آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:20:29:20
آخر الأخبار
كل شيء تبدل!
عبدالقوي الأشول

الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

يحلم من يظن أن الجنوب سيعود إلى باب اليمن ، قطعاً لن تتكرر صورة الإذلال والقهر التي عانيناها لعقود مضت ونحن نجوب شوارع صنعاء تائهين بل منبوذين من قبل الطرف الشريك الذي مارس الغدر بحقنا.

فقدنا وطناً وكنا كالأيتام على مائدة اللئام ، كانت مأساتنا مروعة وحكايتنا موجعة ، لم تشعرنا صنعاء بالانتماء إليها لأننا في الأصل بعيدين عن نسيجها الاجتماعي ونمطها الغريب في كل شيء.

لم نرَ إلا صورة الغدر وأيادي النهب التي طالت كل شيء في الجنوب.. واقع تنوعت معه مآسينا وأحزاننا وتعاظمت تضحياتنا أمام وحشية الطامع الجديد.

هكذا قادنا حظنا العاثر وسوء تقدير ؛ بل وعدم احترام كيان دولتنا الجنوبية وطيشنا السياسي إلى مهادي الردى والبؤس وقهر الرجال الذي تعوذ منه سيد الخلق رسولنا (محمد) صلى الله عليه وسلم.

على مدى سنوات الحرب وما قبل الحرب كنا نعيش في الجنوب حالة حرب منذ اليوم الأول لوحدة النهب والإقصاء.

وروينا الثرى خيرة الرجال بل الآلاف من أبناء الجنوب ذهبوا ضحايا هذا الواقع المرير ومازال جرحنا مفتوحاً ودماء خيرة أفئدتنا تقدم في سبيل الخلاص من ماموث التهمنا باسم الوحدة.

بعد كل ما ساد على أرضنا من ظلم وجبروت ، وبعد كل هذا الجحم من التضحية يأتي الحالمون من أتباع (عفاش) وممن أشركهم في الثروة ليفرضوا علينا معطيات الوهم السياسي بمنحى العودة إلى باب اليمن.

ذلك هو المستحيل بعينه.. فما مات لن يكون بمقدور أحد بعث الحياة في تابوته ، فما بالنا بتابوت الوحدة النتن.

بالمقابل.. أيها الراقصون الجدد من الأتباع على رؤوس الأفاعي ، نقول: صنعاء أيضا لم تعد تقبل جيفكم النتنة لأنكم سببا رئيسيا فيما أصابها من قهر وألم وما لحق بأبناء الشمال عموماً من دمار هو في المحصلة امتهانية جزء من نجاحات عهودكم الميمونة.. بمعنى أدق لا تحلموا بعد كل ما جرى وصار أن تكون صنعاء لكم حضنا دافئا بأي حال .. فدموع الثكالى يترصدون قدوم شؤمكم وهم لكن بالمرصاد.. جرائمكم لن تموت بالتقادم قطعاً.

عهد طاغيتكم الراقص على الثعابين مضى وانقضى ، الحال تبدل ولم تعودوا شركاء في الثروة بأي حال ، ولا يمكنكم أن تحكموا بلداً مارستم على أرضه كل هذا الدمار الماحق.. أنتم الآن شركاء جرم وقتل لا أكثر ، وذاكرة الشعوب لا تنسى.

نعم ؛ تسعون لخلق مجدكم عبر التغني بالوحدة ولم تسألوا أنفسكم بصراحة عن حجم ما ارتكبتم من ظلم بحق الجميع.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص