آخر تحديث :الاربعاء 12 فبراير 2025 - الساعة:01:17:01
قف من فضلك! هل نستسلم للفساد؟
علي بن شنظور

الاربعاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

الفساد مصطلح لا حدود له في التفسير ، مثله مثل مكافحة الإرهاب... كل واحد يفسره وفق ما يريد غير أن الكل لن يختلف على أن الفساد يهدد الوطن ويبدأ إصلاحه من الذات .

فرب الأسرة الغير صالح  يتحدث عن فساد غيره ولا يرى فساد نفسه وأسرته.. يترك العنان لأسرته في فعل ما تريده..

تلك حرية شخصية..!

 لا يهتم بالصدق ولا بحفظ الأمانة ويريد إصلاح وطنه.. لا يسأل ابنه من أين له كل يوم عشرة ألف أو خمسة ألف يمني أو غيره يشتري بها قات وملحقاته.. ووالده لا يملك هذا المبلغ ولم يعطه شيئاً من المال!!.

مش مهم دبّر حالك!.... حتى يفسد أولاده وهو لا يدري!.

وهكذا حال البعض ,إذا أراد مسؤول في السلطة  أن يعمل بجد وإخلاص ونزاهة, دفعه غيره للفساد, ويقولون عنه ((هذا ضعيف ما ينفع!...وبخيل ما يصرف من حق الدولة, كأنه مال أبوه حريص عليه! )

وإذا صرف مال الشعب, يصفه البعض أنه شجاع واحمر عين.. ولما يخرج من عنده ..يقول : (هذا سارق وفاسد!!....ههه!! )

عجباً لهذا الحال المتقلب.

البعض إذا كان مسؤول يصرف في يومه 50 أو 100 ألف على نفقات غير ضرورية...بينما هناك أسر تبحث عن ألف ريال يمني في اليوم.!!

والبعض بالعكس هو ليس فاسداً لكنه ضعيف شخصيه ,فهو لا يصلح لإدارة وطن وموارد.. لأنه دائم الشكوى. وعديم القرار فيصبح شخصية غير قيادية حتى لو كان نزيهاً وصالحاً..

الفساد مرض خطير منتشر والكل عليه واجب محاربته من داخل بيته أولاً ثم عمله ومدرسته...الخ.., لكن علينا أن نعي أن هناك دول وحكومات فاسدة يرى الشعب إثر عملها الإيجابي وتحقق لشعوبها الكثير من الإنجازات .

وهناك دول وحكومات فاسدة لا يرى الشعب إلا فسادها وفشلها..

والفرق واضح بين الأولى والثانية ..فالحكومة والدولة الأولى  يمكن إصلاحها والثانية لا ينفع إلا استئصالها.

غيرأنه لا يمكن استئصال الفساد وحكومته بدون وجود البديل المناسب.. ولهذا فقد رأينا كيف تحول من كانوا يطالبون بإسقاط حكومة الفساد في اليمن, إلى فساد أكبر منه حينما سقطت الحكومة والبلاد.!! وانظروا لحالهم وحال اليمن وهل هناك فساد أكبر من إشعال الحروب وسفك الدماء...؟

من المهم أن نعلّم أولادنا كيف نحميهم من خطر الفساد وألا نزرع فيهم الإحباط بأن كل شيء فاسد.

لأن النتيجة ستكون ضياع الجيل كله ,حافظوا على أنفسكم وأولادكم من مرض انتشار الفساد من خلال:تعليمهم الصدق.. والأمانة ، ومن أين لك هذا..؟ والقناعة بالقليل ,والحفاظ على المال العام ,وحسن الخلق , وأن لا تبخلوا عليهم بالمال  حتى لا يبحثوا عن أوجه غير مشروعة لتوفير متطلباتهم وهم بدون عمل أو في سن الدراسة..

ولنكن قدوة لهم في الأخلاق الحسنة والصدق والأمانة والقناعة بالرزق الحلال.

والصبر وعدم النظر إلى من هو أرفع منا ومنهم في المال والجاه والمنصب.

 بل لمن هو أرفع منا ومنهم في الأخلاق والنجاح والاستقامة والعمل الناجح.

(برقية للسلطة)..

تعقيدات استلام المرتبات وانتظار المعاشات لأشهر يؤدي لزرع الإحباط ووقوع البعض في الفساد.. وبالله التوفيق.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل