آخر تحديث :الخميس 13 فبراير 2025 - الساعة:13:36:12
إلى (هادي) قبل السقوط
عبدالله جاحب

الخميس 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

انتهي الدرس ولم يعد هناك مجالًا لتكرار فصول المشهد والمحتوى , ولم تبقَ إلا أشلاء متناثرة في زوايا وأركان الوطن المتهالك أصلا قبل هبوب العاصفة التي ساعدت على إشعال نيرانها (السياسية) و (الاقتصادية) .

انتهي الدرس , ولم تعد تقوى حتى على النهوض من مقعدك إلى دورة المياه ، ووصولك إلى قضاء الحاجة يتطلب إذنًا يمر من فنادق الرياض إلى أبوظبي ويخطط ويكتب بحبر وقلم ظل "الرئيس", المتخفي في ثناء ودهاليز "مكتبك" أداة وعصا "أحمر" الشمال ومرشد الإخوان .

انتهي الدرس , وأصبحت محاطًا شمالاً وجنوباً ومكبلًا بقيود الهيمنة والتبعية والكل ينهش فيك وأنت لا تستطيع أن تحرك ساكناً وأصبحت فريسة المراهقين.

انتهي الدرس , بعد أن جعلت " الوطن " مسلوبا مخطوفا لرغبات "إيران" ونزوات "الرياض" ومطامع "أبوظبي"..

انتهي الدرس , ياهذا بعد أن أصبحوا سكان الكهوف والثغور بين الفلل والقصور , وبعد أن أصبح من كان في المنبر والمسجد ويوزع قطمة السكر ويغلط في يوم الفرز عند صندوق الانتخابات من أجل الظفر بكرسي (مديرية) أو (عزلة) أو (قرية) على كرسي الوزارة يتدحرج ويتقلب بين فنادق الرياض ومراقص القاهرة.

انتهي الدرس , يا "هادي" ومن كان طفلا رضيعا في عالم السياسية يصارع وينهش في جسدك من أجل أن يتربع على عرشك ويحتل مكانك , ومن كان يبحث عن أبواب المسجد اليوم يبحث عن طريق وباب كرسي "الحكم" .

انتهي الدرس , ولم تعِ أنك على شفى خطوة من السقوط إلى الأمام أو إلى الخلف كل الخطى تؤدي بك إلى هاوية " السقوط " ومن حولك يتنمى سقوطك اذا لم يدفع بك في غفلة.

انتهي الدرس , والقوم ينهشون في الوطن وكل فئة تؤدي صلاة "أجندتها" ذاك "الخميني" في صنعاء , وذاك "أردوغان " في مأرب , وذاك المراهق وورع "الرياض" في المهرة وذاك "زايد" في عدن , الكل يؤدي صلاة "العبودية" و "الهيمنة" و "التبعية" على تراب الوطن .

انتهي الدرس , وقد بلغت من العمر (72) وأكثر من ذلك وأنت مشغول بالبحث عن تصريح قضاء الحاجة من أجل الوصول إلى دورة "المياه" والتصريح يتدحرج بين فنادق الرياض وأبوظبي.

انتهي الدرس.. انتهي الدرس..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل