آخر تحديث :الخميس 09 يناير 2025 - الساعة:11:06:50
عيدروس .. وعيدروس !
أحمد يسلم صالح

الخميس 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

بين فينة وأخرى تنطلق بضعة سهام صوب محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي لتطاله بالحق وبالباطل ، ومعظم ما قرأت من الكتابات -عدا القليل منها - تنال شخصه لا أداءه  ، بعضها بهدف الابتزاز وبعضها لينال معتقداً صاحبها شهرة مربوشة  ، وأخرى للتشهير ليس إلا..   نحن هنا لسنا لسان حال أو مكلفين بالرد أو التوضيح للرأي العام ، أكثر من هذا ليس لنا أي معرفة أو تواصل بشخص المحافظ عيدروس ، والأكيد قبل أي شيء آخر أن المحافظ شخصية عامة من حق الناس أن ينتقدوا سلطته وليس شخصه  ، والرجل لا يحتاج لمِثلي لمن يدافع أو يرد أو يوضح ما يتلعق  بأدائه  ، فلديه ما يكفيه من صناع الكلمة ،  وممتهني  الرد  ، وتالياً فإن المحافظ عيدروس في موقع القوة والصدارة وهو " أشهر من نار على علم " كما تقول العرب ، لا بل يمثل الشخصية المحورية الأولى التي يجمع عليها الجنوبيون ويراهنون عليها لجملة عوامل وأسباب ليس المجال لذكرها  هنا في هذه العجالة السريعة .. أعتقد أن الجنوبيين وبعد ضمور وفشل الأحزاب بفعل سيل عرمرم الحروب المتتالية ، وبعد شيخوخة قيادات الخارج الديناصورية تحتاج لرمز جنوبي وشخصية محورية  حولها يلتم ويلملم كل من يهمه مستقبل ونضالات وتضحيات الجنوب والجنوبيين ، شخصية  صنعتها ظروف الحرب ومقاومة الاحتلالين الأول والثاني وبالتالي التحرير وهلم جرا ، بغض النظر عن بعض الهفوات لاسيما ونحن بشر نخطئ ونصيب ولا أحد منا معصوم . هكذا استعاضت بعض الشعوب  برجالها لا بأحزابها وإن كثرت، ولنا في نيلسن مانديلا ومهاتير  وغاندي وعبد الناصر وكاسترو وماو وجيفارا. وسالمين  مثلاً ومثالاً لتغيير وجه التاريخ المطموس بالسواد والفساد ، وعلى كل حال  عدن ومحافظات الجنوب كلها في الهم شرق لم تنل رعاية واهتمام كافيين يبدد عنها شبح الحرب والظلام وتداعياتها . فمازالت تئن وتتوجع ولعبة تقاذف الكرة بين الشرعية والتحالف والقيادات الجنوبية في صف الشرعية سيدة الموقف . 

التحديات كبيرة نعم.. لكنها ليس أكبر من قدرة التحالف على حل معضلة الكهرباء والحالة الأمنية والخدمات في المناطق المحررة .

أداء الشرعية لا يستند على عمل مؤسسي أو قل أبجدياته ، وفي المقابل نقول البلاد في حالة حرب .

لكن هذا ليس مبررا .. والشرعية لو تعتقد الرهان  بفلسفة صنعاء ومنهجيتها فنسأل الله السلامة .!! الشيء الذي يجب أن يدركه التحالف والشرعية أن الجنوب بأهله ومقاومته وأرضه كانوا نقطة الارتكاز والتقدم الملحوظ في معادلة الحرب والمكاسب السياسية ، وحذارِ ..حذارِ.. من أي التفافات أو انتقاص  لصالح بعض مراكز وقوى برهنت الحرب على حقيقة تعاملها الخادع والمخاتل   . 

وبالعودة إلى بداية الموضوع فإن الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف معنية  أكثر من أي وقت مضى بالأخذ بأيدي محافظ عدن  وإعانته بما يلزم  على تقديم عدن كنموذج واحد على الأقل يقنعنا كمواطنين بصحة وصواب وجدية سياستيهما ، وبغير هذا ليس لنا إلا الانحياز إلى ما جاء به المثل العامي المعروف ( فرّحنا بالعمى يوانسنا ..  فتّح عيونه فجعنا !)  

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص