آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:20:16:12
المعلمون.. المعلمون.. هل من بقايا ضمير عند الحكومة ؟!
محمد ناشر مانع

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

حين أضربَ المعلمون مطلع العام الحالي 2018/2017 م أقامت الحكومة الأرض ولم تقعدها و نثرت خزينة الدولة بالأموال لمواقع من أبواق الإعلام ذي الدفع المسبق ، كان الأحرى بها أن تُقدِّمَ مبلغاً ولو حافزاً للمعلم الذي وصل بهِ الحال إلى أوضاعٍ لم يعد بمقدوره احتمالها ، فالمعلم حين دعا للإضراب كان أكثر وعياً من تلك الحكومة الهرمة ؛ كان بدعوته يريد التذكير ولفت النظر في معاناته لكل الجهات ذات العلاقة سواءً كانت هذه العلاقة مباشرة أو غير مباشرة ، لأنه يعي تماماً أن أي إضرابٍ مفتوح لن يحرك ذرة ضمير عند معدومي الضمائر ! يقول المتنبي :

من يَهُن يُسهَلُ الهوان عليهِ

            ما لجُرحٍ بميتٍ إيلامُ  

فالكتابة عن معاناة المعلم هي ليست بالأمر السهل والهين ، فالموضوع جميل وشائق و شائك و ذات شجون ! ، و التركيز يجب أن يبدأ من المكان الذي يكون فيه الجرح نازفاً ، و هي معاناة المعلم في أهم لحظات حياته و هو القدرة على توفير العيش الكريم له وعائلته  خاصة و الأوضاع الأليمة العامة التي يعيشها المعلم قد ألقت بظلالها على كاهل جهوده وعظيم مهنته و على أثره المحمود ، فالجميع يعلم أن أجر المعلم اليوم وصل في تراجعه المتسارع والمخيف بين 80 دولار إلى 165 دولار ، و قد كان في السابق فقط - مع العلم أنه كان ضئيلاً - يتراوح بين 166 دولار و 290 دولار ، لكن بالتأكيد إن لكل محنة نهاية ، و التفاؤل يجب أن يكون سيداً لكل المواقف باعتبار أن التفاؤلَ واحدٌ من أهم أعمدة الاستمرارية في العيش المستقر ، و المعلم باعتباره يدرك مهنته بأنها أخلاقية وقيمية و بالتالي فهو يجتنب أن تكون ردود أفعاله ستعرض مهمته و مهنته و رسالته الإنسانية النبيلة للتشويه والضرر ، ومع استمرار الحال فإن المعلم مثلما نال في عمله أجمل الصور وأطيب الألقاب و منها "الشمعة التي تحترق لتضيء الآخرين" ، فإنه سيجد نفسه لو استمر به الحال - و هذا ما لا نتمناه - سيجد نفسه بين المطرقة و السندان .. لا نرجو أن يكون المعلم بين أحد المصيرين إما احتراق كالشمعة و إما بين المطرقة والسندان ..

أملنا أن تتعزز أجور المعلم في الوضع الاستثنائي الصعب الذي نعيشه ، وحين تأتي دولتنا في الجنوب فإنه يقع عليها فتح هيكلة و استراتيجية تمنح للمعلم كرامته و كيانه العالي و الوقور في المجتمع ، و ليعود بالفعل شمعةً تنير دروب الأمة مقابل احتراقها ، لأن أجور المعلم في كل دول العالم هي الأعلى ، ففي روسيا مثلاً يزيد أجر المعلم عن سائر الموظفين ثلاث مرات ، وهي كذلك في كثير من البلدان التي حققت قفزات متقدمة في مجتمعاتها اقتصادياً وثقافياً و علمياً وصناعياً ..

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص