آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
رسالتي إلى سيادة الوزير احمد الميسري
وجدي السعدي

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

سيادة / الوزير احمد الميسري

يعلم الله انني كتبت لك هذه الرسالة ليس انتقاصا من شخصك ولا تقليلا من مكانتك، فأنا أكن لك كل الاحترام والتقدير لأنك أحد رجالات أبين الذين نعول عليهم كثيرا في قيادة هذه السفينة التي نبحر عليها جميعاً الى بر الأمان..

 

حضرة الوزير لقد اصبت بالدهشة وانا اتابع حديثك على قناة الحرة حول المجلس الانتقالي، واتهامك لقياداته ورموزه بالولاء لإيران وانهم ومن يتبعهم مجرد عبيد ... وكنت اتمنى لو أنك استخدمت عبارات اخرى أكثر حكمة ودبلوماسية لتجنب استعداء من لا يتفقون معك بالرأي تجنبا لفتح باباً اخر من الكراهية والفرقة والشتات لطبيعة المرحلة التي تتطلب منا في هذا الوقت رص الصفوف واللحمة ...

انا هنا لا أنكر ان حرية الرأي مكفولة للجميع، ليقولوا آرائهم ويعلنوا عن مواقفهم، لكن دون اللجوء للإساءة والتخوين وتوزيع صكوك الوطنية، فالمرحلة في غاية الحساسية ولسنا بحاجة الى جولات صراع جديدة الخاسر فيها هو الجنوب ارضا وانسانا ... ""

 

سيدي الوزير ابن موديه.. موديه الحضارة والحكمة ورجاحة العقل.. موديه ارض الابطال والقادة على مر الزمن.. ان حديثك بالأمس قد اصاب الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب بالحزن والخيبة والأسى، فهم الذين كانوا يرون فيك الرجل صاحب الكاريزما والحضور القوي وصاحب الصوت الشجاع الذي يقف دوماً في وجه الظلم وفي صف الجماهير ونصرةً للحق. !

 

والدنا سعادة الوزير الميسري اسمح لي ان اقول لك ان حديثك بالأمس قد قرأه الناس البسطاء هنا في عدن بمثابة اعلان حرب وبدأت على وجوههم وأحاديثهم ملامح الخوف والهلع، فهم لم يروا فيه الا الشرارة الأولى لبوادر صراع قادم بعد ان ظنوا ان صفحة الصراعات قد ولت الى غير رجعة، واستبشروا خيرا بالمستقبل القادم للجنوب الذي يتسع لجميع أبناؤه الذي سيعيش فيه الجميع بعزة وكرامة وعدالة ومساواه وأمن واستقرار.!

.

اخيرا سيادة/ الوزير قدم الجنوبيين الكثير من التضحيات منذ عقدين ونيف من الزمان وناضلوا وضربوا أروع الأمثلة في نضالهم السلمي وافترشوا الساحات وخرجوا بالملايين متحديين كل اشكال القمع والتنكيل،  ينشدون الحرية والكرامة وحقهم في تقرير مصيرهم وتجرعوا في سبيل ذلك كاسات العذاب والحرمان وروى بدمائهم أرض هذا الوطن الكبير من المهرة الى باب المندب ، وعانوا الويلات في غياهب السجون والمعتقلات ، بل وشردوا ودمرت مدنهم وقراهم وتساقط آلاف الشهداء تحت شعار اما النصر او الشهادة ... وهاهو النصر بين أيدينا جميعاً فلا تضيعوه في دهاليز السياسة واختلاف الآراء والتعصب للرأي ...!

 

ومن هذا المنطلق أدعوكم بل ويدعوكم كل أبناء الجنوب الى التقارب فيما بينكم كقادة ومسئولين وسياسيين، وأن تلتقوا لتبادل الآراء والمناقشة فيما بينكم البين، فالهم واحد والهدف والمصير واحد ...!!

وفقكم الله وسدد خطاكم لما يخدم الجنوب ارضا وانسانا.. دمتم بخير ..!

 

ولدكم المخلص / وجدي السعدي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل