهاب الدعم إلى غير مستحقيه، في الوقت الذي يعد من نصاب ومخصصات المحافظة نفسها، وهو ما انعكس سلبًا على بسطاء وفقراء العاصمة.

الجدير أن البداية كانت منذ عودة أبناء زنجبار لديارهم عقب نزوحهم وتشريدهم جراء ما عُرف بحرب القاعدة؛ حيث ترافقت وكأن الأمر قد خطط له و تزامنت العودة بنزول هذه الأفواج في نفس التوقيت!.

ومن حينها راقت لهم الأمور وتعززت مؤخرًا بالمزيد منهم باعتبارهم نازحين جدد واعتمادهم من قبل المنظمات كواصلين للتو.

نعم؛ حدث هذا فعلاً ووجدنا عددًا من عديمي الضمير والذمة من العاملين بالمنظمات يعززون ذلك الحرمان لأبناء المحافظة البسطاء بتسجيلهم ومنحهم نصيب  الأسد من الاعتمادات، وطبعًا على حساب أسر مدقعة في الفقر إلا أنهم يوزعونها و كأنها هِبات منهم!.

 

الجدير والمؤلم و المؤسف حقاً أن  تواجدهم المكثف في منطقة كود  الخاسفين قد شكل  طمسًا لمعالمه الأثرية، حيث يهمون حالياً بتشييد البناء عليه بمنازل حجرية وتقاسمه وكأنه ملكية شخصية يحق لهم العبث بها.

المنطقة التي حيكت حولها الأساطير التي توارثتها الأجيال تئن اليوم ولا حياة لمن تنادي.

الجدير أن منطقة "كود الخاسفين" كانت منطقة محظور الاعتداء عليها والبناء فيها، وظلت المنطقة على حالها وتم الحفاظ عليها إلى مدة قريبة. فجميع من تعاقبوا على قيادة المحافظة قد تعاهدوها بالحماية وحظر السكن فيها بل وفرضت حراسات أمنية حين تمت محاولات الفيد ومنع الاستيلاء عليها بشباك تسوير للمنطقة إلا أن شهية  الفيد ابتلعت الشباك وفتحت الباب على مصراعيه للوافدين للإجهاز عليها.

نعم؛ كانت منطقة الكثيب خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، غير أنها كانت جهودًا عقيمةً - من وجهة نظرنا - لأنها لم تعزز ببعثات للتنقيب واقتصر الأمر على الحماية فقط وأُنفقت إمكانيات و موازنات كلها ذهبت أدراج الرياح إذ لم تثمر ما يؤكد الجدوى من الإبقاء عليها.  نؤكد على ضرورة الاهتمام واستثمار المكان للخدمات العامة من: مدارس، مستشفيات، متنفسات... المهم تخليصه من العبث الحاصل اليوم، فحرام عبث تلك  الجماعات بمكان في غاية الحيوية مستغلين غفلة القائمين على المحافظة ولا مبالاتهم والواقع يترجم المذهب، ليأتي بعد ذلك ما يزيد الطين بلة من قبل المهمشين الوافدين من تعز للبسط عليها!..

بقي أن نؤكد أننا لسنا ضد التعاطف مع هذه الفئة لكن ليس بهذه الطريقة المجحفة بحق المحافظة وتراثها الذي تنبه له البريطانيون وأهمل ما تبقى منه اليمنيون وغض الطرف عنه المسؤولون الذين لم يؤكدوا على ضرورة إعادة التنقيب واكتفوا بإبقائها كما هي عليه لتأتي الأحداث المؤسفة بعد ذلك لتجهز على البنية التحتية للمحافظة وتحديداً العاصمة الجريحة التي مازالت تتألم وتدفع الضريبة حتى اللحظة و للأسف الشديد حتى من قبل أبناء المحافظة نفسها الذين أباحوا لأنفسهم الاستحواذ على الأخضر و اليابس فيها.

إننا نأمل اليوم أن تفيق الضمائر من سباتها وأن تؤثر  المصلحة العامة على المصالح الضيقة والآنية وأن تتوحد الجهود نحو الإصلاحات والسعي لانتشال المحافظة من مستنقعات الفساد وبؤره و إعادة الاعتبار للمحافظة المكلومة.

وفي الأخير تحياتي لجميع القراء والشرفاء ولا تنسوا الصلاة على النبي المختار عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل