آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:01:36:08
المهندس أحمد بن أحمد الميسري
محمد ناصر العولقي

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

كان المهندس أحمد بن أحمد الميسري من القيادات الشابة في المؤتمر الشعبي العام ذات الصوت والطرح المتميز الداعي الى تجديد وثائقه وخطابه وتحسين أدائه في قيادة البلاد وكانت أطروحاته جريئة وشجاعة في السعي نحو التغيير وإتاحة الفرصة للشباب في إدارة البلاد .

وعندما قامت ثورة التغيير الشبابية في فبراير 2011م كان الميسري حينها محافظا لأبين ، ويبدو أنه كان له موقف رافض للاستجابة لرغبة عليا  في إسقاط المحافظة أو بالأصح تسليمها الى الجماعات المسلحة التي سمت نفسها بأنصار الشريعة فأصدر الرئيس علي عبدالله صالح قرارا بإقالته يوم الثلاثاء 1 مارس 2011م وتعيين صالح الزوعري بدلا منه ولكن الميسري رفض تنفيذ القرار بمبرر أنه محافظ منتخب ثم أعاد الرئيس مجددا إصدار قرار بإقالته بعد يومين أي يوم الخميس 3 مارس وأصدر قرارا أخر بتعيين الميسري نائبا لوزير الزراعة وبعد أيام سقط معسكر 7 أكتوبر في أيدي أنصار الشريعة ثم سقطت المحافظة بأيديهم .

ولهذا فلا عجب أن نجد الميسري كعضو لجنة عامة للمؤتمر يلازم الحياد في معركة المؤتمر الشعبي العام ضد ثورة التغيير الشبابية ويتقارب منذ ذلك الحين كجنوبي مع القضية الجنوبية والحراك الجنوبي في كثير من الأطروحات والمطالبات الحقوقية والسياسية في ما عدى موضوع الانفصال .

وبغض النظر عن الاختلاف معه في بعض القضايا ووجهات النظر فلا يمكن لإنسان منصف أن ينسى مواقفه المشرفة قبيل وأثناء معارك التصدي للاجتياح الحوثعفاشي الثاني للجنوب عام 2015 م ودعمه ومشاركته في قيادة المقاومة الجنوبية التي توجت بسالتها بتحرير عدن والجنوب من جحافل البغي والعدوان .
إن المأخذ الرئيس الذي يمكن - في رأيي - أن يؤخذ على المهندس الميسري هو قبوله لمنصب وزير الداخلية في وقت هو يعلم قبل غيره أن تعيينه لم يكن لكفاءة وخبرة في هذا المجال ولا رغبة في تعزيز دوره ومكانته الخاصة في الدولة والحكومة وإنما كان هذا التعيين على سبيل النكاية في المجلس الانتقالي الجنوبي وإذكاء صراع جانبي بين الجنوبيين وتوسيع الصدام بينهم لإشغالهم بأنفسهم عملا بقول الشاعر الشعبي الكبير المرحوم أحمد سعيد الصعيدي :

ذي يلبج الحيّة بقطبة منها       
ذي يلبج الحيّة بقطبتها بصير
إن جات توكل ... توكل إلا عمرها       
ون جات تهرش ما تعوّد شي تسير 
ولا أريد أن أكون واعظًا وأتحدث للأخ الميسري بما ينبغي عليه أن يفعله في هذا الشأن ولكني أود أن أشير أخيرا الى ارتياحي للمساعي التي يقوم بها لعقد اجتماع عام لهيئات المؤتمر الشعبي العام في الجنوب آملا أن يسفر ذلك عن إنشاء كيان مستقل للمؤتمر في الجنوب يلم شتات المؤتمريين الجنوبيين ويبعدهم عن موجة الاستقطابات بين هذا وذاك وذلك ويضع لهم مكانة في صالح الجنوب ومستقبله وأمنه واستقراره  .
لا تجعلوا الاجتماع صرخة لدعم زيد وإدانة عمرو بل لطرح رؤية موحدة لكم لدور قادم يخدم المصلحة الجنوبية ويقرب مساعي تعزيز اللحمة الجنوبية  .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص