آخر تحديث :الاربعاء 12 فبراير 2025 - الساعة:01:17:01
المملكة السعودية ..والعلاقة مع اليمن والجنوب
علي بن شنظور

الاربعاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

حينما أعلنت دول التحالف العربي تدخلها في اليمن بطلب من الرئيس هادي في مارس 2015 م،  بعد تجاوز الحوثي وصالح الخطوط الحمراء بدخول الجنوب للمرة الثانية بالقوة ..كان الشارع  الجنوبي حينها قد تفاعل مع دخول عاصفة الحزم لأنها مثّلت قوة منع لإطالة أمد الحرب في الجنوب أو السيطرة عليه بالقوة .

و كان الاعتقاد لدى البعض أن العاصفة سوف تؤدي للتعجيل بإنهاء الصراع وحل الأزمة بالطرق السياسية على قاعدة جديدة ظل يرددها الرئيس هادي منذ توليه السلطة وعقد مؤتمر الحوار ..(لا غالب ولا مغلوب.. ولا ظالم ولا مظلوم.. ويمن جديد لا الجنوب جنوب ولا الشمال  شمال ..)..ولكن الظاهر حتى اليوم أننا نسير في هذا الاتجاه ولكن بالعكس.... الخوف من (يمن جديد لا الشمال شمال ولا الجنوب جنوب..)!!!

فالشرعية لم تستطع العودة  للشمال وإسقاط الحوثي وصالح من السلطة بالقوة, والترتيبات الأخيرة في صنعاء تشير إلى صعوبة دخول صنعاء ,بل ربما خسران الشرعية لبعض ما في يدها في حدود مأرب إذا ظلت تعتمد على نفس آليات العمل والوجوه.

بينما صالح والحوثي وإن حاولوا الدفع بقواتهم للعودة لمناطق خرجوا منها خاصة باتجاه الجنوب.. فلن يكون لهم سيطرة على الجنوب بعد تحرره, إلا إذا كانوا يعيشون في أبراج أو سراديب لا ترى الواقع ولا تعمل حساباً لمزيدٍ من سفك الدماء دون هدف شرعي, فهذا يعني بقاء الخطر, والله يعين اليمن والجنوب على مزيد من الدمار والخراب ...لكن في كل الأحوال إذا قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتبني آليات عمل جديدة للبناء وإعادة الإعمار وبناء الجيش والأمن على أسس قوية بالتنسيق مع الشرعية والحراك والمقاومة الجنوبية فسيصبح من الصعوبة عودة أي خطر على الجنوب .

الخلاصة..

المملكة العربية السعودية تخشى من سيطرة حركة أنصار الحوثي بشكل خاص أكثر من خشيتها من صالح كرجل باحث عن سلطة ونفوذ سياسي وليس نفوذ عقائدي ثوري..

خاصة وأن صالح  يردد في معظم خطاباته استعداده للحوار مع السعودية ,غير أن السعودية لم تلتفت له لأنه تنكّر لدورها في مساعدته ودعمه الكبير عام 2011م فلم تعد تثق باتفاق معه..

وتخشى المملكة السعودية - كما هو واضح من المواقف - من حركة الحوثي بحكم انتماء الحوثي العقائدي وعلاقته التي باتت واضحة مع دول محور إيران باتباعه نفس طريقة الثورة الإيرانية في الأداء والشعار الثوري, ونفس أسلوب حسن نصرالله والخطب المنبرية والبناء الحزبي في لبنان ، وهذا ما يزعج السعودية والخليج في أن يؤسس دولة في الشمال موالية لإيران , تهدد أمن المملكة والخليج , ولا تخشَ السعودية من الحوثيين كحركة سياسية ومذهب زيدي ظل أبناءه يرتبطون بعلاقات قوية مع السعودية حتى في عهد الإمام يحيى وبعد سقوط الإمام البدر وتوجههم للسعودية ودعم السعودية لهم بعد انتصار ثورة 26 سبتمبر ضد بيت حميد الدين عام 62م حتى تمت المصالحة بينهم عام 1970..

أما فيما يخص الجنوب..

فإن علاقات السعودية مع الجنوب هي علاقات قوية مع السلاطين والتجار رغم ما صاحب فترة حكم الحزب الاشتراكي للجنوب من عداء.

وتعززت العلاقة عبر ما تحقق في هذه المرحلة الهامة..

غير أن اختلاف أهداف التحالف مع أهداف حل قضية شعب الجنوب, وعدم وضع أسس لعلاقة مبنية على الشراكة الوطنية في إدارة مؤسسات الجنوب, واستيعاب القوى الجنوبية الفاعلة في الميدان السياسي والعسكري, ووضع تصور للقضية الجنوبية على قاعدة المصالح المشتركة وليس التبعية المطلقة للشرعية, وأن الجنوب ليس فرع من الشمال يجب أن  ينتظر  حسم الوضع في صنعاء...بل صاحب قضية معروفة تتطلب الحل حتى يتحقق السلام في اليمن بما لا يتعارض مع أهداف الجميع أو يسقط أهداف شعب الجنوب المشروعة.. كل هذه المسائل تتطلب وضع حل.. والحل ممكن وسهل, إذا توفرت الرغبة بعيداً عن الاستقطاب لأحزاب أو جماعات أو الولاء المؤقت الذي لا يحقق النجاح للجنوب واليمن والخليج بشكل عام في قادم الأيام , خاصة إذا  تبدلت المواقف الدولية من الحرب في اليمن.

وما جرى في "حلب" ليس عنا ببعيد ..فحينها قد تفقد السعودية ملف الجنوب واليمن كما هو في العراق وسوريا.. والله من وراء القصد...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل