آخر تحديث :السبت 10 اغسطس 2024 - الساعة:01:17:21
لابدّ مما ليس منه بدُّ
احمد عمر حسين

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

وبما أن قدرة الإنسان على الصبر والاحتمال ذات حدود ،فإنني مجبر أن أرسل رسالة هي غيض من فيض ،وفي شهر مايو الشديد القيض.

هذه الرسالة ليست خاصة بي ، ولكنها لسان حال أغلب سكان المناطق المحررة وبالذات (عدن) ، حيث وهي أصلا وفصلاً فوهة بركان خُمد من ملايين السنيين ، ولقد قرأت ذات مرة معلومة عن بركان عدن وفحواها تقول  أن جميع براكين العالم السابقة واللاحقة هي بمثابة ألعاب نارية (طماش) ليس إلا ، بالمقارنة ببركان عدن الخامد .وامتداداته ترى لها شواخد في شقرة (جبال العرقوب ) وإلى دمت ويريم .

إن الناس هنا في المناطق المحررة قد عولوا كثيرا على التحالف  في إعادة الأمل في البنية التحتية (كهرباء ومياه وإعادة الإعمار للمساكن الخاصة والعامة.) ولكن للأسف مر حتى الآن أكثر من عامين والأمور تزداد سوءاً ، وبالنسبة للحكومة ففسادها وتقصيرها وتعذيبها للناس معلوم ومفهوم .

ولا ندري ما سبب تلكؤ المملكة والإمارات ، قطبا التحالف العربي الأساسي .

فخامة الرئيس هادي محاصر من قوى الإخوان والإصلاح ، ونعتقد أنه بحاجة لتحالف آخر يحرره من سطوة الإخوان التي صارت هي المتحكمة بقرارات الرئيس .

أشقاءنا في المملكة والإمارات  معلوم أنكم من الدول ذات الوصاية على اليمن (رئاسةً وحكومةً وشعباً وأرضاً ) هذه هي الحقيقة ، ويجب أن تمارسوا دوركم بالكامل  من إدارة المناطق المحررة وحتى نهاية العاصفة .

ففي المناطق المحررة تعاني الناس من فساد يصل لمستوى جرائم الحرب ، وبما أنكم أوصياء ولم تقوموا بالإشراف الدقيق واللصيق والمباشر ، فإن كل فساد الحكومة من تأخير المرتبات لشهور عديدة وربما المتاجرة والمضاربة بها في العملة ...ووالخ . وكذلك تعذيب الناس بتنغيص معيشتهم بانعدام الكهرباء والخدمات الصحية ، فإننا نخشى عليكم  أن يحسبكم الشعب هنا متواطئين  أو موافقين على ما يجري .إن ما يجري من تأخير متعمد لرواتب بعض المؤسسات ومن ضمنها منتسبي المنطقة الرابعة العسكرية وهم عشرات الآلاف ويعيلون مئات الآلاف من الأسر  لهو عقاب جماعي واعتداء سافر على حقوق مكتسبة بقوة القوانين السماوية وكذلك الوضعية ،خاصة أنهم أصحاب خدمات جليلة ، وأقل فرد فيهم خدمته تجاوزت الثلاثين عاما .أما الغالبية العظمى منهم فقد تجاوزوا الخمسة والأربعين عاما.

إخواننا في التحالف وبخاصة قادة المملكة والإمارات ...لقد آن الأوان لوضع النقاط على الحروف  وقبل أن تفلت الأمور وتخرج الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالوصاية المباشرة ولسبب إنساني بعد أن أظهرتكم الحكومة الفاسدة بمظهر العاجزين  أو المتسببين بالكوارث في اليمن وآخرها تأخير الرواتب  وانتشار الأوبئة وتدمير البنية التحتية وترك الشعب يواجه مصيره مكشوف الظهر وبلا سند ، في حين أنه كان لكم المعين والسند وقدم كل ما يستطيع وحتى الساعة بصبره على فساد وضعف الرئيس هادي أمام عصابات الفيد في الرياض وصنعاء ومعاشيق بعدن ، فلقد أصبح إطالة الحرب هو بمثابة فرصة استثمارية ، لذلك فهم مستمرون في إفشالكم في الحرب وفي أمور السلم (إعادة الأمل ).

اليوم وفي ظل خدمات صحية شبه منعدمة  وكهرباء بالكاد تصل لخمس ساعات في اليوم والليلة  وينتشر اليوم مرض معد (أحد الأمراض السارية) وهو الكوليرا (الهيضة ).

فكما سبق وقلت في ظل هكذا فساد سياسي وإداري منفلت العقال  فلن تنفع قوافلكم ولوكان أولها بعدن وآخرها في أبوظبي! .

أقولها عن دراية وعلم وتجربة  وأنا في هذه النقطة بالذات لا أتكلم كصحفي وكاتب ، ولكن كمختص في مكافحة الأمراض المتوطنة المدارية والأمراض السارية (دورات قصيرة في الوبائيات وطرق الوقاية على يد خبراء من تلمجر 1974م وكذلك دبلومين في الصحة العامة وبكلاريوس صحة المجتمع ) وخدمت ودرست في هذه المجالات لفترة طويلة جدا.

نقول في ظل وضع كهذا لم تحزموا فيه الأمور مع حكومة فايدة تتكسب من معاناة الناس ومن ابتزازكم .فأقول إنها ستكون الكارثة... فهذا المرض فتاك وسبق أن انتشر في عام 1975بسبب الحجاج المختلطين مع حجاج البنجاب   ولكن كان نظام ورغم شحة الإمكانيات آلت أننا سيطرنا عليه بوقت قياسي .

اليوم في ظل غياب المعلومات والمصداقية وتدهور الخدمات وانعدام المرافق الصحية الجاهزة ستكوم كارثة وستحصد في ظل هذا التسيب والفساد مئات الآلاف ، ونسأل الله العلي القدير أن يرفع هذا البلاء  فهو بلاء مع حكومة بن فقر ! .

أخشى ما أخشاه إذا ظللتم بنفس تعاملكم مع هذه الحكومة الكسيحة والتي لا تحسن  إلا النهب والكذب ،أخشى أن تصحو الأجيال على فاجعة اسمها (فاجعة الجوع والفقر والكوليرا) ويقول التاريخ والناس والعالم كان ذلك بسبب العاصفة عاصفة التحالف العربي ! .

لابدّ ..لابدّ مما ليس منه بدُّ ..  وهو أخذ زمام الأمور بأنفسكم ومد اليد مباشرة لترتيب الأمور مع الناس الحقيقيين  ولا تلقوا بالاً لحكومة لا تجيد سوى التسكع والنهب والكذب  فنحن تحت الفصل السابع (الجميع حاكم ومحكوم )وكذلك تحت رعايتكم ووصايتكم .

مالم وإذا أنتم تخجلون من مصارحة الحكومة الهزيلة ، فاتركوا الباب مشرعاً لغيركم عله يحسن إدارة البلد والناس .

لكم منا حتى هذه اللحظة كل الودّ والاحترام .

وفقنا الله وإياكم ..وجنبنا بلاء الكوليرا  ..فيكفينا الحر الشديد والفقر البليد الذي تفرضه علينا حكومة خي فبي الحقيقة ترتهن لعفاش وإن بعدت عن صنعاء.

ونتمنى أن يهل رمضان ووجوه الحكومة وأولها وجه بن فقر قد غادرتنا وإلى حيثُ أَلقت رحْلَها أم قَشْعم .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص