آخر تحديث :الاربعاء 12 فبراير 2025 - الساعة:01:17:01
العيب فينا وليس فيهم.. حقيقة نلمسها في الواقع!
علي بن شنظور

الاربعاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

وصلتُ لقناعة ومن خلال الواقع, أن العيب ليس في الرئيس هادي أو في الحكومة أو في السلطة المحلية أو في سياسات دول التحالف  بشأن الأخطاء الموجودة مثل استمرار الحالة المتدهورة للطاقة الكهربائية أو بعض الخدمات الأخرى كإهمال قضية الجنوب.. الخ ، بل في السلوك العام الخاطئ ، ومن يريد التأكد فليضع استبياناً حول أيهما أهم في تفكير النخبة السياسية والمثقفة, هل الاهتمام بما يتصل بحياة المواطن الضرورية وبناء المؤسسات, أم اهتمامهم بنقاش القضايا السياسية دون نتيجة تذكر؟! .

وسيرى أن نسبة من يتفاعلون مع السياسة أكبر ممن يهتمون بمواضيع تتعلق بحياة المواطن ,أو يوائمون بين الاهتمام بالقضايا الوطنية السياسية وعدم إهمال المشاكل الأخرى.

وحينها سيدرك أننا فعلاً ننتقد السلطات في تقصيرها وحدها وهي مسؤولة, بينما نعيش نفس الحياة السلبية بعدم المبالاة بما يتعلق بحياة الناس ! .

 فمن لا يتفاعل مع قضايا الناس وهمومهم وهو متضرر كحالهم ويعيش معاناتهم من الصعب عليه أن ينجح في معالجة تلك القضايا إذا أصبح قيادي في السلطة بسبب اختلاف نمط حياته وانشغالاته اليومية..

 

 لهذا نجد الفشل قد رافق العديد من الحركات السياسية والثورية بعد وصولها للسلطة, بسبب أنها لم تعتاد على تبني حلول واقعية وهموم المواطن, غير الشطط في التفكير أو الانتقاد فقط دون النظر إلى أهمية التقاط ما هو من هموم الشارع من أجل البناء والتصحيح وليس لدغدغة العواطف كما حدث في نهج بعض الحركات العربية ، فبعض تلك الثورات استخدمت تلك القضايا لدغدغة عواطف الجماهير وإظهار عجز السلطة بهدف الوصول للسلطة فقط..

 وعند وصولهم تبخر كل شيء من فكرهم يتعلق بالمواطن واستقراره وارتفاع الأسعار والجرعة أوحل القضايا الاستراتيجية ولم يبق في فكرهم في مصر أو ليبيا أو اليمن غير فكرحب السلطة!!

لذلك مالم تتغير تلك الثقافة فإن العيب سيكون ليس في السلطة بل في الثقافة السلبية وحب التنظير والنقاش على حساب الحلول العملية.

وهي ثقافة ظهرت بعد مشروع الوحدة الذي شتت فكر بناء الدولة واستبدله بفكر " يا صاحبي مشّي حالك ! " .

والرغبة بعدم مغادرة حقل الجدل إلى بستان العمل , وهو مؤشر خطير على أننا لو مضينا بهذا الفكر والثقافة فلن نتوقع تغييراً في الواقع.

 وهذه الإشكالية غائبة لدى من هم في السلطة والحكم منذُ عقود وغائبة لدى أغلب الأحزاب والمكونات والنخب خارج السلطة كمؤشر يولد الإحباط, في ظل عدم التفريق بين ما هو ضروري يتعلق بحياة الناس ينبغي التحرك لوضع حلول له ,وبين ما هو ثانوي يمكن تأجيله.

وأن القضايا الوطنية الكبرى لن تتعطل بسبب حل المشاكل الصغرى وأن المواطن يهمه من يصدق في قوله وعمله.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل