آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:20:13:39
وقبّلت الشمسُ سُمرَ الجباه.. وقد عقدوا النصرَ من بعد ثورة..
محمد ناشر مانع

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

الأمواج البشرية غير المسبوقة التي تحمَّلت كل صنوف المتاعب من الظروف الصعبة وبُعد المسافات ، ومن ثَمَّ الوقوف ساعاتٍ وساعاتٍ طوال تحت أشعة الشمس الحارقة ودرجة حرارة عدن المرتفعة جداً - وبالأخص وهي في مطلع الصيف الحار -، هذا إضافة إلى أرضية الساحة المصممة بالإزفلت الذي يعمل على زيادة درجة الحرارة ..

كل شيء هان من أجل الوطن ! فامتلأت الساحة بالكامل وامتلأت خلفها الأزقة والشوارع ! .. الصورة كانت حضارية بامتياز ! .. لم يَعُد الأمن وحدهُ مسؤولاً على تأمين مليونية المليونيات ، اللوحة البديعة كانت قد رُسِمت بإحكام وإتقان أناملِ فنانٍ عظيمٍ مرهف الإحساس ..

الجنوب كل الجنوب هنا في مدينة "خور مكسر" التي تحوي إرثاً مهماً لدولته المستقلة  ، إذ كانت تقع في قلب هذه المدينة التاريخية مقار السفارات الأجنبية ..

الكل يتذكرُ كلُّ شيءٍ ، وكل شيءٍ مازال عالقاً في الذاكرة ..

المدينة تغيَّرت - حاليَّاً - لم تَعُد مكاناً للرعبِ والموت الجماعي والتفخيخ كما راهن على ذلك مقاولو الحروب ومصاصو الدماء .. قطعت المدينة أشواطاً ثابتة في استعادة الأمن كخُطوة تشكل الملف الأول والقاعدة التي تُبنَى عليها بقية الخدمات التي تلامس هموم الإنسان وضرورياته ..

الفضل يعود هنا بعد المعبود إلى "أميرين المحن"*2 ..

وبالعودة إلى رحابة هذه المليونية فقد قدَّمَ رفاقُ النضال عدداً من الكلمات كان مجملها يتحدث عن السير بخطىً وثقَى إلى الأمام للوصول باطمئنان إلى تحقيقِ الغايات العظيمة المتمثلة بنيلِ الاستقلال الناجز غير المشروط لوطننا الغالي ..

فصمود هذا الشعب ومصداقيته في التعامل مع الأحداث وإخلاصه لقضيته ووفائه لذرات تراب وطنه وأنهار الدماء التي قدمها كانت من أهم المرتكزات التي جعلت قضيته تُطرَحُ بقوةٍ في أروقةِ صنَّاعِ القرار في منظومة الأسرة الدولية ، فغدت قضيةُ بلادِنا اليوم واحدةً من أحاديث الساعة في هذا الكوكب ..

خاصةً وقد انكشفت الكثيرُ من ألاعيب المكرِ التي لطالما لَعِبَ على وترها طويلاً محورُ الشرِّ من أقطاب مثلث الإجرام في صنعاء .. الذين يمثلهم علي "سلحفاة" ، ووزير حربه علي محسن رئيس الجناح الراديكالي ، وكان الحوثي قد تم تفصيله بدقَّةٍ ليكون عباءةً تحتجبُ خلفها العصابات الماكرة .

ومع ذلك لم تكن المرحلةُ القادمة سهلةً مع الشعب الجنوبي الأبيّ رغم الشعور بوجود التسارع الدراماتيكي في النقلة الجيدة التي تحققت لقضيته التي علت بقوَّةٍ إلى طاولة المجتمع الدولي ، فهناك تحديات ينبغي مواجهتها بصلابة ومنها قطع شأفة الإرهاب وتجفيف منابعه واستمرار النضال لاستكمال تحرير بقية الأراضي الجنوبية في لحج وأبين وشبوة وحضرموت ، والارتهان إلى العمل المؤسسي في القطاعات العسكرية والأمنية وكذلك المدنية ، ووضع حد وخطوط حمراء للخلافات حتى لا تعلو على السطح ، والتنظيم الحضاري للسلوك العام المتمثل بتنظيم خط السير ومساعدة عمَّال النظافة في تأدية أعمالهم وإظهار الجانب الحضاري في النظافة والتعاون والتفاعل مع القضايا الحيوية والمجتمعية ، وتشكيل لجان فعَّالة للمحافظات والمديريات والأحياء والقرى تعمل بجدٍ متواصل لمساعدة وإنجاح عمل مؤسسات السلطة المحلية وبذل أقصى الجهود لتوفير الخدمات الحيوية والأساسية للناس  ، واحترام العمل النضالي والتنظيمي ومتابعة الجديد الصادر من الجهات الأعلى وحسن توظيف وترشيد الخطاب الإعلامي ليكون ملبياً لطموحات هذا الشعب العظيم ..

 

...............................

 

هوامش .

*1 العنوان هو بيت شعري من قصيدةٍ وطنية رائعة للشاعر الكبير الأستاذ/لطفي جعفر أمان - رحمة الله عليه - بعنوان "بلادي حرَّة" .

*2 "أميرين المحن" وصفٌ يطلقه الناس على القائدين عيدروس وشلال كتكريم رمزي لوفائهم وإخلاصهم في محاربة قوى الشر التي تهدد الأمن في الجنوب  خاصةً عدن ، وكان أول من أطلق هذا الوصف هو الشاعر الشعبي محمد أحمد صلاح "الحربي"

في قصيدةٍ طويلة بعنوان "أميرين المحن" أهداها للقائدين عندما كانا يواجهان الموت مرَّات ومرَّات في اليوم الواحد .

ومن هذه الأبيات :

ياعيل برِّي يا مسافر إلى عدن

للبندر المشهود والطود الميوس

ودِّي سلامي إلى أميرين المحن

للأخ شلال والأخ عيدروس .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص