آخر تحديث :الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة:22:45:48
إلى متى يا عـــدن ؟!
جهاد عوض

الاثنين 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

إلى متى  تبقى عدن من دون محافظ  أو ربان يقودها إلى بر الأمان ؟!

إلى متى والناس على أمل وانتظار أن يُعيَّن الرجل المناسب لها الذي يتعامل ويتفاعل بإيجابية معها, وأن ينسق ويرتب أمورها, ويحفظ مكانتها وكرامتها ؟!

تمر الأيام والشهور وحالها من سيئ إلى أسوأ, تترقب وتتعجب للمصير المجهول الذي يساق لها .. 

عدن المدينة العريقة بتاريخها وتراثها, بعاداتها وتقاليدها, بثقافتها وناسها الطيبين .

عدن حاضنة اليمنيين وحاضرتهم, بكل فئاتهم ومناطقهم, بمذاهبهم وألوانهم .. مدينة الأمان والسلام.. الكل يجمع على حبها والشوق لها, على الإخلاص والوفاء لها, من أبنائها والوافدين لها على حد سواء..

 عدن التي يتغنون بها, ويذرفون الدموع في أحيان كثيرة عليها, وهم في الحقيقة هدامين لها, مدمرين كل جميل فيها ، جعلوها ميداناً وساحةً لصراعاتهم ونزواتهم المريضة, لحقدهم الأسود المدفون في صدورهم .

بالأمس واليوم, وهم يصفّون حساباتهم فيها ، الصغيرة والكبيرة منها ، ينفذون أوامر ومخططات أسيادهم على أرضها, متناسين ومتغافلين أنهم ولِدوا وترعرعوا فيها, وأنها احتضنتهم وآوتهم ذات يوم بعد أن لفظتهم مدنهم وشردوا من قراهم ومدنهم, احتوتهم وشملتهم بحنانها وعطفها, بعفوها وتسامحها .

يردُون لها الجزاء والإحسان بأسوأ منه, يحاولون أن تكون مدينة من غير محافظ يرتب بيتها, وحاكم يضبط وينظم إيقاعها, مدينة من دون ملامح وهوية, أو مستقبل وتطوير لها وأبناؤها يتصارعون ويتخاصمون كالأقزام على من يمثلها, وأنه الأحق والأجدر من سواه بها, يختزلها ويطوي سجلها وتاريخها الحضاري والإنساني في شخصه وتياره الذي يميل وينتمي إليه..

عدن يا قوم أكبر وأغلى من أشخاصكم وأحزابكم ..عدن يا قوم لا تستحق عبثكم ونزقاتكم, فأنتم زائلون وهاربون ذات يوم منها, كما مَن سبقكم مَن خان وتخلى في أشد الظروف عنها.

عدن عصية على من يشوهها ويزعزعها, وهي باقية وشامخة كشموخ جبل شمسان فيها, فاختاروا وقرروا .. أن تكونوا منها وإليها, أو اتركوها وارحلوا بعيداً بعيداً عنها ..

فعدن ستبقى حاضرة بكبريائها ومبادئها, وملهمة على مر الزمان والمكان لأبنائها وساكنيها, لأنّه ببساطة قلوبهم تنبض بحبها, وأرواحهم  ترفرف في شوق دائم لها وللُقياها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص