- نقابة الصرافين الجنوبيين تصدر بيانا هاما
- وزير خارجية بريطانيا: حملة تقويض قدرات الحوثيين في اليمن مستمرة
- منحة مالية جديدة مقدمة من اليابان لدعم الجهود الإنسانية في اليمن
- مركز أمريكي يكشف ما فعله الحوثي بالناشطة سحر الخولاني
- سقوط كبير للريال اليمني صباح اليوم 31 يناير
- أسعار الأسماك اليوم الجمعة فى عدن 31 يناير
- انتقالي حضرموت يدعم إجراءات البحسني لمكافحة الفساد
- ضبط مروج مخدرات بحيازته 30 جرام شبو في مدخل عتق
- الرئيس الزُبيدي يهنئ الشرع بتوليه منصب رئيس سوريا
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
الجمعة 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00
كلمة (الوطنية) التي دائماً ما نسمعها ونقولها ونتغنى بها ونذود عنها وأننا منها وإليها ، هل أدركناها حقيقة الإدراك وفهمناها فهماً صحيحاً بعمق يليق بها ، وأدركنا ما تهدف إليه وما تحمله من معنى ، أم أننا نكرر ما لا نعي ونقول مالا نفعل ؟! .
نعم أخي المواطن .. يا من تنتمي إلى الوطن ، إنها الوطنية التي هي تعني الذود عن الوطن وحمايته بالروح والدم وتعظيمه تعظيماً يليق به ؛ إنه الوطن الذي هو الأم الحاضنة للأجيال جيلاً بعد جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وأن من فقد أمه سوف يصير مشرداً ليس له حضن يحتويه و يشعره بالحنان والدفء؛ حيث أن الشعوب التي تفتقر إلى الوطنية ستعيش بدون وطن ، شعوباً مشردة يتيمة ، وبالتالي فإن موت الوطنية تعني ضياع الوطن وعندما تلهف الشعوب لأغراضها الشخصية وتجعلها هي الغاية الأولى والكبرى حتى وإن كان على حساب الوطن يتمزق يهدم ويسلب و ينتهك ولا يهمهم الأمر، عندها ندرك أن الوطنية ماتت وبموتها يضيع الوطن ويموت وازع الضمير والولاء والبراء للوطن ويصير وازع الانتماءات الحزبية والانتماء المناطقي الضيق بل حتى الانتماءات المذهبية باسم الدين لها دور كبير وأصبح الدين يُسيّس لأغراض تخدم أجندةً وأغراضاً مشبوهة.
وهكذا أصبح الصراع يمزق الوطن وشعبه وكل فئه تدعي الفهم والوطنية وكلٌ يتغنى باسم الوطنية والوطن وأنه هو على الصراط المستقيم والطريق القويم لحماية الوطن ، وبالتالي فإن هذا هو حالنا في وطننا الحبيب وفي الأقطار العربية عامة. وصار صراعنا إلى الفشل ووضعنا وحالنا بالفشل حتى تفكير كل فئه وكل حزب وكل انتماء يهدف تفكيرها إلى الفشل ؛ لأن الهدف من كل الصراعات التي تعشقها عقولنا الضيقة هي الهيمنة وأعراض مادية ومصالح شخصية وأغراض حب النفس وإشباع رغباته ، وليس هو الهم والغاية التي تحمله كل هذه الولاءات والانتماءات فليس همهم الوطن وكيف نعظمه ونمجده ونرفع رايته والذود عنه والحفاظ على ممتلكاته وممتلكات شعبه وغيرها من الولاءات الوطنية التي تحمل هم الوطن .
أليس من الواجب على كل هذه الانتماءات أن تعي وتدرك حقيقة الإدراك وتتعلم من غيرها كيف صاروا وإلى أين وصلوا بتقدمهم في جميع نواحي الحياة ؟! ألسنا شعوباً نفهم وندرك ونعقل مثل تلك الشعوب التي تقدمت وبلغت الآفاق بالرقي والتقدم والرفق بيننا وبينهم ؟!، أليس من حقنا كشعب أن نفكر بأن نسود الأمم ونكون نبراساً لهم ؟! ؛ لماذا نعشق دائماً أن نكون خلف الشعوب غير قادرين على العلو والتقدم والرقي؟! .
وكل هذا ليس صعباً إذا جعلنا نصب أعيننا أن الوطن هو أولاً وارتدينا لباس الوطنية الحقيقية ظاهراً وباطناً وليس الوطنية التي ندعي بها ادعاءً، ونترك كل الانتماءات الضيقة مهما كان نوعها وشكلها ولا نعظم أصناماً من البشر مهما كانوا ، ونقول لا للماضي الذي جعلنا أضحوكةً للشعوب وأداةً لهم ونعلنها جهراً وسراً : "نعم للوطن والذود عنه والرقي به.. " ، وإذا لم نصحح المسار الذي عشقته كل فئه وكل حزب وكل شرذمة وكل طائفة وغيرها من الانتماءات المزعجة التي ليس لها من الوطنية إلا لحن القول ، فليس لنا بقاء على ظهر هذا الوطن ولا نستحق أن نعيش فيه فليبتلعنا في بطنه فوطن لا نعظمه ولا نعشق حبه لا نستحق العيش فيه، ليخلق الله جيلاً جديداً يستحق العيش فيه طاهر الفطرة بعيداً من كل دنس الولاءات ، يحمل ويرتدي حب الوطن والوطنية.
وليس من العيب أن نتعلم من الماضي بل العيب أن نبقى تحت وطأة الجهل والتخلف تحت انتماءات خرفة خَرِبة هدمت الوطن وشعبه ولا نعطل عقولنا وفكرنا فلا الماضي انتفعنا به ولا الحاضر أصلحناه.
والله من وراء القصد ، وحسبنا الله ونعم الوكيل..