آخر تحديث :الاربعاء 12 فبراير 2025 - الساعة:01:17:01
رسالة للمؤتمر الشعبي (جناح صالح) لعلها تصل للعقول!
علي بن شنظور

الاربعاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

بعيداً عن لغة السب واللعن التي لم أعتد عليها في كتاباتي مع من نختلف معهم في السياسة, وهي طريقة قد لا تعجب البعض لكنها أسلوبي المتبع لعله يؤثر في عقول المختلف معهم..

أوجه هذه الرسالة لقيادات المؤتمر الشعبي برئاسة صالح...

وأقول.. رغم الخلاف في الرؤى السياسية معكم حول قضية الجنوب, وموقف المؤتمر الشعبي منها ,وحول الموقف من الصراع القائم والحرب التي تمت ضد الجنوب في 2015, فقد كنا نتوقع من القيادات المعروفة منكم بوسطيتها واعتدالها والتي تقف بجانب  صالح أن تكون صريحة وشجاعة لمراجعته ومراجعة خطابكم الخاطئ ضد قضية الجنوب والاستفادة من الأخطاء والتجارب الفاشلة السابقة لكم في الجنوب..وأن يقال لصالح ما هو الواقع وعدم السكوت عن خطابه الجديد ضد الجنوب ,مع علمكم أن تلك الخطابات لا تخدم المؤتمر  بل تزيده كراهية في الجنوب.

ومن يعتقد في المؤتمر الشعبي برئاسة صالح أو غيرهم من القوى الأخرى ، أن الجنوب سيظل تابعاً وخاضعاً للهيمنة والوصاية والتمزيق - كما كان قبل الحرب - فهو يعيش خارج الواقع وفي كوكب المريخ ,لقد اعترف صالح في آخر كلمة له مع تهديده بالحرب مجدداً أن مشروع الوحدة أو  ما سماه (الانفصال) هو محور الصراع الأساسي ، ولم يقل.. لماذا الجنوب بات يريد الاستقلال  بدلاً من الوحدة؟! وهذا ما كان الحراك السلمي يطرحه منذ 2007..غير أن نظام صالح نفسه أو من أتوا بعده كانوا ينكرون هذه الحقيقة ويؤكدون أن الوحدة راسخة كالجبال..حتى تم شن الحرب على الجنوب في 2015 فتأكد لكم أن الجنوب لم يعد لقمة يمكن ابتلاعه بسهولة.

وللأسف لم يتم تقييم ذلك منكم بل نرى تكرار لنفس الخطأ السياسي.. فحينما يصف صالح الوضع على أنه مشروع مجموعة في الجنوب تسعى لفصل الجنوب حسب توصيفه ومعهم الرئيس هادي.ِ

مثل هذا الكلام هو استخفاف بالمؤتمر ومخالف للواقع ، لأن الذين يلتفون حول قضية الجنوب هم شعب وليس مجموعة ، بل أعتقد أن هناك من هو داخل المؤتمر الشعبي من قيادات بجانب صالح يساندون حق شعب الجنوب وقضيته ولو سراً..

فهل حان الوقت لمراجعة خطاب المؤتمر الشعبي في صنعاء تجاه الجنوب وتبني خطاب جديد  للسلام بدلاً من التهديد  بالحرب التي لا تزيد من يعلنها إلا كراهية.

إننا نجزم بحكم ما نشاهده في الواقع ,أن الجنوب لن يدخل في صراع مع هادي, ولا مع غيره في التحالف العربي المساند للجنوب ,ولا مع الشمال كشعب تربطه المصالح الأخوية مع أبناء الجنوب... والدليل توقف المقاومة على الشريط الحدودي...ولكنه يدافع عن نفسه من همجية الحروب.

فكفاكم صراعاً وحروباً عبثية منذ إعلان الوحدة ؟!,هل توجد قيمة للدماء  التي تسفك كل يوم...؟

لقد أصبح الوطن  مشلولاً ومنفصلاً في الواقع, والانفصال يتم في صنعاء كأمر واقع بعد تشكيل حكومة مستقلة تحكم الشمال ورفض حكومة الشرعية التي تحكم الجنوب وبعض مناطق الشمال المحاذية للجنوب .

فماذا بقي لكي تتأكدوا أن الوضع يتطلب العقل للاتجاه لحل الصراع بالطرق الأخوية ويتجه الجميع للبناء والسلام في الجنوب وفي الشمال بدلاً من الحروب.؟

ألم يكفِ ما حصل؟!!

اتقوا الله في النفوس التي تزهق بسبب هوس الوحدة أو الموت والسلطة والثروة ...كنا نتوقع أن يتجه المؤتمر الشعبي بحكم تجنب الكثير من أبناء الجنوب لخطاب العداء معه كحزب وليس كقيادات وأشخاص تورطوا في ضرب الجنوب. أن يتجه للاستفادة من أخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة, من خلال احترامه لأبناء الجنوب بعيداً عن الهيمنة والتهديد والغرور الذي لا يحقق السلام.. خاصة بعد أن تأكد للمؤتمر الشعبي العام فشل الحرب على الجنوب بتحرير عدن ومناطق الجنوب عبر المقاومة الشرسة لكل مشروع  قادم يراد فرضه بالقوة على الجنوب .ِ

 فلا توجد وحدة بالقوة حتى داخل الأسرة الواحدة بل بالتراضي والحوار.. فكيف بوحدة اندماجية اعترف الجميع في مؤتمر الحوار بفشلها وبشعب مناضل قوامه 6 مليون نسمة يسعى لاستقراره ليس كراهية للشمال كشعب , بل كراهية بالصراع القائم منذ حرب 94 وما جرى للجنوب بسبب تلك الهمجية وآخرها حرب 2015, وهي السبب في التدخل الإقليمي بطلب من الرئيس هادي للوقوف مع الشرعية وحماية الأمن القومي العربي ..نأمل أن تحكّموا العقل والبصيرة ولو مرة واحدة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل