آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:01:15:00
هل عجزت سلطتنا عن كشف حقيقة من يقف وراء أزمة الوقود ؟!
محمد علي محمد احمد

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

ربما يستغرب القارئ الكريم من عنوان هذه السطور ويسخر من كاتبها لأنه فهم من مفردة السلطة أن المعنيّ بها الحكومة والدولة (الرشيدة) ! .

وحقه في ذلك أن يسخر بملء فيه ، كيف لا وهي - أي (الحكومة) - يدار كل شيء بعلمها وتحت إشرافها ، وحتى لا نكون قساة في الحكم عليها فلنقل عبر أدواتها وسماسرتها ، وللأسف مهما تحايلت وتوارت تظل سوءتها عارية ، وجريمتها ضد المواطن مفضوحة .

لذلك وحتى أريح صاحب السمو والفخامة والسيادة المواطن الأكرم ..

أقول له : إني لا أعني بـ "سلطة الحكومة" في عنوان هذه المقال ، فـ "الكلام" عنها يعد مضيعة لـ "وقت" فخامتكم وتضليل للحقيقة والعدالة وتخديركم بـأروع الأقوال دونما أفعال .

 

فخامة المواطن ..

إن مقالي المتواضع هذا أوجهه للسلطة الرابعة (الإعلام) التي وإن أصابت بعض أصحابها لعنة الولاء المقدس للمال والسلطان ، وانتشر في بعض أجزاء جسدها وباء الوهن والخذلان  ، إلا أنها لا تخلو من رموز وشخصيات ظلت وستظل نصيرة وخادمة لـ فخامة المواطن الغلبان .

إليكم أيها المحاربون الأبطال وأصحاب الأقلام الشريفة والكلمة الصادقة ، رواد الفكر والأدب الحر والسياسة وصنَّاع القرار .. لا أظن بعد كل هذا المخاض الذي عاناه المواطن في كل جوانب حياته من تدمير بشكل منظم وليس أمراً عارضاً ، فأزمة الوقود التي استفحلت وأصبحت خطراً محدقاً يهدد كيان المواطن في ظل تراجع مخيف وانسلاخ رهيب لمقومات الحياة المدنية ورفع غطاء النظام والقانون الإنساني وحماية حقوقه الآدمية ، والتي أصبحت مهددة بالانقراض ، وإعادة إنتاج الإقطاعية والعبودية من جديد .

نعم أيها السادة ..

حين لا تتحكم ما تسمى بـ (الدولة) بأهم الموارد والقطاعات الاقتصادية كـ (الوقود) وتتلكأ بالابتعاد عن المسؤولية والهروب .. حين نرى إفراغ أكبر صرح اقتصادي عملاق كـ "شركة مصافي عدن" وتجريدها من قواها ومهامها وإذلالها وإخضاعها وإهانتها لتصبح وعاءً لفضلات شرذمة متنفذين وشلة مسترزقين ..بعد أن كانت شعلتها تتلألأ عزة وتتوهج كبرياء، وبعد أن كانت تتهافت إليها البواخر من أفريقيا وآسيا وتتودد طلباً في تكرير نفطهم الخام طمعاً في الحصول على أعلى جودة في النقاء والصفاء .

إلى متى سيستمر هذا التدمير الواسع لكل عوامل القوة وأسباب البقاء والمحفز للبناء؟، ولمصلحة من؟!

وإلى متى السكوت وعدم كشف المسبب الرئيس والداعم والمخطط لمحو تاريخ الأمة وميراث الأجيال؟!

ما الذي يمنع من إعادة تفعيل دور المصفاة وتاريخها الناصع بالمنجزات وحاضنة الآمال؟!

واليوم ومع استمرار غياب وتغييب (الدولة) وصمت شريحة كبرى من الناس - سيما النخب منهم والنجباء- سمح ذلك بتمدد محور الشر وبتسهيل وضيع من عبيد العبيد للأنــذال في طول وعرض الجنوب الذي تحرر من المحتل لأرضه ، ثم أصبح عبداً لمستبد يتحكم بـ لقمة عيشه وقوت أولاده ويهدده ويتوعده .. فمتى شاء أعطاه ومتى شاء منعه ! .

أي حياة تلكم التي ترتهن لصعاليك ونحن شعب عرف عنه الأنفة والإباء؟!

يتمدد ويتمدد ذلكم الأخطبوط الذي جاء من مستنقع الحقد والظلام ليُسقِط كل صرح شامخ ويخرِّب كل مشروع ناجح ، وها هي اليوم شركة النفط الوطنية في العاصمة عدن .. هذا الصرح العظيم والمَعلَم المتجدد والمتأصل في تاريخ مدينة عدن الصمود على مر العصور والذي ظل وسيظل جزءا لا يتجزأ من روحها وعنفوانها ..

ها هو اليوم تستهدفه أذرع الأخطبوط بحقد وخبث لتنفث سمومها فيه و تنقضّ عليه كما فعلت بكل عناصر القوة الاقتصادية في عدن ؛ بل ويعملون على خلق الخلاف بين عمال تلك الجبال الشاهقة في سياسة ممنهجة وقحة لكسر العظم وشراء الذمم ، وللأسف الشديد وفي مشهد مؤلم نرى الأخوة والزملاء في الشركتين التوأمتين يتراشقون باتهام بعضهم بعضاً وهم جميعاً والمواطن ثالثهم ضحية جلاد واحد ، مع أن المواطن أصبح أكثر إدراكاً منهم في فهم حقيقة الأمور ، والعجيب أن كل فرد من موظفي الشركتين في الأصل (مواطن) ! .

ولكم أن تروا كيف أن من يسعون لتدمير الشركتين العملاقتين "شركة مصافي عدن" و"شركة النفط الوطنية" عمدوا لاختيار عناصرهم الفاسدة في فترات سابقة تعد من أهم الفترات لإدارتهما المنسقة بين المصفاة وشركة النفط ولفترات محددة سلفاً ؛ أي أنه يتم تعيينه في مركز القرار فترة في المصفاة ثم فترة أخرى في شركة النفط الوطنية  ، وهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة ، في خطة محكمة لتدمير الشركتين بشكل دوري وبالتناوب ! ..

كل ذلك لا يقوم به شخص بعينه ولو بلغت خزائنه مال قارون كما يراد أن يصوروه لنا بذلك التهويل المضحك السمج ، بل إنه ومن فرعنوه ما هم إلا أداة من أدوات منظومة  متكاملة متخصصة في إدارة الأزمات والتدخلات..

فحين تجد أمةً عن حقها تقاعست .. و بـ ثروات أرضها الغنية فرطت .. ثم بعد الضياع والتيه والغفلة أفاقت .. وإذا بهم قد أصبحوا كـ وحوش ضارية هالكة الأبدان ..

حشرتهم في غياهم الهم والحرمان ..

فألقت لكل واحد منهم سكيناً ..

وأخرجت لهم عجلاً مشوياً ..

مزيناً باللوز والحبهان ..

وقالت لهم أخرجوا أيها القطعان..

فتدافعوا نحو بعضهم قتلاً وعدوان ..

فماتوا جميعاً بين مطعون وجوعان ! ..

وعاد العجل الشهي كاملاً كما كان ..

فلا أشبعوا جوعهم ولا عاشوا بأمان !

 

فهل ننتظر من سلطة القلم واللسان ..

أن تفتح الملف لتبدأ بمضمون العنوان ؟

وتسرد الحقائق للمواطن بالدليل والبرهان ..

فينعم بعد طول عذاب بالأمن والأمان..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص