آخر تحديث :الاربعاء 16 اكتوبر 2024 - الساعة:02:16:16
في الذكرى الثانية لاسقاط مشروع ايران وعملائها
وجدي السعدي

الاربعاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

هادي الرئيس اليمني العاشر في سلسلة الرؤساء الذين حكموا اليمن في فترتي التشطير والوحدة.. وهو الرئيس الذي قاد البلاد في أصعب وأحلك الظروف وأشدها خطورتاً.. وهو المعاصر لكل المراحل التي مرت بها اليمن.. هادي من رفض الخنوع والإستسلام حين تأمر عليه الساسة والطامعين في السلطة والحكم ... وهو من قال لا لمن أرادوا تحويل اليمن الى دولة عربية رابعة تابعة للفرس الايرانيون الذين كانت أهدافهم واضحة في تطويق المنطقة وإعادة أمجادهم وأحلامهم في السيطرة على الجزيرة العربية بالتعاون مع أعداء العرب والمسلمين الذين ظلوا يوهموننا بعدائهم معهم بينما هم الداعمين لهم سواءاً من على الطاولة أو من تحتها.. هادي حين ادرك العرب انه الزعيم العربي الثاني المرشح للإطاحة به بعد الزعيم الراحل صدام حسين لإسقاط اليمن بيد الفرس، وحتى  لا تتكر المأساة وتلك الاخطاء والحسابات التي أدت الى نمو وتطور الاطماع الفارسية في المنطقة لتصل الى ماوصلت اليه اليوم بعد مرورها بسلسلة من الأحداث كانت بدايتها في الثمانينات وصولاً إلى  سقوط العراق ، واستمرت تلك الأطماع في النمو إلى يومنا هذا ... ادرك العرب ان اسقاط سلطة الرئيس هادي في اليمن ليست مسألة أو شان داخلي لايجب التدخل فيه أو مسألة صراع على السلطة بين الاطراف اليمنية أو نتيجة لفشله في إدارة شؤون البلاد بل أن الامر ابعد من ذلك فكرة النار تتدحرج ولن تتوقف عند اليمن وحكم هادي ... وهناك عدو تاريخي خارجي لدية من الحسابات والرهانات ما تتجاوز السيطرة على اليمن بل تصل الى مقدسات الامة العربية والاسلامية  والخليج العربي والبحر الاحمر.. حينها أدرك الجميع ان هذا الزعيم العربي الاصيل يقف وحيدا في وجه كل تلك الاطماع ويرفض الانصياع والخنوع بشجاعة واستبسال لن يتكرر في حال استطاع ذلك العدو من تحقيق مشروعه الاستعماري التوسعي في المنطقة.. هادي هو من أفشل ذلك المشروع وأسقط كل تلك الأحلام ومرغ انوف المستعمرين الجدد بالوحل وأذاقهم من الويلات مالم يكن في الحسبان.. لقد استجاب العرب والاشقاء في المنطقة لتلك المناشدات والرسائل التي ظل هادي يرسلها لهم منذ اليوم الاول لتولية السلطة فهو يعلم حقيقة الأطراف التي تريد تطويق سلطته من خلال صنع الكثير من الأزمات وجره الى مربع الصراع للدخول في حرب هو يعلم لمن ستكون الغلبة، وأن الخاسر الوحيد هو الشعب اليمني.. هادي لم يكن لدية جيشاً ولا قوات تخضع لإمرته وتدين له وللوطن بالولاء وهو يعلم جيدا ان تلك الجيوش والقوات انشئت على أسس مناطقية وجهوية ومذهبية انشئت لحماية تلك الاطراف التي ارادة الانفراد بالسلطة والحكم وتوريثها كي تبقى هي من تسيطر على البلاد الى قيام الساعة.. هادي الذي كان وحيداً يصارع كل تلك الأطراف ويأبى ان يسلم لها رقاب الشعب ولو كان الثمن أن يدفع رقبته على أن يعيد لليمن حياة العبودية والذل بعد ان بدأ في محاولة اخراجهم منها بقبوله تولي زمام السلطة والحكم.. هادي الزعيم العربي الذي كان بإمكانه ان يكون واحدا من الزعماء الذين قبلوا بان يكونوا مجرد ادوات بأيدي تحركهم من الخارج وان يتقبل ذلك الوضع كي يبقى على كرسي الحكم ويجمع الأموال الى أرصدته بالخارج ويستمر الأخرون في التحكم والعبث بحياة ومصير الشعب وتوطين أقدام إيران في المنطقة ... الزعيم العربي هادي كان بإمكانه ان يضع دول المنطقة واخص بالذكر دول الخليج العربي أمام خيارين وهما إما أن تتوجهوا فورا لمساعدتي لوقف اطماع ايران والدول المتحالفة معها سراً أو أن أسلم السلطة والحكم لوكلائهم وهم تلك الاطراف التي اعاقة سلطتي ووضعت العراقيل لإسقاطي سلماً أو حرباً، لكنه لم يفعل ذلك وظل يرسل المناشدات ولم يخضع لكل الضغوطات التي وصلت الى باب منزله وانتهاك للحرمات وكل المواثيق السماوية والدولية .. تأخر العرب ودول المنطقة كثيرا في إنقاذ الشعب في اليمن من السقوط في مربع الفوضى والحرب ... في حين لم يتخلى هادي عن شعبه ولم يتأخر ولو لثانية لإنقاذ شعبه وظل وحيداً صابراً محتسباً كي يبقى هذا الشعب العظيم حراً أبيا كريماً يحلم بالحياة الكريمة المتساوية ويتطلع للأمن والاستقرار والنمو والازدهار.. عاش الزعيم العربي الهادي الذي لن يكرره التاريخ.. عاش الشعب اليمني الابي ...عاشت الامة العربية والاسلامية.. المجد والخلود للشهداء.. الحرية للأسرى والمعتقلين.!! سجل ايها التاريخ الزعيم العربي الثاني الذي لن يتكرر ...!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص