- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
إن نصب ميزان العدل والانحياز الى الحق شرطان لا يمكن لأي قائد أو رئيس أو ملك كان من كان الوصول الى أهدافه إلا بهما ؛ وحال قرر ذلك القائد أو الرئيس أو الملك التخلي عنهما أو تحييدهما - وإن لبعض الوقت - إلا وفقد مسلك الحق وهُدِي الى غير طريق الرشاد ؛ وله بعدها أن يختار من بين وسائل البطش والقمع والقتل والخداع والغدر ما شاء ضامناً لبقائه واستمراره .
كما أن النصر يُقاسُ كذلك بماهية الخصم وحجم قوته وعدّته وعتاده وطريقة الفوز والضفر عليه ؛ وهو حين يأتي - أيُّ النصر– موشى بصفات الغدر والخيانة والذل والمهانة فلا رُفعت له إذا راية وليته إذا لم يكن ؛ هكذا قالت العرب وبهذه القيم سادت وتربعت وضربت بذلك أروع الأمثلة على مرّ التاريخ وبتطبيقها لتك الخلال والصفات كسرت جيوشهم فرقاً وإمبراطوريات ودكت سراياهم فيالقاً وممالك وساعة أن تركوها واستبدلوها بغيرها صاروا غثاء يتباها شبابهم ويقيم كبيرهم الولائم والاحتفالات بنصر فريق كرة قدم في اقاصي " أسبانيا " التي كنّا لها قروناً أسيادا وملوكا وحكاما .
و بِعرف العرب فإن تلك الصفات لا يمكن إدراجهما البتة في باب " إنّما الحرب خدعة " لجلاء الفرق الذي لا غبش فيه ولا عَشَا .
فأمير المؤمنين عليُّ –كرّم الله وجهه – أُتيّحت له عشرات الفرص لسحق جيش الشام واستئصال شأفة التمرّد وقطع دابر فتنة لازلنا نذوق ويلات تداعياتها ونتائجها حتى اليوم ؛ غير أن النصر بفلسفة الإمام ليس غاية بحد ذاته وهدف ومقصد بقدر سلامة الطريق وصحة المسلك ونبل ونوع وسيلة الوصول الى ذلك النصر .
بعدها وبمدّة ليست ببعيدة عن زمن الإمام أمر الخليفة "عمر بن عبد العزيز" جيشه بالانسحاب من بلدة رومية دخلتها سراياه عنوة دون تخيير أهلها بين الإسلام ودفع الجزية فطالبهم الخليفة بالخروج الفوري رغم الخسائر في صفوفهم - بشريّة ومادية وعناء حصار طويل استمر لأكثر من عام كامل - هنا تتجلى العظمة في أبها صورها وهنا ترتق صورة الإنسان بأدمتيه الفارقة وبين تحوله الى وحش مجرّد من الرحمة منزوع الضمير.
لاشك بأن السؤال عن العلاقة بين عنوان المقال وحديث القيم -المتفق بشأنها - عالية صار ملحا و بات يحتاج الى ما يربطه بغزوة بن دغر الكبرى لمعسكر صلاح الدين التي اعتبرها مناصروه مضاهية لإنجاز الرئيس عبد الناصر تأميمه لقناة السويس وأكبر من عبور الجيش المصري لخط برليف في عهد الرئيس السادات وهي في نضر دعاة الشرعية إنجاز لابد ومن كل بد أن يدوّن في صدر صفحات الصحف والجرائد والكتب والمجلدات ويتلو أحداثه الخارقة طلاب المدارس جيلا بعد جيل .
أعلمتم يا سادة إذا لما بات مُجازا للحمل أن يتفاخر في قومه بشأن كسرة خبز حصل عليها دونهم ؟ لأن ذلك الحمل ببساطة جَبُل منذ زمن ليس ببعيد على جمع اعواد الحطب وطحن الحبوب وحصد الغلال شهورا يسلما بعد ذلك كعادته لأسياده وهو يعلم علم اليقين أن كل ما في ذلك الحقل ملك لأبيه وإخوانه وأهله وهم دخلاء يستميتون للبقاء فيه وإن كان ذلك رمزيا بعلم يرفعه نخاسة الجنوب نص ساعة أو اقل من ذلك بكثير علم رفعته دباباتهم التي دكت منازلنا وقرانا وشوارعنا وبيوت جراننا ليس ذلك بل قبل مئات السنين وإنما أمس الأوّل وقبله أوّل من امس .
وإذا هو استمراء المذلّة الذي استحال عند بعضهم الى متعة لا يطيب لهم العيش إلا بكنفها .
كنت منتظرا لكتائب و سارايا رئيس الوزراء في حكومة الرئيس هادي وهو يتقدمهم وقد عادوا إلينا بصورهم وهم يخترقون تحصينات جبال نهم باتجاه صنعاء تخيلتهم وقد غادروا " معاشيق " فجرا يتجاوزون مواقع الأعداء في كرش وصوت بن دغر أعلى من صوت المدافع يحث من تخاذل من جنوده على التقدم تحت وقع القذائف وازيز الرصاص لرفع علم اليمن أعلى سارية القصر الجمهوري في تعز إن لم يكن في وسط ميدان السبعين بصنعاء .
من تابع همتهم وتحضيراتهم قبل أيام من احتفال ذكرى أكتوبر وقد تحولت غرف معاشيق الى خلايا نحل طنان ؛ يرسمون الخطط ولا يحدث بعضهم بعضا الا همسا يحددون ساعة الصفر ويواصلون سهر الليل بالنهار لاعتقد بأن تلك الجهود الجبارة ستفضي ربما الى إخراجهم 20 شخصا على أقلّ تقدير من أنصارهم في المحويت أو الجوف أو البيضاء أو إب في مسيرة تأييد حاملين صور الرئيس هادي .
وتمتمت دون استحضار أو شعور ببيت ابي الطيب على قدر أهل العزم تأتي العزائم :"وسألت نفسي :" كيف بالشرعية حال تمكنت من تنفيذ ذلك واخرجت مسيرة في أي زقاق أو حارة في صنعاء فباعتقادي لو أن ذلك حدث لعدّه " المتدنبعون " معجزة وكرامة لا يرضون جزاء لها الإ أن يُعطوَا أوزانهم ذهباً .
وصورهم تصك على الطوابع وأوراق النقود .
أتدرون لما يحاول ويسعى ويستميت المتشرعنون الى تصوير رفع علم اليمن فجر يوم ال14من أكتوبر لمدة نصف ساعة وسط كلية عسكرية محاطة بمئات الجنود والمصفحات نصرا ؟؟ لأنهم ببساطة لا يملكون ما يفاخرون به على الإطلاق في مسيرتهم وصحائفهم الملطخة بالفشل والفساد والخنوع والتبعية ؛ صراخهم عشية غزوة صلاح الدين هي أشبه بصراخ طالب فاشل نجح لأوّل مرة في مادة الرسم بعد مرور10 اعوام قضاها فاشلا راسبا في ذات المستوى .
فلا تثريب عليهم إذا ولا لوم وأسأل الله القدير جلّ في علاه أن ينصرهم العام القادم في موقعة قاعدة العند ويمكنهم من رفع العلم وسطها بحجم أكبر ولمدة تزيد عن ساعتين واكثر وليس ذلك على الله بعزيز.
ولو علم المتنبي أن من قال فيهم " وتعظم في عين الصغير صغارها " باتوا اليوم حكاما متوجين في معاشيق لما تصدى لمن قتلوه في الصحراء ولأنشد ربما "
لن أموت فبعدنا خلّف كافور في معاشيق وكراً"