آخر تحديث :الاحد 02 فبراير 2025 - الساعة:12:29:15
البارحة نجونا بلا بطولة
د. قاسم المحبشي

الاحد 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

 

عدن هي المدينة الوحيدة في العالم التي يلعب الناس فيها مع الموت والخطر كل يوم!

البارحة ذهبنا في زيارة عائلية لتوديع عائلة الصديق العزيز ابو علا اليزيدي في المدينة الخضراء، ذهبنا عصرا وجلسنا في فلا بالغة الفخامة والأناقة قل نظيرها في عدن أشتراها المرحوم عبدالله عثمان بن سبعه ابو خالد من حر ماله قبل أكثر من عشر سنوات من محافظ سابق. كنت مع مهيب ابن أخي وعائلتي، الجلسة هناك في الهواء الطلق تحيط بنا الأشجار الوارفة الظلال أنستنا الحرب والوضع العام. جلسنا هناك حتى السابعة والنصف وانطفت الكهرباء، ثم قررنا العودة الى خور مكسر، فقيل لنا عليكم بطريق جعولة أو طريق العلم الساحل، خياران أحدهم أمر من الأخر لاسيما والبنزين في السيارة على وشك النفاد، أخترنا طريق العلم الساحل، كان مهيب يقود السيارة وكنت انا بجانبه، وكانت سيارتنا الوحيدة التي تسير في ظلام الصّحراء، الأجواء كانت موحشة وحالة الحرب تبدو مخيمة على المدينة، توكلنا على الرحمن الرحيم ومشيتنا الى منتصف الطريق، ووجدنا هناك نقطة حراسة فيها جنديين بالزي الرسمي، سألناهم عن الطريق المتاح الى خورمكسر، فردوا علينا بصرامة " لا نعرف نحن اتينا لتونا الى هنا" قررنا البحث عن طريق مأهول بالسيارات فنعطفنا باتجاه الشيخ عثمان، وهناك أحسسنا ببعض الأمان، سلمنا على بعض أقاربنا في عمارة بجنب ملعب ?? مايو واستأنفنا عملية البحث عن طريق الى خورمكسر، كنا قلقين من تداعي الوضع، وجدنا محطة في جولة سوزوكي فيها بنزين من النوع الغالي فترسنا السيارة، أشار علينا مهيب بالسير بالخط البحر الجسر لانه أكثر أمانا، قلت له من هنا أقرب يا ابني توكل على الله وكانت سيارة أجرة أمامنا تسير في خط العريش الساحل، مشينا وراءها ولكنها لم تكمل السير، وبينما كنا نقترب من خط الساحل بالظلام انهالت علينا بعض الرصاص دون أن نعلم مصدرها كنا وحدنا في الخطر وكان مهيب يسوق بسرعة جنونية، والحمد لله قدر وألطف ولم نصب بأذى بلغنا العريش ووجدنا هناك شباب في جولة الرحاب وباصات ركاب نصحنا الشباب بإطفاء انوار السارات، واجتياز الجولة بسرعة حتى لا يطلق النار علينا من جهة مقر الأمن المركزي! مهيب ابن اخي أعاد تكرار التفكير بخط الطريق البحري الذي بدأ لنا بعيدا جدا! بينما كنا على بعد خطوات من بيتنا، قلت له توكل يابني وامشي بعد الباصات وأطفئ الانوار مثلهم، فكان أن استمع الكلام وداس على البنزين بالظلام ومشى فوق بعض الأحجار التي كانت ملقاه في الخط العام، والحمد لله وصلنا البيت وحرمنا الخروج منه بعد الآن حينما تكون عدن في حالة حرب! وفِي البيت كانت أصوات القذائف قريبة مننا ولكننا لم نشعر بالفزع كما كنا خارجه! كانت أمي تتضرع الى السماء بمرور هذالليلة العصيبة على خير وسلام ونحن نررد بعدها آمين يا أرحم الرحمين ... آمين ... آمين. اليوم ذهبت الى الكلية لتفقد الأوضاع ووجدت قائد الحراسة علاو الردفاني وطمئني بأنهم لم يسمحوا لأحد بالدخول فيها، شكرا للشباب الذين يسهرون على حماية المؤسسات العامة في المدينة وفِي انتظار المولود الجديد اللهم أجعله خير يا ستار يا رحيم!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص