الجمعة 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

نقولها بكل وضوح وكل جرأة ..لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل.. و لا إلى شرح مفصل.. إن هناك رسالة وصلت وفهمها القاصي والداني ، والقريب والبعيد ، في الداخل والخارج ، وكان عنوان الرسالة التي وصلت للعالم أجمع وللأمم المتحدة والجميع (نعم للحرية والاستقلال وفك الارتباط وإعادة دولة الجنوب بكامل سيادتها ) و قد بذل الشعب الجنوبي لإيصالها الروح والدم بين شهيد وجريح وسجين ومشرد ،  وتحمّل هذا الشعب الآلام والأحزان وعانى أشد المعاناة في سبيلها.

إن الدافع الذي بذله الشعب الجنوبي لإيصال هذه الرسالة هي استعادة حقه المسلوب ظلماً وعدواناً من قبل الاحتلال الخبيث الغاشم الظالم والذي مارس كل ما يخطر على البال من قهر وظلم على هذا الشعب الأبيّ  باسم الوحدة العجفاء التي أتت على  الأخضر واليابس .

وعاش شعب الجنوب خلال هذه الفترة أشد فترات حياته بؤساً منذ أن ثبّت الاحتلال وجوده ، وزرع جنوده في كل زاويه وناحية في الجنوب ، واستمر الحال أعواماً طويلة على هذا الحال الكئيب بحق أبناء الجنوب . ولكن لا يمكن أن يطول الباطل مهما بلغت هيمنته وقوته ، لأن ما بني على باطل مصيره الزوال..

ورفع الشعب الجنوبي صوته عالياً  بجميع فئاته  لا.. لا.. وألف لا للاحتلال..، و انبرى الضمير الجنوبي الذي تربى على العز والشرف ، وتكاتف الشعب الجنوبي يداً واحدة لإعلان ثورته التي  لا رجعة فيها إلى الوراء ..وأعلنها : ثورة.. ثورة.. إلى الأمام حتى الوصول إلى تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية ، ولمعت ثورته السلمية وبدت أنصع من الذهب  في ظل ضعفهم وقلة إمكاناتهم وضعف شوكتهم ، تحت وطأة الاحتلال البغيض الذي همّشهم وأخذ حقوقهم وبسط على ممتلكاتهم ..

ولكن إرادتهم كانت عظيمة وصلت بهم الى أن يقدموا سيلاً من الشهداء والجرحى والمطاردين والمعتقلين في سجون الاحتلال ، ولكن ونحن نعايش الآن خروج الاحتلال من كل محافظات الجنوب ، وما زال هدف الحرية والاستقلال وإعادة دولة الجنوب بكل سيادته شعباً ووطنا قائماً حتى يتحقق ويتم الاعتراف بالجنوب كدولة ذات سيادة.

ومع كل ذلك نرى التخاذل الدولي على الرغم من وصول رسالة الشعب الجنوبي إليهم واضحة ساطعة كالشمس في رابعة النهار ، ويجري شرعنة نضال الجنوب تحت شرعية واهية وما أدراك ما معنى شرعنة ؟!!!

ألم يحن الوقت لهذا الشعب الجنوبي أن يأخذ حقه ويستريح من هذا الاحتلال؟! ألا يكفيه ما عاناه؟! أليس من حق الشعب الجنوبي أن يعيش حراً أبياً مثل بقية شعوب العالم ؟!..، بلى  له الحق في حياة كريمة ، فإلى متى يظل يكابد المعاناة و الحياة القاسية ؟!

رسالتنا إلى العالم والأمم المتحدة ..إن رسالة شعب الجنوب التي وصلت لكم  ، لا ينبغي أن تفسر بغير ما يريده هذا الشعب الذي أوصلها إليكم مكتوبة بدم الشهيد ، وألم الجريح ، وأنين المعتقل والمشرد ، فلا تتجاهلوها ولو بحق إنسانيته على ما قدم من تضحيات .

فمتى يأخذ هذا الشعب حقه المسلوب ويهنأ  بالعيش الكريم؟!! ..والله من وراء القصد.