آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:05:14:04
مبعوث أممي لاستمرار النزاعات!
عبدالله ناصر العولقي

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

لايزال البعض يعلق آمالًا كبيرة على دور المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث الذي يفترض ان يطغى الجانب السياسي على الجانب الإنساني فيه، ومن ذلك المنطلق يسعى للتوصل إلى حل سياسي يضع حداً لهذه الحرب الطويلة التي التهمت ولازالت تلتهم الأخضر واليابس ، وعمت أضرارها جميع مناحي الحياة، وخلقت أزمة إنسانية حقيقية، وبالرغم من الاشتباه بانحيازه للحوثيين، من خلال التحجج بالجانب الإنساني، ذلك ما انجلى أثناء زيارة غريفيث الأخيرة لمدينة الحديدة والتي كشفت مساعيه لإيقاف الحرب وعرقلة إنجاز تحريرها التام بعد وشوك معاركها على الحسم لصالح الشرعية.

فوجهة النظر الشائعة بين غالبية الناس تصب في إثارة الشك والريبة حول مواقف مبعوثي الأمم المتحدة إلى اليمن السابق منهم واللاحق، فقد سبق وانتٌقِد في بعض المنابر الإعلامية دور المبعوث الاممي السابق لليمن والذي كلف للقيام  بالوساطة بين الأطراف السياسية بعد قيام الثورة في 2011م جمال بن عمر ، واشتبه بدور غامض قد يكون قدم عبره خدمات غير مباشرة في دعم التمرد الحوثي أثناء انقلابهم على السلطة الشرعية، ، والجميل هو تأكيد بن عمر المتكرر ووصفه لسهولة حل الصراع، بإطلاقه بقوله : "ستكون اليمن نموذجاً لحل النزاعات!" . بينما نزاعاتها لم يستطع هو على حلها ولا من جاء بعده وخلفه بمهمة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ولن يتمكن المبعوث الحالي غريفيث الذي عيّن خلفاً لولد الشيخ أيضاً، فكلهم على غرار واحد، طالما أن المراد لهذه الحرب الاستمرارية والمراد أيضاً عكس ما أكده بن عمر وهو أن تكون اليمن نموذجاً في استمرار النزعات الطويلة!.

من المرجح أن جميع مبعوثي الأمم المتحدة إلى اليمن عندهم الكفاءة والخبرات الطويلة والحنكة السياسية ولا يقتصر فشلهم في أداء مهمتهم على قصور وعجز في قدراتهم الشخصية، وإنما في عدم جديتهم لتحديد مسار لحل سياسي فاعل ومدعوم بوسائل ضغط صارمة،  وذلك لم يأتِ من فراغ أو نتيجة لخداع الحوثيين وعدم مصداقيتهم وتسليمهم بحل سلمي وإن كان ذلك ما بدر منهم بالفعل من قبل الحوثيين ، ولكنه جاء بناءً على تراخٍ واضح من قبل المبعوث الأممي الذي لم يظهر نوايا صادقة ومواقف جدية نحو إنهاء فتيل هذه الحرب، كما يستشف من مواقف مبعوثي الأمم المتحدة، أن ما يقومون به هو تسويف وإطالة لأمد الحرب والسماح باستمرار لهيبها، وكل ذلك من باب الطاعة وتنفيذاً لرغبة الأمم المتحدة والتي تقف وراءها الولايات المتحدة الامريكية فهي من تقود العالم لرؤية، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص