آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:21:26:00
الشرعية..والعودة لنقطة الصفر..!
عدنان الاعجم

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

ينبغي على الشرعية أن تعلم أن الهروب من الحرب الحقيقية إلى حروب جانبية وعبثية، لن يغير من الأمر شيئا، فهناك حرب ومن الضروري من منتصر ومهزوم فيها، وهذا هو مفهوم الحرب، والشرعية جزء من النظام الذي ظل ثلاثة وثلاثين عاماً، دونما سعي منه لبناء دولة حقيقية، واتضح مؤخراً أن ذلك النظام هش للغاية، وأنه لا يقوم إلا كتشكيلات وهمية في رؤوس وإعلام أصحابها، سيسقط في أول عاصفة، وهذا ما حدث فعلاً لنظام صالح الثلاثيني، ففي حرب 94 التي شنها نظام صالح على الجنوب أنتهت الوحدة السلمية، وظن الرجل أنه بالقيام بالاستيلاء على السلطة ومراكز القرار، يكون قد انتصر، ولم يقم بأي عمل حقيقي يعيد ولو بعضا من الشراكة الحقيقية، إنما ظن أن الوحدة مجرد لعبة، بدايتها الإقصاء وإزاحة الشركاء، ونهايتها القوة، واستمر باللعبة على هذا المنوال، ولم يفهم أن اللعبة دائمًا لا تحتكم للاعب واحد، وأنها قد تكون بين فريقين متوازنين في الكفاءة كل واحد يخرج أفضل ما عنده، لتعميق الوحدة والتلاحم والتنمية وردم الهوة الحادثة بين الشعبين الشقيقين المتوحدين، وبدلاً من أن يتم ردم التصدعات، تم صناعتها، والقيام بحل المشاكل بطريقة الكنس إلى تحت السجاد، دونما فهم من أن ما يقوم به، ليس إلا تأجيل المشاكل والصراعات، وتغيير توقيت انفجار القنبلة الموقوتة، حتى انفجرت وكان انفجارها مطعما بشظايا قاتلة، كان هو أول من احترق بنارها، وهكذانأخذ العظة والعبرة والدروس للمستقبل، وعلى الشرعية أن تفهم هذا المبدأ، فكل المؤشرات تؤدي بالشرعية إلى خاتمة مشابهة لخاتمة صالح، بعد اقصاء الشراكة الجنوبية الحقيقية، والتخلي عن الشراكة الصورية، المتمثلة بتنصيب الجنوبيين واستخدامهم، كحصان طروادة، فما بني على باطل فهو باطل، والبناء الذي يتم بناؤه خطأ، مصيره الهدم، ولكن بشكل مضاعف، وقد لا يسلم الذي يبني البناء، ولكم في صالح عبرة يا أولي الألباب، لعلكم تعقلون.. في العام 2011 أسقطت الدولة ولكن الاصلاح حافظ على النظام عبر رضوخه للمبادرة الخليجية وجعل الأمور نوعاً ما تنحو نحو الركود، بينما في العام 2014 لم تصمد السلطة أكثر من ساعتين في الحفاظ على صنعاء في مواجهة الحوثيين فانهار ما تبقى من مؤسسات الدولة والحال ذاته بانهيار صالح وأركان حكمه خلال يومين إذا أثبت النظام بأنه كان على الورق فقط، لأنه لم يتكئ أصلا على البناية المؤسسية، حتى في داخل حزبه، الذي أصبحت راياته موزعة في كل اتجاه، نتيجة الهيمنة والاحتكام لمنهج السيطرة والربط بالأشخاص لا المؤسسات، واليوم تحاول الشرعية الضعيفة إعادة السيناريو ذاته، بل وبنفس الممثلين، وتريد أن تحقق نتائج مختلفة، والنتيجة معلومة مسبقًا وإلى أين ستتجه، فهي تراهن على قوتها في الجنوب وهي لا تحمل تلك الصفات والا لما كانت ثلاثة أعوام لم تحرر محافظة واحدة. وينبغي على الشرعية ان لا تستمر في الإقصاء أو تفكر في أبعد من ذلك فمصيرها لا يزال على كف عفريت، وأنني أراها لا تعود إلا لنقطة الصفر، وسيدفع اليمنيين مرة أخرى ضريبة مؤلمة، كما يدفعونها حاليًا والعاقل من يتعظ ويتعلم ويفهم الدرس مجددا، وقبل أن يقع الفأس في الرأس، وهذه نصيحة بألا يتم استخدام الأدوات والطرق ذاتها للوصول إلى نتائج غير ما وصلت إليها شرعية صالح المزعومة سابقًا، ولقد كانوا أكثر قوة ومنعة ونفيرا؛ لكن سيل العرم يتكرر كحكمة يمنية لشعب لم يفهم بعد مغزاها.. وبالله الحول والطول.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص