آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:23:00:49
مرة أخرى عن الأزمة مع قطر
د. عيدروس النقيب

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00


كل عام وأنتم بخير أيها الإخوة الأحباب.
لم أستطع إغماض العينين وأنا أتابع تصاعد الأزمة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي من الأزمات التي ـ للأسف الشديد ـ تبدأ بالحملات الإعلامية لكنها لا تنفك أن تتصاعد لتصل إلى عواقب لا يستطيع التحكم بها من بدأها بعد أن تنتقل إلى أيادي من يدعون أنهم أصدقاء للعرب لكنهم لا يصادقوننا إلا لمصالحهم عند بلداننا.
وكما قلت في منشور سابق طالما امتدت الأيادي الأمريكية والإيرانية إلى تفاصيل الأزمة فما علينا إلا توقع أسوأ النتائج التي لن يتحكم فيها لاحقا إلا أولائك الذين يدعون زيفا حب العرب وتصنع صداقتهم.
هل تتذكرون ماذا فعل هؤلاء عند غزو العراق للكويت، وكيف قسموا الشارع العربي إلى معسكرين مجنونيين كان يمكن لطاقاتهما المجنونة أن تردم الهوة بين الأشقاء وتردع المخطئ وتعيده إلى صوابه؟
ثم هل نسينا الحملة الإعلامية التي سبقت الحرب على العراق وكيف أقنع الإعلاميون العرب مواطنيهم ومواطني العراق على وجه الخصوص أن أمريكا هي من يجلب النعيم للعراق والعراقيين؟ ثم ماذا كانت النتيجة؟ لقد أسقطوا صدام لكنهم دمروا العراق وسلموها لإيران وتلك كارثة لا يمكن تصحيحها بمئات السنين
لا أتمنى أن تصل الأزمة بين الأشقاء في الخليج إلى ما وصلت إليه الأزمة مع العراق عند نهاية القرن الفائت وبداية القرن الحالي، لكن إحساسي يقول لي أن الكثير من المراكز العالمية تدفع بالأمور باتجاه المزيد من التعقيد حتى تصل إلى مرحلة يكون التدخل الخارجي مطلب لكل المتنازعين وحينها لن يكون التدخل إلا سببا في ضريبة متضاعفة يدفعونها، ضريبة يمكن تقليصها إلى الصفر لو تعلم المتنازعون فن التنازل والتسامح وتقليص المسافات ومراعاة مصالح الشعوب.
ليس لدي موقف مسبق تجاه أي من الدول الشقيقة، وأعلم جيدا أن كثيرا من المواقف والسياسات بحاجة إلى مراجعة سواء ما يتعلق منها بالعلاقة بين البلدان الشقيقة الداخلة في النزاع، أو ما يتعلق منها بالموقف من القضايا الإقليمية والعالمية لكن هذه المراجعة لا تقتضي بالضرورة إما تطابق المواقف أو استبدالها بالقطيعة الكاملة ناهيك عن الوصول إلى المواجهة الإعلامية أوالعسكرية  (لا سمح الله)
      *   *   *
منذ شهرين فقط كان الكثير من المواقع الإعلامية اليمنية تقدم قطر على إنها الذراع الأكثر فاعلية في مواجهة الانقلاب والانقلابيين، وربما استحى القائمون على تلك المواقع أن يسموا قطر قائدة التحالف العربي، لأسباب كلنا يعلمها، ناهيك عن الحملة الظالمة على الإمارات التي تأتي في المرتبة الثانية في قائمة دول التحالف من حيث الدعم والمساندة المادية والمعنوية للسلطة الشرعية وإلحاق الهزائم النكراء بالمشروع الانقلابي البغيض، لكن هذه المواقع بدأت في الكف عن الحديث عن قطر لا كجانية ولا كمجني عليها، بل إن بعض من يديرون تلك المواقع قد سارع إلى الإعلان عن تبرئه من قطر وقال أحدهم "كنا مخدوعين بقطر وسياساتها" وهم في الحقيقة لم يكونوا إلا مخادعين لقطر واليوم يخادعون الطرف الآخر بادعائهم تأييد مواقفه.
أعود وأقول أن كل ذي ضمير حي وكل صاحب نخوة من العرب والمسلمين مدعوٌ إلى تسخير ما بيده من طاقات ومواقف وحبر وأوراق لتهدئة الأوضاع بين الأشقاء الخليجيين ودعوتهم إلى الجلوس على طاولة الحوار وإياكم أن تصدقوا المقولة الجاهلية البائسة التي تقول "لا يمكن أن تحقق بالحوار أكثر مما تحققه مدافعك على الأرض" لأن المدافع إذا دوى صوتها سيلغي كل مساحة للعقل والسياسة والمبادرة.
والله من وراء القصد
________
* من صفحتي على فيس بوك

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل