آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:16:11:29
عدن كذب نيوز (عك)
احمد محمود السلامي

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

مهما كانت درجة بياضه فالكذب هو آفة إجتماعية خطيرة مدمرة ، وفعل قبيح يُراد به تضليل وتزييف الحقائق أو خلق روايات وأحداث جديدة ليس لها وجود في الواقع البَتَّةَ .

من اخطر انواع الكذب ،  "الكذب المَرضي" وهو كما يعرفه علماء النفس (سلسلة لا متناهية من الأحاديث الكاذبة والقصص الخيالية التي يبتكرها الفرد لمتعته الشخصية أو الخوف من الوقوع في متاعب ليصبح بعد فتره غير قادر على التفرقه بين الحقيقة والكذب وتصبح النسخة الكاذبة للواقع هي الحقيقة بالنسبة له) .

يبحث الشخص المريض بالكذب عن الشعور بالاهتمام والقوة والمتعة والقبول الاجتماعي من الاخرين او انقاذ نفسه من الوقوع في مشاكل .. واذا انكشف امره يداريه بكذبة آخرى  ! وهكذا يصبح مدمناً لآفة الكذب .

منذ عشر سنوات ونيف اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت مرتعا خصبا للنشر والتواصل الاجتماعي الذي لا حدود له .. فاستفاد العقلاء من هذه الخدمات الغير مسبوقة تاريخياً من خلال التثاقف والتخاطب الراقي مع الاخرين ، فيما خسر الحمقاء والكاذبون اصدقائهم واقرب الناس لهم مقابل البحث عن الشهرة والتنطع .

اسرع ناقل للاخبار والمنشورات (بما فيها الكاذبة) هو الواتس آب الذي تم انشاء  عام 2009م تسمية هذا التطبيق بـ واتس اب يرجع الى لفظ الكلمة الاصل في اللغة الإنجليزية What's Up وهي التي تعني ما الأخبار  أو ما الجديد .

في عدن يشتعل الواتس اب والمواقع الاخرى بالاخبار الكاذبة والمقالات الملفقة ومنشورات السب والشتم المقرفة  ، فالبعض يكتب ويؤلف وينشر .. واخرون يكتفون بالقراءة والتعجب .. اما اخطر مستخدمي الواتس اب فهم من يعيد النشر والتعميم ويضيف بيت الى ما قاله الشاعر!

تراودني منذ اشهر فكرة انشاء موقع ساخر او جروب للاخبار الكاذبة ! اسميه عدن كذب نيوز (عك) ، من يرى ان هناك خبر كاذب او مقالة كيدية او صوره فوتوشوب فلينشرها في الموقع ، ويتم بعدها النقاش الموضوعي والجاد قدر المستطاع .. في رأيي هذا سيسهم في كشف وتعرية تلك المنشورات واصحابها .. ولكن الان لم تختمر الفكرة لدي بشكل كامل .

سئمنا الكذب والتضليل ونفاق المصالح الذي يمزق اللحمة الاجتماعية .. متى سنصحو من غفلتنا ؟ لقد فرقتنا زوابع الفتن والعداوة والخصام ، وتصفية الحسابات الشخصية والمناطقية على حساب هذا الوطن الغالي .

وكما قال امير الشعراء احمد شوقي :

إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما 

وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما

وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ

وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص