آخر تحديث :الاربعاء 12 فبراير 2025 - الساعة:01:17:01
للتحالف والشرعية والانتقالي .. ما بعد عاصفة عدن؟!
علي بن شنظور

الاربعاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

في مقالي السابق 31 يناير أشرت إلى ثلاث أوراق موجهة للأخ الرئيس وللتحالف والمجلس الانتقالي.

 وأوضحت في الرسائل الثلاث أن استمرار الخلاف بين الرئيس والأشقاء في الإمارات يعني استمرار الأزمة .. فالرئيس مهما اختلفنا  معه يبقى الرئيس الشرعي المعترف به دوليا ، والسعودية والإمارات تعملان بطلب منه.

لذلك نصحنا بضرورة إنهاء  ذلك الخلاف لأنه ينعكس على الداخل سلبا فيكفينا الصراع القائم فلا تضيفوا له صراعا إقليميا جديداً .

كما أشرت أن فشل التحالف في تحقيق نجاحات في الجنوب للاستقرار والبناء ؛ يعطي الحق للجنوب ولو من باب الإحاطة للأشقاء وللعالم للبدء في خطوات إعلان استقلاله ، أو البحث في حلول سلمية أخرى مع الشمال تضمن أمن اليمن والمملكة السعودية ودول الخليج  وإن كان في ذلك صعوبة لكنه سيصبح حلاً لا مفر منه ؛ حتى لا يصحو الجميع على وطن مدمر  دون أي أهداف وطنية محققة .

 لذلك ومع تقديرنا لمساعي الأشقاء وإيقافهم المواجهات التي حدثت في عدن وحقن الدماء ، فإن الواقع يشير إلى أن الحرب توقفت غير أن خطر تكرراها لم ينتهي بعد ، فالوضع هش والحل غير واضح حول وضع الجنوب في هذه المرحلة ، ولم تُظهر النتائج حتى الآن قدرة أي طرف على تحقيق سيطرة كاملة في عدن على حساب الطرف الآخر كما كانت الأنباء تتحدث عن سيطرة بعض فصائل المقاومة والمجلس الانتقالي على عدن.

فبرغم أننا كنا أكدنا سيطرة الانتقالي بحكم  الواقع وطالبناه بتحمل المسؤولية والانفتاح على الجميع ومازلنا على ذلك الطلب ، فيظهر لنا أن الإخوة في الانتقالي عليهم ضغوطات أفقدتهم بعض ما تحقق أو أن تقديرهم للموقف كان خاطئا ومستعجلا ، فنحن دائما نلتمس العذر لإخواننا وإن لم يكن لنا علاقة مباشرة بالمجلس ولكن علاقة النخب مع بعضهم يفترض أن تظل ولو غير مباشرة في إطار الوطن الذي يهم الجميع .

بالنسبة لنا ومن وجهة نظرنا فإنه أمر طبيعي أن تعود الحكومة لعملها، أو تأتي حكومة جديدة، أو أن تعاد بعض المواقع كما كانت عليه قبل 30 يناير بضغط خليجي ، إذا أدركنا أن الجنوب كما قلت في مقالي السابق تحت الفصل السابع والشرعية كذلك ، ولكن فقط حاولنا أن نرى مدى جاهزية إخواننا في قيادة الانتقالي حتى لا يزايد البعض علينا .

فماذا لو أن الجميع اندفعوا للمواجهة وتم إسقاط دار الرئاسة في المعاشيق وكل مفاصل الشرعية في عدن ،هل كانت هناك خطة لإدارة عدن والجنوب بالتنسيق مع التحالف والرئيس؟! أم يثبت الواقع أن الذين طالبوا بالتمهل والعقل كان لهم ما يبرر مخاوفهم ومحاذيرهم؟!

 

أقول وبعد انتهاء كل ما حدث وخروج عدن بأقل الخسائر  وفي ضوء المتغيرات الحالية ، بات من الواجب على دول التحالف أن تتعامل بآليات جديدة تخدم استقرار الجنوب وتحقيق السلام الدائم ولمّ شمل الجميع بعد طول سنوات الحرب في اليمن وتفعيل التصالح داخل الخليج ، والتصالح بين الرئيس والإمارات ،والرئيس والمجلس الانتقالي ، وبين الانتقالي وبقية القوى التي تشعر أنها أُقصيت من هيئات المجلس الانتقالي وهذه النقطة الأخيرة نتوقع أن يقوم بها قادة" الانتقالي" إذا كانوا حريصين على أن لا يفقدوا دور تلك القوى خاصة وأنها تمتلك ورقة مهمة أغفلها المجلس الانتقالي ولا أُريد الحديث عنها فلديهم من الخبرات ما يكفيهم.

إن الواقع الذي أفرزته الأحداث المتتالية في عدن والجنوب مثّل بعض الخسائر للقوى التي كانت تراهن على الاقتتال الداخلي ، كما أن بعض الأحزاب - على سبيل المثال (الإصلاح) - يخلق لنفسه كراهية بدون دواعي لها بسبب تشدد بعض قياداته والموالين له ، فبرغم أنه تجنب الدخول في أي مواقف رسمية خارجة عن مواقف الرئيس كما اتضح من بيان أحزاب الشرعية باستثناء الاشتراكي الذي أصدر بيانه لوحده, إلا أن بعض وسائل الإعلام المحسوبة عليه أظهرت عدم حصافتها في خطابها وتعاطيها مع الأحداث وتشنج إعلامي مبالغ فيه عكس المؤتمر الشعبي العام .

فهل يراجع الإصلاح تلك السياسة الخاطئة مع الجنوب خاصة وأنها تربطه علاقات جيدة مع السعودية والإمارات ، أم سيستمر على مواقفه ؟! .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل